وصل المقاتلون الأكراد إلى مشارف مدينة تل الأبيض حيث اشتبكوا في ساعة متأخرة أمس مع مسلحي تنظيم «داعش» الذين يسيطرون على المدينة الحدودية مع تركيا، بعدما نجح الأكراد صباح أمس في طرد عناصر التنظيم من بلدة سلوك في الريف الشمالي لمدينة الرقة وتوجهوا نحو تل الأبيض. وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه من تقدم الأكراد في شمال سورية، مشيراً إلى أن ذلك «قد يشكّل تهديداً لتركيا في المستقبل». (للمزيد) وقال ريدور خليل المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية لوكالة «رويترز» إن المقاتلين اشتبكوا مع مسلحي «داعش» على المشارف الشرقية لتل أبيض، مشيراً إلى أن التنسيق مع غارات التحالف الدولي «ممتاز، وأن الغارات تُنفذ وفق الحاجة، وأن الطريق الواصل بين تل أبيض والرقة أصبح تحت مرمى نيران وحدتنا». وقال حسين خوجر، مسؤول العلاقات العامة في جبهة تل أبيض إن «الاشتباكات تدور على مشارف تل أبيض على بعد 50 متراً فقط من المدينة». وإضافة إلى توجيه ضربة عسكرية لـ «داعش» ستُساعد السيطرة على المدينة القوات الكردية في الربط بين المناطق التي يسيطرون عليها في شمال سورية، وهو سبب خشية تركيا من خطر النزعة الانفصالية بين أقليتها الكردية في جنوب غربي البلاد. وقال أردوغان، في معرض التعبير عن قلقه من توسع رقعة الهيمنة الكردية، إن الجماعات الكردية تسيطر على مناطق يخليها العرب والتركمان، مشيراً إلى أن هذا قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تهديد الحدود التركية التي فر إليها حتى الآن أكثر من 13 ألف سوري هرباً من القتال قرب تل أبيض. وانسحب أمس تنظيم «داعش» كلياً من بلدة سلوك بعدما حاصرتها لنحو 48 ساعة وحدات الحماية مدعمة بكتائب مقاتلة وطائرات التحالف. ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مصادر أن الوحدات الكردية ومقاتلي الفصائل بدأوا بتمشيط المدينة من الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة التي أجبرتهم على الانسحاب قبل يومين، بعد سيطرتهم على القسم الشرقي من البلدة، نتيجة وجودها وزرعها من قبل التنظيم في البلدة بأعداد كبيرة. وأضاف المرصد أن الواقع الجديد يعني أن الوحدات الكردية وسّعت مناطق سيطرتها من الريف الشرقي لبلدة تل تمر مروراً بالريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانية)، وصولاً إلى مسافة خمسة كيلومترات جنوب شرقي تل أبيض. وترافق التقدم المتسارع لوحدات الحماية والفصائل مع قصف مكثف من قبل طائرات التحالف الدولي، وحركة نزوح واسعة لمئات العائلات نحو مدينة الرقة والشريط الحدودي مع تركيا، تخوفاً من الاشتباكات التي تشهدها المنطقة بين الطرفين. وكانت وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بفصائل مقاتلة وطائرات التحالف تمكّنت أول من أمس من التقدم مجدداً في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة تل أبيض، على الطريق الواصل إلى بلدة سلوك، وسيطرت على نحو 20 قرية في الريف الجنوبي الغربي لتل أبيض، بعد انسحاب تنظيم «داعش» منها. إلى ذلك، قال أمس مكتب ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، إنه سيزور دمشق قريباً وسيلتقي بمسؤولين حكوميين كبار في محاولة للتوصل إلى أرضية مشتركة بين جميع الأطراف بهدف إنهاء الصراع الذي دام أكثر من أربع سنوات.