حتى تفوز بنجاح مسابقات كرة القدم، يجب أن يكون لديك نظامٌ واضحٌ وصريحٌ، يُعين هذه المسابقات على الظهور بالشكل المناسب والمقبول أمام الجمهور الرياضي، وهذا لن يحدث إلا عندما تخوض غمار المسابقات، وتدون كل الملاحظات من تجاوزات وأخطاء، تتطلب أن يوضع لها نظامٌ أو قانونٌ يكون منظماً لها في المقام الأول، ويساعد على عدم تكرارها في المستقبل. وهذا النظام أو القانون الذي يتواكب مع كل حدث، والموضوع بعنايةٍ فائقةٍ كفيلٌ بضبط كثيرٍ من الجوانب التي قد تسيء لمنافسات كرة القدم، ولكل اتحادٍ محليٍّ في العالم خصائصه الخاصة، وربما الخطأ الذي يحدث في السعودية قد لا يحدث في مكانٍ آخر، والعكس هو الصحيح؛ لهذا من الضروريات الملحّة التي تقع على عاتق لجان الكرة بكل تفريعاتها أن تدوّن كل حدثٍ يخرج عن إطار قوانينها التنافسية والانضباطية، ويكون أمر التحديث متاحاً قبل أن تفرض العقوبات، خصوصاً في حالاتٍ تحدث لأول مرة في كرتنا. ففي نهائي كأس الملك لم يكن التنظيم بالشكل المناسب، رغم أن الحدث استضيف في ملعب الجوهرة، الذي يعتبر من الملاعب المخرجة بأفضل التصميمات، وعلى النظام الأوروبي البحت في تصميم الملاعب، إلا أن هذا الأمر لم يكن كافيا لأن يخرج الحدث بالطريقة الجيدة دون وجود بعض الأخطاء التنظيمية التي غفل عنها المنظمون، وهنا لا يمكن لأي شخصٍ أن يجزم بتعمّد حدوثها، فالدخول في النوايا والذمم أمرٌ ترفضه النفس، إلا أننا سنتعامل مع الحدث على أن سبب حدوثه يكمن في ضعف الفكر وارتباك المنظمين، وبطبيعة الحال لكل عمل أخطاءٌ ملحوظةٌ، والعمل على تلافيها في المستقبل أمرٌ مهمٌّ وإيجابيٌّ. لقد سارت المباراة النهائية بالشكل الجيد، رغم بعض التصرفات التي صدرت عن جمهور الهلال بعد تسجيل السهلاوي الهدف الأول لفريق النصر، ومشهد القذف بالعلب الفارغة على لاعبي النصر لا يليق بالحدث ولا راعي الحدث!. وهنا من المفترض أن تتدخل لجنة الانضباط لردع مثل هذه التصرفات، ويستحدث فقرةً تضاف على المادة التي تنصّ بمعاقبة الجمهور عندما يقوم برجم الطرف المنافس لفريقه داخل الملعب، وهي مضاعفة العقوبة، مثلاً في حال كانت المباراة تحت شرف شخصيةٍ اعتباريةٍ مرموقةٍ كحضور ملك البلاد، بهذا نكون قد وضعنا نظاماً صارماً يحمي اللاعبين داخل الملعب، ويساعد على ظهور اللقاء بالمظهر المناسب واللائق، وكذلك يُسهّل على اللجان المنظمة أداء عملهم دون ارتباكٍ أو تخوّفٍ من وضعية النهائيات. الأمر الآخر حصل في المنصة، وأثناء التتويج عندما صعد نجوم النصر يتقدمهم قائد الفريق حسين عبد الغني أمام جماهير الهلال وقريب منهم، ونالوا ما نالوه من شتمٍ وسبٍّ وتجاوزاتٍ، والإنسان بطبيعته قد يضعف مهما كانت قوة أعصابه وتحكمه فيها، إلا أن ردة فعله متى ما حضرت لا يمكنه السيطرة عليها، والتي من الممكن أن تتحول إلى أسلوبٍ همجيٍّ يرفضه الناس جميعاً، لكن قبل أن نقرَّ بعقوبة حسين عبد الغني ومَن معه من نجوم النصر، يجب أن نوضّح أن ما حدث كان يعتبر خطأً كبيراً من اللجنة المنظمة التي سمحت لجمهور الهلال أن يتواجد في الممر الذي يصعد منه لاعبو النصر إلى المنصة للسلام على راعي الحفل، وقبل هذا كله يجب أن نبحث عمّن أثار الجمهور، ورفع من وتيرة الاحتقان بعد نهاية ركلات الترجيح، والذي طاف أرجاء الملعب مردداً عبارته الشهيرة: "هيا تعال"، كل هذه الأحداث والمسببات لا تعفي حسين عبد الغني ومَن شاركه في ذلك المشهد من العقوبة، ومن المفترض أن تكون العقوبات التي صدرت عن اتحاد الكرة بالمسببات والدوافع، وينال كل طرفٍ ما يستحق؛ لذا كان بإمكان اتحاد الكرة وضع عقوباتٍ مخففةٍ، مع ذكر المسببات لضعف العقوبة، والظروف التي صاحبت هذا الفعل، بدل أن تكتفي بمعاقبة الجميع بصورةٍ جماعيةٍ وفق مادةٍ جامدةٍ، لا يدخل فيها تفاصيل الحدث بكل سيناريوهات المشهد. إن النظام والقانون هما الطريقان السليمان لتنظيم أي حدثٍ رياضيٍّ مهما بلغ حجمه وتطبيقه وفق ظروف الحدث بمختلف زواياه، مع تجاهل فكرة الشمولية في العقوبات، إذ إن ردة الفعل لا تتساوى مع مَن قام بالفعل، وفي هذا ظلمٌ كبيرٌ. مبروك للهلال كأس الملك ومبروك للنصر ثلاثية الدوري هذا الموسم. سلطان الزايدي Zaidi161@ نقلا عن اليوم