×
محافظة المدينة المنورة

«محلية الانتخابات البلدية» بالمدينة تعقد ورشة عمل لرؤساء البلديات

صورة الخبر

لا داعي للاستغراب من تحريض أبرز المرشحين للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب ضد المسلمين، عندما دعا في سياق حملته الانتخابية إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة بشكل كامل. ولئن أثار هذا الموقف استنكاراً وتنديداً واسعاً بعضه من البيت الأبيض ومؤسسات ومنظمات أمريكية مختلفة، فلن يخفي ذلك حقيقة تصاعد مشاعر الكراهية للمسلمين بسبب جريرة فئة منحرفة منهم ألحقت بالإسلام عاراً وارتكبت بحقه جريمة باهظة الثمن. ترامب ليس السياسي الغربي الأول الذي يستفز المسلمين جميعاً، ولكن بحكم موقعه واحتمال أن يكون رئيساً لأعظم دولة في العالم، يكتسي موقفه خطورة جدية في المستقبل، كما يعكس ثقافة كراهية نامية في الغرب لا يمكن حجبها، فالأصوات اليمينية المتطرفة أصبحت مسموعة وتجد صدى لدى الرأي العام، وما الفوز التاريخي لليمين المتطرف في انتخابات المناطق الفرنسية إلا دليل موضوعي على هذا التغير، صعود اليمين في أوروبا وأمريكا يعني ولادة جديدة للسياسات الفاشية مع ما يمكن أن تجره من ويلات على الأمن والسلام الدوليين، والأهم من ذلك أنها بصعودها تقوِّض الحرب على الإرهاب، وتمنح الجماعات المتطرفة ذرائع للاتساع وتجنيد مزيد من المتشددين. ويبدو أن ترامب وأمثاله ربما أغفل هذه الحقيقة، والأصح أنه يريدها ولا يريد للإرهاب أن ينتهي ضمن مشروع كامل يجري العمل على صناعته منذ سنوات. من خلق الجماعات الإرهابية في العالم الإسلامي؟ ما زال هذا السؤال يراوح مكانه ولا يجد الجواب الشافي عنه. فالبعض يعزوه إلى فقر المجتمعات المسلمة وجهلها، والبعض الآخر يعتبره نتيجة للتدخلات الغربية والاعتداءات في قضايا المنطقة وتضييع حقوق شعوب كاملة منها الشعب الفلسطيني، ولكن لا تكاد تذكر الفرضيات التي تحمل الغربيين والأمريكيين أساساً بالتواطؤ مع أطراف في العالم الإسلامي لصناعة الجماعات الإرهابية وتوظيفها لتدمير المنطقة العربية أولاً، وثانياً لتبرير الهيمنة الغربية وتجديد نفوذها، وثالثاً لخلق المبررات في الغرب لخلق نخبة سياسية متطرفة تعيد هندسة المركزية الغربية في العالم وبعث سياساتها الاستعمارية وفق مقاييس مستجدة ومعايير تغرق في الإيحاء والتقية. الجماعات الإرهابية التي تضاعف خطرها عشرات المرات منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وغزو أفغانستان، ما زال سر قوتها وانتشارها لغزاً والجهات التي تمتلك مفاتيحه معروفة ولا تريد حله، فقبل أشهر اعترفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة الحالية إلى البيت الأبيض هيلاري كلينتون بالمساهمة الأمريكية في صناعة تنظيم داعش، والمخابرات الأمريكية ليست وحدها في هذا الإنجاز بل معها دول وجماعات ومراجع انخرطت كلها في صناعة هذا الشيطان. ومع ذلك يظل التساؤل مطروحاً، لماذا لا يتم الكشف عن جميع المتورطين في صناعة الإرهاب وفضحهم على رؤوس الأشهاد؟ ولماذا لا يتم محاسبة المقصرين والمتواطئين والداعمين بالمال والسلاح والفتاوى، أو ليس أول مداخل الحرب على الإرهاب وفك طلاسمه يبدأ بهذه الخطوات الإجرائية قبل أي خطوة عملية؟ إلى حد حقق الإرهاب أغلب أهدافه، فالمنطقة العربية دخلت كلها في حروب وفتن وقلاقل لا حد لها، والإسلام جرى تشويهه بما يكفي ليتحول تهمة لدى المتطرفين في بقية أنحاء العالم. وما تصريح دونالد ترامب إلا هدف من جملة الأهداف، ولكن المستنكرين والغاضبين يتعلقون بالنتائج ويهملون الأسباب والمقدمات، وهو الخطأ الذي لن يغير في واقع الأمر شيئاً، فالإرهاب يتواصل تحدياً خطيراً، وخطاب الكراهية ضد الإسلام والمسلمين ينمو ويضرب في أعتى المؤسسات والأحزاب في الولايات المتحدة وأوروبا ويقلب ميزان العلاقة بين المسلمين والغرب. chouaibmeftah@gmail.com