×
محافظة المنطقة الشرقية

أبوظبي تنظم الدورة ال7 من «أجيال السياحة»

صورة الخبر

تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي أعرب فيها عن قلقه، حول انتزاع وحدات حماية الشعب الكردية بالتعاون مع كتائب في الجيش السوري الحر، السيطرة على مدينة تل أبيض وبوابتها الحدودية، من تنظيم داعش الإرهابي، مثيرة للاشمئزاز وتدعو إلى السخرية والتساؤل، في الوقت ذاته، عن مدى علاقة أنقرة بالتنظيم المتطرف. لم نر طوال عامين من السيطرة الداعشية على تل أبيض وبوابتها الحدودية مع تركيا، والتي تصنف من بوابات الدرجة الأولى، أي مشاعر تظهر القلق أو تبدي الاستياء على تقاسيم وجه أردوغان وأركان حكمه، حيال رفرفة علم داعش الأسود على حدودهم، التي كانت بوابة تل أبيض المدخل الرئيسي، لتسلل أكثر من 90 في المئة من المتطرفين من كل أنحاء العالم، للالتحاق بأرض الخلافة المزعومة، ومن ثم ممارسة إرهابهم بحق الشعب السوري. بوابة تل أبيض مع تركيا، كانت بمثابة الشريان الاقتصادي والبشري الأساسي للتنظيم الإرهابي، فمنها وبتسهيلات من الجانب التركي، كان يتم سرقة النفط الخام السوري وبيعه في الأسواق التركية العطشى لهذا المنتج، وبأسعار رخيصة، فضلاً عن المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المناطق التي يحتلها داعش. هذه العمليات التجارية غير المشروعة كانت تمول عمليات داعش لممارسة إرهابه من قتل وذبح وقمع للشعب السوري الرازح تحت حكمه وبطشه، ما يمكننا اعتبار النظام التركي شريكاً في سفك دماء الأبرياء في سوريا، وليس مستغرباً أن يدعو الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أكثر من مرة، السلطات التركية إلى بذل جهد أكبر لضبط حدودها الجنوبية. وثائق وصور وأشرطة فيديو بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تثبت مدى تورط سلطات أنقرة بقيادة حزب العدالة والتنمية في تمرير الإرهابيين إلى سوريا وتزويدهم بالأسلحة، وظهر هذا جلياً في صور بثتها وكالات أنباء عالمية تظهر إرهابيي داعش مدججين بالأسلحة والأحزمة الناسفة والجنود الأتراك، على مسافة أقل من عشرة أمتار، على جانبي الحدود، وهم يتبادلون الابتسامات، أثناء منع الفارين من سكان المنطقة من جحيم الاشتباكات إلى الأراضي التركية، وفي اليوم التالي يسلمون أنفسهم للجنود الأتراك وهم يبتسمون بعد دحرهم من تل أبيض، فضلاً عن استخدام التنظيم المتطرف الأراضي التركية كطريقة التفافية للانقضاض على عناصر وحدات حماية الشعب، وهذا ما لاحظناه بوضوح في التفجيرات الإرهابية بوساطة السيارات المفخخة في معبر عين العرب ( كوباني)خلال معاركها مع داعش. خسارة داعش لتل أبيض وبوابته مع تركيا، تعني قطع شريانه البشري والاقتصادي، فضلاً عن حرمان تركيا من المنهوبات السورية من نفط ومنتوجات زراعية وآلات صناعية لذا من الطبيعي جداً أن يخرج علينا أردوغان بين ساعة وأخرى بخطاب يعرب فيه عن قلقه من دحر حليفه داعش من منطقة الحدود، وقد كان واضحاً، حينما أبدى أمله في الحفاظ ولو على بضعة كيلومترات حدودية مع مناطق سيطرة داعش في محافظة حلب.. لذا على التحالف الدولي، إن كان جاداً بالقضاء على التنظيم المتطرف، أن يسعى إلى حرمانه من الشريط الحدودي الشمالي في سوريا، بالتعاون مع وحدات حماية الشعب، التي أثبتت قدرتها على القيام بهذه المهمة على الأرض، وبعيداً عن تركيا التي تُسعدها رفرفة أعلام داعش السود على حدودها. S2222s22s@hotmail.com