تبنّت جامعة الدّول العربيّة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة اقتراح دولة الكويت لعقد مؤتمر ثان للمانحين في كانون الثاني (يناير) المقبل من بغية حثّ الدول على دفع المزيد من الأموال للنازحين السوريين في دول الجوار. وفي لبنان الذي يستضيف ما يفوق المليون نازح، قال منسّق الأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي مجيبا على سؤال ل"الرياض" أن " مؤتمر الكويت الأول للمانحين الذي انعقد في بداية السنة الجارية نجح بجمع مبلغ 625 مليون دولار أميركي لهذه السنة خصصت بأكملها لإغاثة النازحين. ولفت بلامبلي قائلا:" ليس المبلغ كافياً بالطبع، لكننا نتمنى من خلال مؤتمر الكويت الثاني أن تتمّ توسعة مصادر المساعدات للنازحين السوريين. ندرك أن الدول تعاني من عجز اقتصادي في العالم كلّه وليس الوقت ملائماً لطلب المزيد من المساعدات، لكنّ أعداد النازحين تزيد باضطراد وهم بحاجة الى عون، لذا نطالب بزيادة المبالغ المدفوعة لكي نتمكن من توفير ما يسهّل لهم حياتهم ويقيهم الجوع والبرد". مؤتمر الكويت العتيد هو من ضمن الخطط المتعددة التي يعكف على دراستها أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون لمساعدة النازحين السوريين في دول الجوار ولبنان في مقدمتها، ويقول ممثلة في بيروت ديريك بلامبلي في محاضرة له في "مؤسسة عصام فارس" في سنّ الفيل: "بدأت بعض الدول بالمشاركة في تحمّل أعباء إعادة ترتيب أوضاع النازحين ومنها من استقبل بعض الأعداد والباب مفتوح أمام النقاش لمعرفة كيفية مساعدة هؤلاء". ولفت بلامبلي الى أهمية مساعدة لبنان لتحمل هذا العبء الذي يضاعف أزماته: "أصدر مجلس الأمن الدولي في تموز الفائت بياناً مفصلاً يدعم استقرار لبنان في هذه الظروف، ويؤكد على احترام سيادة الأراضي اللبنانية وضرورة تعزيز مؤسسات الدولة والتشجيع على تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات النيابية فيخرج لبنان من أزمته، والدعم ليس سياسيا فحسب بل يطال ملف النازحين السوريين وكيفية مساعدة السلطة لمواجهة التحديات البنيوية للأزمة". يضيف بلامبلي:" كان انعقاد مجموعة دعم لبنان في أيلول الفائت مناسبة جديدة أيضا من أجل تشجيع الدول على تقديم مساعداتها لدعم هذا البلد والأمر سيان بالنسبة الى مؤتمر واشنطن للمانحين الذي وضع خريطة طريق قدّمت الى الدّول المانحة ". ولفت بلامبلي بقوله: "ألمس رغبة قوية لدى اللبنانيين للحفاظ على الاستقرار لكن هذه الرغبة ليست كافية بل يجب أن تقترن بمجهود حوار بين اللبنانيين لكي تتخذ القرارات المناسبة على أكثر من مستوى، لا يمكن انتظار الحلول لكي تأتي لوحدها بل يحتاج لبنان الى قرارات عاجلة وخصوصاً في ملف النزوح السوري".