×
محافظة المدينة المنورة

اعتماد خطة أعمال النظافة خلال شهر رمضان المبارك بالمدينة المنورة

صورة الخبر

تحول رسام الكاريكاتور الراحل ناجي العلي إلى أرض خصبة، يمكن للراقص ومصمم الرقصات المعاصرة ماهر شوامرة أن ينهل منها أفكاراً تتحول من رسوم إلى حركات راقصة. بعد تخرجه في كلية الهندسة في الأردن عاد شوامرة إلى رام الله حالماً بإنشاء فرقة رقص شعبي، لكن الفكرة، وعلى رغم العمل عليها، لم تأخذ الشكل النهائي الذي سعى إليه بسبب العادات والتقاليد. استطاع المهندس ومؤسس «فرقة الشرق» والمسرح الراقص عام 2009 أن يتخيل، من خلال تخصصه، الحركة بعد أن انضم لفرقة السرية. يقول: «بدأت أبحث عن أصول الحركات في الرقص الشعبي، وفكرت في استخدام الرقص بأسلوب جديد، ما دفعني لأن أبحث عن مدارس الرقص المعاصر وأساليبها، ولم أوفر أي مشاركة في هذا المجال». وبعد سفره إلى اوروبا ومشاركة العديد من الراقصين والمدربين واكتساب الخبرة على مدى سنوات، استطاع شوامرة أن يجد طريقه أخيراً إلى عالمه الخاص في هذا المجال، لكن هاجسه في تطوير الرقص في فلسطين كان الأهم والمؤثر، «كان همي كيف أعبر عن ذاتي من خلال الرقص المعاصر في الوقت الذي تحترف فيه الفرق الفلسطينية فقط الرقص الشعبي التراثي، إنه شيء جديد بالنسبة إلى المجتمع». تمحور تفكير مصمم الرقص حول كيفية توظيف الرقص المعاصر في الحياة اليومية وتقديمه للمجتمع في قوالب جديدة، ولم يوفر فرصة لذلك. اشترك مع راقصين وبدأ بتقديم أفكار وتدريب من أجل الوصول إلى نتيجة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك من خلال إشراك ذوي الحاجات الخاصة في الرقص وقدم عروضاً مبتكرة في هذا المجال. يقول: «بدأت رؤيتي للرقص تتشكل وتصبح أوضح من خلال الخيال، بحثت في الموروث التراثي بكل أشكاله وتعبيراته لأجد أفكاراً وقصصاً يمكن أن تتحول إلى لوحات جديدة تحاكي التراث والمعاصرة معاً». أما في ما يتعلق بناجي العلي فقد دخل الراقص شوامرة إلى عالمه من باب رسمة كاريكاتور أرسلتها له صديقة، لتتحول إلى قماشة يتم تفصيلها في أكثر من شكل لرقصات جديدة تتناول القضايا التي رصدها ناجي العلي في أعماله اليومية وليفتح على الراقص شوامرة باباً جديداً من الخيال والانتماء إلى هذا الفنان الذي سافر من أجله لمقابلة عائلته وأصدقائه وحتى الجلوس قرب قبره في لندن لمحاكاة ضمير عربي كبير. بالنسبة إلى شوامرة رسوم ناجي العلي ما هي إلا تنبؤات متلاحقة عن الحال العربية والفلسطينية، «روح ناجي متجلية في كل إنسان عربي وفلسطيني وحر في العالم، ففلسطين في الذاكرة العربية والفلسطينية قطعة من الجنة ولكنها على أرض الواقع قطعة من الجحيم بسبب ما تعانيه من احتلال وقمع وقتل وتنكيل يومي». وجد الراقص في المبدعين ناجي العلي وغسان كنفاني ومحمود درويش عالماً خصباً يمكن أن تكون فيه الخطوط والكلمات والأفكار حركات راقصة ومعبرة عن القضية والشعب والأرض، وما بين عامي 2005 و2007 ومن خلال عمل شوامرة في فرقة الفنون الشعبية، قدم عرضه «حنظلة» عن ناجي العلي الذي لاقى ترحيباً كبيراً من قبل الجمهور. توالت أعمال شوامرة وتعددت اهتماماته فيما بعد إلى إعادة تدوير المواد الصلبة لخدمة المجتمع المحلي وتقديم أفكار بيئية سليمة، وفي النتيجة تقديم أعمال فنية تعكس انتماءه للمجتمع ومحاولة اشتراك الطلبة والشباب في أعمال يمكن أن تسهم في نشر الثقافة الجمالية. يدعم الراقص الفلسطيني أفكاره، بالبحث وإشراك المتخصصين في الرأي، «هناك أساليب جديدة تجعلني أستوحي أفكاراً من التراث ومن يوميات الناس تصل بي إلى نتائج مهمة في تعزيز أفكاري في الرقص المعاصر، فلسفة الروح والجسد تقوم على أسس يمكن أن تطورهما، الجسد يترجم إلى ما يمكن أن يوزع به العقل». صاحب العروض المختلفة في الرقص والتي باتت علامة فلسطينية فارقة على ساحة التراث الفلسطيني ومنها «طيف 2012» و «انتظر 2013» و «السفر 2014» وغيرها من الأعمال المشتركة محلياً وعالمياً، يرى «أننا صرنا نسلم للغرب في موضوع الرقص المعاصر، علينا أن لا نغرّب بالرقص المعاصر، فالرقص يتطور وأساليبه تتغير وهي تعبر عن أفكارنا وحياتنا العربية والفلسطينية، لا يوجد رقص معاصر مخصص للغرب، الرقص المعاصر في كل مكان، وليس حكراً على أحد».