×
محافظة مكة المكرمة

ضاوي : الأمير مشعل يتابع الاستعدادات لانطلاق (رمضاننا كدا)

صورة الخبر

الجميع يتفق على إخفاق وزارة الصحة لدينا. وهو إخفاق مزمن لم ينفع معه تغيير وزراء ولا رفع الميزانية إلى أكثر من خمسة أضعاف. ومهما رصدنا من أسباب الإخفاق إلا أننا لا يمكن أن نضمنها نقص الموارد. ودليل ذلك الفائض الذي تجاوز عشرة مليارات ريال في عهد سابقٍ ليس ببعيد، وحاولت الوزارة في أكثر من مرة صرفه في غير ما رصد له. ويمكن أن نخلص إلى نتيجة أولية: الدعم وحده لايكفي. وبينما تحتل مجموعة من المستشفيات الأميركية قائمة المستشفيات الأفضل في العلم ومنها كليفلند كلينك ومايو كلينيك وجون هوبكنز وماساشيوستس وغيرها إلا أن النظام الصحي الأميركي ليس من ضمن أفضل عشرة أنظمة صحية عالمية. ولو فحصنا قوائم أنجح الأنظمة الصحية في العالم لعشر سنوات مضت لوجدنا فرنسا وكندا وسنغافورة والدنمارك وماليزيا ودولا أخرى تحتل الصدارة ولم نجد أميركا، بل إن النظام الصحي الأميركي ليس من ضمن أفضل 25 نظاما صحيا. ولا يمكن أن ندخل في تفاصيل المعايير التي استخدمت في التصنيف. هذه المعلومة متوفرة لوزراء مختصين سابقين، وبرغم ذلك أداروا الوزارة بعقلية إدارة المستشفى فلم ينجحوا في أي منهما. النتيجة الثانية: التغيير الوزاري ليس ضمانة نجاح. وهذا يؤكد ما كنا نردده من أن إدارة المستشفيات تختلف اختلافا جذريا عن إدارة النظام الصحي. ولئن نجحت جهات معينة (إمارات صغيرة في تحسين نظامها الصحي بالتعاون مع بعض المستشفيات الأميركية) إلا أن ذلك يدرج ضمن إدارة المستشفيات وليس النظام الصحي لصغر حجم المدن أو الإمارات ولقلة عدد سكانها. ولهذا فالاتجاه لمستشفى أميركي بارز يمكن أن يطور مستشفى أو يوجد مستشفى حديثا ولكنه لن يوجد نظاما صحيا اقتصاديا ناجحا، ففاقد الشيء لايعطيه. النتيجة الثالثة: مهما كانت ناجحة فالمستشفيات لاتصنع أنظمة صحية. سنصرف مليارات بل ترليونات على النظام الصحي لدينا، وأتمنى له النجاح ولكني أشك في ذلك. في الدول المتقدمة يطرح البرنامج الصحي الوطني ببنوده كاملة حتى يتسنى للمختصين الاطلاع عليه ومناقشته ومحاولة الوصول لأفضل النتائج بينما لدينا تدفع المليارات وننتظر ثم نعود لنقطة الصفر. لي عودة للنظام الصحي مجدداً بعد أن تتضح معالمه فكل ما يعنيني هو أن يحصل المواطن على أفضل خدمة صحية في أي ناحية من نواحي الوطن الكبير. أتمنى أن أرى النظام الصحي السعودي متبوأ مكانة مرموقة بين الأنظمة الصحية العالمية. النتيجة الرابعة: النظام الصحي تحدده ظروف كل بلد ولذلك فليس هناك نظام جاهز يمكن نقله كما هو.