هناك أساليب كثيرة للمعاملة الوالدية المطلوبة، سواءٌ للأطفال عموماً أو الموهوبين منهم على وجه الخصوص، ولقد زخر الأدب التربوي الخاصة بميدان الموهبة بالكثير منَ القضايا والموضوعات المرتبطة بهذا الجانب الهام في إرشاد أسر الأطفال الموهوبين، ومنها: * كُنْ مُبدعاً: بالرغمِ من سهولة اللفظةِ ومعرفتِنا بها كمصطلح، ووضوح النماذج التي تؤكِّد على وجود المُبدعين بمختلف تخصصاتهم، إلاّ أننا نتردد في تطبيق استراتيجيات الإبداع وتجريب مهاراته نحن كآباء وأمّهات. وأفضل وأسهل طريقة للإبداع هي طريقة التفكير خارج الصندوق؛ إذ الأطفال الموهوبين يحبُّون التفكير وحل المشكلات والمعضلات المُستمدة من أرض الواقع والتي تُثير فيهم حبّ الفضول والاستطلاع، لذلك زوِّد طفلك بفرص تربوية وفيرة تتحدى قدراته العقلية ومهاراته الإبداعية ليؤديها بشكلٍ صحيح. فعلى سبيل المثال: أثبتت الدراسات أنَّ الطفل سواءٌ كان صغيراً جداً أو في مرحلة رياض الأطفال فإنّه يحب القراءة. لذا، فاكتبْ مجموعة من الجُمل المفيدة القصيرة وضعها في صندوق صغير، واطلبْ منهُ أنْ يختارَ منها جملةً ليقرأها عليك، وهكذا بين الحين والآخر، وكذلك عندما يكون طفلك يحبُّ الأشياء العلمية، فخذه إلى المطبخِ واسألهُ لماذا تُصبحُ الخضراوات ليّنة وطريّة عندما تُطبخ؟ أو لماذا يزدادُ حجمُ الكعكةِ عندما توضع في الفُرنِ بعد تحمّصها؟ * انظر إلى الأنشطة الخارجية: قمْ بعملية مسح لكافة المرافق والمؤسسات والمعاهد والمراكز والمتاحف والمسارح والمناطق البرية والجامعات والكليات التي يُمكنُ أنْ تقوم بزيارتها والتعرُّف على ما فيها بِصُحبةِ طفلك الموهوب، إضافةً إلى زيارة المناطق الأثرية وما تعبِّره منْ تراثٍ وضع الأساس لكل ما هو حاضر أمام أعينِ طفلك، وكذلك الحدائق التي تُكسِبُ الطفل الذوق والإحساس والجمال والعاطفة والخيال، وغيرها من الأماكن في مجتمعك، ويُمكنكَ أيها الأب/ أيتها الأم أنْ تبحثا في المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي عنِ الأماكن الموجودة في مجتمعك وترغب في زيارتها، أو التي لمْ تتوصل إليها ولمْ تعرف عنها شيئاً منْ قبل. * ضعْ مصادر متنوعة للمعرفة في البيت: هذه المصادر المتنوعة والمتعددة ليست بالضرورة أنْ تكون غالية الثمن أو معقدة العمل أو ماركة علامة عالمية، فالطفل يحتاج إلى أمورٍ جديدة وثرية وممتعة تسمحُ لهم بتطوير اهتماماتهم إلى موهبة خارقة، وبارتقاء طاقاتهم إلى قدرات فائقة. على سبيل المثال: تشجيع المواهب الفنية الرسم التشكيلي، فعليك كمسلَّمة أولوية توفير الأوراق البيضاء المختلفة الأحجام، والأقلام الملونة المتعددة الأنواع، وأقلام الرصاص المختلفة الدرجات، والنماذج الفنية لكبار الرسامين العالميين والعرب والموجودة في بعض الدوريات الفنية المتخصصة أو المعروضة في بعض المواقع الإلكترونية الفنية، والمكان المخصص وليكُنْ قاعة يُمكنُ اعتبارها معرضاً فنياً يرتاده زوّار البيت منَ الأهل والأقرباء والجيران، إضافةً إلى تجهيزات أخرى ليست بصعبةِ الإعدادِ ولا بمكلفةِ الشراءِ إنْ رَغِبَ واهتمّ لها طفلك الموهوب. * الاستماع إلى الطفل الموهوب: من المهم أنْ يَشْعُر الطفلُ بأنَّ أفراد أسرته تستمعُ إليه حين يتحدَّث، وأنَّهم يعلقون إيجاباً على ما يسمعونه منه، وإنَّ منْ أصعبِ الأمور على الطفل بشكلٍ عام أنْ يشعر بأنّهم لا يستمعون إليه جيداً، ويُمكن اتباع هذه الأمور: تخصيص وقت كافٍ للاستماع إليه؛ عدم مقاطعة الطفل وهو يتحدث؛ عدم التشاغل عن الاستماع إليه. * حل النزاعات مع الأطفال الموهوبين: إنَّ ظهور الاختلافات بين أفراد الأسرة بمن فيهم الطفل الموهوب أمرٌ طبيعي، إذ تعكس مدى التبايُن في وجهات النظر والآراء، وقد تتطوَّر نتيجة الخلافات أو القرارات الخاصة التي يتخذها أفراد الأسرة فيتحوَّل الاختلاف إلى نِزاع. ومن المهم أنْ تُحلّ هذه النزاعات باستخدام أساليب واستراتيجيات ملائمة تُنهي النزاع بدلاً منْ تأجيله أو منْ كبتِه. * إشراك الطفل الموهوب في القرار: إنَّ القرارَ هو عمليةُ اختيار واعية لواحد منْ بين مجموعة منَ البدائل أو الخيارات المُتاحة لتحقيق هدف معيَّن أو معالجة مشكلة معينة. فعلى الأسرة إشراك الطفل الموهوب في ذلك؛ تنميةً لمهارات فهم المشكلات وتحليلها، وتوليد البدائل المختلفة لحلها؛ وتنميةً لمهارات التعامل مع الصعوبات الناتجة عن الفشل والإخفاق؛ وتنميةً لمهارة تقويم القرار الذي اتخذه.