بعيداً عن التجارة والاسعار التنافسية والعروض الترويجية، اتجهنا لرجال الدين وخطباء الجمعة لنسالهم ما اذا كانت هذه الانماط الاستهلاكية وحجم الاقبال على الشراء والتبضع الذي يعترف الجميع بزيادته الكبيرة قد ابعدنا كثيراً عن جوهر شهر العبادات. يقول الشيخ هشام الرميثي نعم اتفق معكم، ما يحدث هو عادات استهلاكية غير صحيحة، هذه الانماط الاستهلاكية والاقبال الكبير على شراء المواد الغذائية لا علاقة له بالشهر الفضيل، ولم يأمرنا الله سبحانه وتعالى الذي قال في كتابة العزيز وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين (31) سورة الاعراف، فشهر رمضان ليس للاكل، بل شهر القران والعبادات، هذا الشهر يحمل قيم روحانية، لا يجب استغلاله على هذا النحو الذي يحدث والذي لا يمت للإسلام بصلة. ويضيف الشيخ الرميثي هناك اسراف وتبذير وهذا ما يؤكده عملية الاقبال الكبير على المتاجر والاسواق قبل شهر رمضان بحجة الاستعداد لشهر رمضان، في المقابل هناك كميات كبيرة من الطعام ترمى في القمامة، نعم ترمى في القمامة في الوقت الذي لا يجد مسلمين وفي منطقتنا العربية كسرة خبز. الإعلام يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية يشير الشيخ الرميثي الى اهمية وسائل الاعلام لا سيما الاعلام المرئي -الذي يبدو اكثر قرباً من الجمهور خلال شهر رمضان- بنشر حملات توعوية حول انماط الاستهلاك والعادات السلبية حول التسوق في رمضان والتي ترسخت بفعل صورة نمطية عززها الاعلام. يقول الشيخ الرميثي لا بد ان يركز الاعلام على السلوكيات الخاطئة وتوجيهها الى النهج الصحيح، اليوم هناك بيوت لا تملك حتى ثمن الطعام، فما بالكم عندما نتحدث عن اسراف وتبذير ومبالغة في شراء مواد غذائية تفوق الحاجة الواقعية، اليوم هناك مأساة انسانية تعاني منها دول عربية اسلامية مثل سوريا والعراق واليمن، وايدي الخير تحاول ان تساعد قدر المستطاع لا سيما جهود المؤسسة الخيرية الملكية التي تقوم الان بإغاثة اشقائنا في اليمن، لا بد ان نتعلم ان نتحسس حاجة الناس في رمضان وان نشعر معهم وليس ان نتعاطى بسلبية مع محيطنا الانساني. ويضيف لا بد ان يكون هناك التركيز على اتباع عادات صحيحة في شهر رمضان الى جانب العبادات ومنها عادات صحية مثل ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي، شهر رمضان يشكل فرصة كبيرة امام من يعانون من مشاكل صحية والسمنة لإعادة التوزان لأجسامهم، ونحن في منطقة لديها مشكلة مع السمنة المفرطة ومشاكل صحية مثل السكري والاصابة بالضغط، وبالتالي شهر رمضان يمكن استغلاله على نحو ديني وصحي وليس شهر للطعام والكسل.