ينبغي أن نلفت انتباه العقول السوية إلى أن هناك من يخطط ويرسم لتأجيج الفتن في العالم العربي والإسلامي، ليس لإعلاء كلمة الدين ونصرة الحق، بل من أجل تدمير البلدان وزرع الفتن لتدمير الوطن العربي وتعطيل تنميته وإعادته إلى الصفر فكريا وأدبيا وماديا. فعالمنا العربي والإسلامي يمر بصراعات خطيرة ومؤامرات وفتن أكلت الأخضر واليابس، وأتت على مقدرات الأمم فقتلت شبابها وأطفالها ودمرت بناها التحتية التي دفعت فيها مبالغ طائلة من خيرات تلك البلدان، فكل يوم نرى قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ودكت آلات الحروب اللعينة منازل وبيوت الأبرياء في بلدان إسلامية وبأيد إسلامية، في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من أجل مؤامرات مجرمي الحرب وتجار الأسلحة الفتاكة. أتى ذلك حينما اختلت الموازين الفكرية وفقد العقل اتزانه وتحورت المعتقدات وتأدلجت بعض العقول، فأصبحنا نرى من يبيح قتل المسلم البريء غير المعتدي، والأدهى من يعتقد أن تفجير بيوت الله وقتل المسلمين الذين يؤمنون بما يؤمن، ويرددون الشهادة كما يردد، ويتوجهون نحو القبلة التي يتجه إليها يرى ذلك جهادا وعبادة. وهذا الفكر غير السوي هو ما تعتنقه حركات الإرهاب في كل مكان من داعش وحوثيي اليمن وعملاء الإرهاب، لذا ستظل المملكة تجتث هذا الفكر الضال المريض، وتدافع عن الحق والعدل، وتعطي الجميع الدرس تلو الآخر، أن لا مساس بسيادة الوطن وأمنه واستقراره.