اقترحت العام الماضي وأكرر الاقتراح هذا العام لأني أرى ضرورته وسهولته وعظيم الحاجة إليه، والمقترح باختصار أن يبادر كل منا لشراء مستلزمات جاره الفقير مع مستلزمات بيته الرمضانية وفق قدراته المالية! فنحن مسؤولون عن فقرائنا وليس كل محتاج تصله الجمعيات الخيرية! كما أن هناك متعففين قد لا تنطبق عليهم شروط الجمعيات الخيرية، يعانون ويعاني أولادهم بينما نحن وأولادنا نتأفف من عدم التنوع في الوجبات ولا نشتري إلا الأغلى! لن تكلف هذه الوقفة الكثير، وحتى لو كلفت فهي مما ينمي المال ويبارك فيه، فالفائدة من الوقفة مع الجار المحتاج فائدتها الأكبر لنا قبل أن تكون لجيراننا، وهم أصحاب الفضل علينا بقبولهم أخذ ما قدمناه إليهم! ففيها عز لدى الرب، وتربية للأبناء على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور، وحماية للمجتمع وزيادة لأواصر ترابطه، فلو كان الفقر رجلاً لقتلته كما بيّن أبو الحسن رضي الله عنه وأرضاه! بالإضافة إلى أنها مدعاة لقبول الصيام والفوز بدعوات محتاج يرسلها لخالق الأرض والسماوات من قلب صادق! ما يجب أن ندركه أن وجود المتسولين المتلاعبين لا يعني التخلي عن المحتاجين المتعففين، كما أن الحرص على سلامة الإجراءات من جانب المؤسسات لا يعني أن نتخلى بصورة كاملة عن المستحق بحجة عدم انطباق الأنظمة عليه، ولكن يجب أن نحرص تمام الحرص على أن تصل صدقاتنا لمستحقيها وألا تضيع الأموال بدفعها لمن لا يستحقها، ولعل مما يحقق وصول الصدقات لمستحقيها مثل هذا المقترح، فليس هناك أعلم من الجار بجاره، وفي مجتمع مثل مجتمعنا تتسع دائرة الجيران والمعارف كثيراً ولله الحمد! لن يثقل السيارة، ولن يأخذ وقتاً طويلاً أن تشتري بدل الكرتون الذي تشتريه لبيتك كرتونين، وبدل العلبة علبتين ثم توقف سيارتك أمام بيت جارك المحتاج وتنزل الأغراض بمعاونة أولاده مبيناً له أنها هدية وحق من حقوق جيرته الطيبة، وهو صاحب الفضل لأنه فتح لك باباً للخير ورضي بأن تشاركه أجر صيامه هو وأولاده! أليس هذا ما كان يفعله آباؤنا عليهم رحمات الله؟! ولنعلم أن بركة المشاريع وجمالها ببساطتها وفعاليتها وإخلاص القائمين عليها، ولو وجهنا اهتماماتنا لفعل الخير وفكرنا قليلاً، لتحولنا إلى مؤسسات خيرية ناجحة تمشي على الأرض!