×
محافظة المنطقة الشرقية

بينات يرفض المنتشري

صورة الخبر

--> الحديث عن أعمال البر والخير وبذل الصدقات والمساعدات للفقراء والمحتاجين من اسمى ما يمكن أن يتحدث به المرء أو يكتب فيه ويتناوله، خاصة حينما يكون ذلك في هذا الشهر الكريم الذي تضاعف فيه الحسنات وتحط الخطايا والسيئات، بل إن ابراز هذه الممارسات والأفعال والثناء على من يساهم فيها من خلال الدعم المادي والعيني أو الجهد التطوعي هو أيضاً من الأولويات التي ينبغي أن يهتم بها أصحاب الرأي من الأفراد أو المؤسسات الإعلامية وغيرها. وإذا كانت مجتمعات اليوم قد انتشرت فيها أعمال الإغاثة ومساعدة الفقراء والمحتاجين في أوقات النكبات والحروب والمجاعات، فإن ديننا الإسلامي الحنيف قد سبق إلى ذلك منذ عقود طويلة، وحث على تكافل المسلمين وتضامنهم في جميع الأوقات قال تعالى-: (وتعاونوا على البر والتقوى)، بل إن مضمون التكافل في الإسلام لم يقتصر على المنتمين للأمة الإسلامية فحسب، بل تجاوزه إلى بني البشر على اختلاف منطلقاتهم الفكرية والعقائدية وأجناسهم وطوائفهم قال تعالى-: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)، ولا ريب في أن الجهود الجليلة التي تبذلها الدولة في رعاية كافة شرائح المجتمع هي جهود يلمسها القاصي والداني، ومع ذلك فإن تعاون المواطنين ومسارعتهم إلى المساهمة في أعمال البر هو تعضيد وتكامل مطلوب يدعم جهود الدولة ويؤدي إلى تعزيز هذه الجهود ومضاعفة النتائج الايجابية المترتبة عليها، وكذلك شمولها أعداداً أكبر من المحتاجين والفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وغيرهم من ذوي الحاجات. وتأتي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، لانعقاد الجمعية العمومية لجمعية البر بالمنطقة الشرقية يوم الثلاثاء الماضي ترجمة لحرص سموه على دعم أعمال الجمعية وتوفير كل السبل التي تمكنها -بإذن الله- من تحقيق أهدافها وتنفيذ برامجها، إضافة إلى ما يؤكده ويرمز إليه ترؤس سموه مجلس إدارة الجمعية تأسياً بالقدوة التي يضربها ولاة الأمر في بلادنا في الحث على أعمال الخير والبر والبذل في ميادينه؛ مما كان سبباً بعد -توفيق الله عز وجل - في انتشار مؤسسات العمل الخيري في أرجاء بلادنا الغالية. ويتضح لكل من اطلع على التقرير السنوي للجمعية حجم المساعدات النقدية والعينية والبرامج والمشروعات التي تم تنفيذها لصالح المستفيدين من الأيتام والعجزة والمطلقات والأرامل وغيرهم من الفئات المحتاجة، بما في ذلك برامج التدريب والتشغيل لأبناء الأسر المحتاجة والتي لا تقل أهمية عن برامج المساعدات -إن لم تكن أكثر أهمية منها على المدى البعيد- وهي جهود بلا شك لم يكن القيام بها ممكناً لولا -عون الله سبحانه- وتوفيقه ومسارعة الموسرين والقادرين من المواطنين، ومبادرتهم للبذل والعطاء طلباً لرضا الله -سبحانه وتعالى-. وهي جهود تبعث على الاعجاب والتقدير، وتؤكد ضرورة دعم الجهات العاملة في ميادين البر والخير وفي مقدمتها هذه الجمعية التي تعتبر بحق رائدة العمل الخيري في المنطقة والذي شارفت مسيرتها فيه على اكمال أربعة عقود تقريباً. أدام الله نعمه على بلادنا، وشكراً لولاة أمرنا سعيهم في البر وأمرهم به، وجزى الله الأمير سعود بن نايف خير الجزاء على رعايته وحرصه على كل ما فيه مصلحة المواطنين والمقيمين، وبارك للباذلين والعاملين جهودهم وتقبل منا ومنهم.. والله من وراء القصد. Fahad-er@hotmail.com مقالات سابقة: فهد الخالدي : -->