تتنافس ثلاث شركات في قطاع الاتصالات في المغرب، على تقاسم سوق الشبكة الجديدة لخدمات الانترنت «الجيل الرابع» (4G) الذي يسمح بنقل البيانات المختلفة بسرعة تصل إلى 300 ميغابايت في الثانية. وبدأت شركة «إنوي» الحديثة التابعة لمجموعة «الشركة الوطنية للاستثمار» (أس أن أي) تجاربها الأولى لإطلاق خدمات الجيل الرابع من الانترنت، الموجه وفق ما أعلنت إلى «فئة الشباب والباحثين والجيل الجديد من المستثمرين ورجال الأعمال، عبر توفير تطبيقات حديثة لتسهيل الحياة العملية والعلمية». واعتمدت «اتصالات المغرب» وهي أكبر شركة والأقدم في المغرب ومملوكة بنسبة 53 في المئة من «اتصالات الإمارات»، سلسلة تجارب في الرباط والدار البيضاء، لإعداد شبكتها الكبيرة لامتحان مدى قدرة الاستجابة للمنافسة الجديدة على خدمة «4 جي»، التي ستحتاج إلى تغيير البطاقة المغناطيسية والهاتف الخليوي ذاته، وتعويضه بالجيل الجديد من الهواتف الذكية القادرة على التعامل مع التطبيقات السريعة المعتمدة في «أي فون» الأميركي و«سامسونغ» الكوري و «هواوي» الصيني. واستعانت «ميديتيل» ثاني شركة اتصالات في المغرب بحليفها الفرنسي «أورانج»، استعداداً لرحلة التنافس على سوق الانترنت الجديدة التي ستنطلق رسمياً في رمضان المبارك المقبل، وهو الشهر الذي تُستخدم فيه تقنيات الاتصالات بامتياز. وتُقدر قيمة سوق الانترنت الجديدة بعشرات البلايين من الدراهم، وهي النشاط الاقتصادي الأول لجهة حجم السيولة. وأفادت «الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات» ومقرها الرباط، بأن «عدد المنتسبين الجدد إلى شبكة الانترنت يتجاوز مليون مشترك سنوياً، ويُقدر عدد المشتركين في الشبكة العنكبوتية بنحو 18 مليوناً موزعين على ثلاث شركات، أي أن 57 في المئة من سكان المغرب يبحرون في الشبكة، ولغالبيتهم حسابات على المواقع الاجتماعية مثل «فايسبوك» و«تويتر» ولديهم عناوين إلكترونية، وحتى صفحات وتدوينات خاصة. وأشارت الوكالة في تقرير بعنوان «استعمالات التكنولوجيات الحديثة في المغرب»، إلى أن خدمات الانترنت «باتت متوافرة في أكثر من نصف المنازل المغربية وأصبحت تشبه الماء والكهرباء، وتصل النسبة إلى 62 في المئة في المدن الكبرى، في وقت لم تكن تتخطى 2 في المئة عام 2004». واستناداً إلى الإحصاءات، يملك 38 شخصاً من أصل 100، هاتفاً ذكياً من الجيل الحديث أي تسعة ملايين جهاز، يمكنهم استخدام خدمات الجيل الرابع، ويحتاج 43 في المئة منهم إلى تغيير أجهزتهم. فيما سيعتمد 28 في المئة على الشبكة الثابتة للهاتف المنزلي أو المكتبي، وتملك 27 في المئة من الأسر حاسوبين، و14 في المئة ثلاثة حواسيب وألواح دفترية. ولم يعد استعمال التكنولوجيا حكراً على الفئات المتعلمة والغنية، كما كان في الجيل السابق من برامج «ويندوز» و «ماكنتوش» قبل عشرين سنة. وساعد توسع التعليم في السنوات الأخيرة وانخفاض أسعار تكنولوجيا الاتصالات في تعميم تقنية الانترنت، التي باتت تعوّض تدريجاً التعامل الورقي أو الحضور المباشر، وتحصيل المعلومات والخدمات الإدارية والمصرفية والقنصلية وغيرها. كما ساعد تعميم شبكة الكهرباء أكثر من 99 في المئة في اتساع استعمال الانترنت في القرى والأرياف النائية، ويقدر عدد الأرقام الهاتفية بـ 45 مليوناً. يُذكر أن المغرب شرع في استعمال الانترنت عام 1994، بعد احتضان مراكش اختتام جولات «أوروغواي - غات» وإعلان ولادة المنظمة العالمية للتجارة عام 1995. كما توجد علاقة وثيقة بين توسع تكنولوجيا الاتصالات وتحرير التجارة والمبادلات الدولية.