استقبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم في مكتب سموه بمقر ديوان الإمارة بمدينة بريدة امس معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين ، يرافقه وكيل الوزارة لشؤون المياه الدكتور محمد بن إبراهيم السعود ، وسكرتير الوزير عبدالله الدعيج . وقد رحب سموه بهم ، وجرى خلال الاستقبال مناقشة القضايا المتعلقة بالمياه والكهرباء بمنطقة القصيم . وتم عرض فيلم مرئي نظمته وزارة المياه بعنوان ( الوضع المائي : الحال والمئآل ) الذي يتحدث عن الدراسات التي أنجزتها الوزارة ووضع المياه سابقاً والآن واستنزاف هذه المياه بكميات كبيرة جداً ، رغم أن المملكة تصنف من الدول الشحيحة في الموارد المائية على مستوى العالم ، كما يتحدث عن الانجازات التي نفذتها الوزارة وجهودها الحثيثة في التوعية وترشيد المواطن . وقد ثمن سموه تلك الجهود المبذولة من الوزارة وقال : إن المياه من أهم الثروات التي يجب على الجميع المحافظة عليها ، وأبدى سعادته بلقائه بمعالي وزير المياه والكهرباء ، مشيراً إلى أنه خلال الزيارة أُعطي إيضاح متكامل عن نمو المياه في المملكة بصفة عامة ومنطقة القصيم بصفة خاصة , مؤكدا أن هذا الموضوع حيوي ومهم جداً ، وأن هناك دراسات دقيقة قامت بها الوزارة في هذا الصدد , وكان لمعاليه دور كبير في تاسيس هذه النقاط والرؤى التي انطلقت من مبحث علمي دقيق انبثق من خلاله تصور واضح للوضع بصفة عامة . وأشاد سمو أمير منطقة القصيم باهتمام معالي وزير المياه والكهرباء ومتابعته لمثل هذه الأمور هو ورجال الوزارة المخلصين ، مبشراً أنه سيكون هناك إيضاحات متكاملة لكل مايهم المواطن بالنسبة للمياه بحول الله تعالى . ومن جانب آخر أكد معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين أن الشركة السعودية للكهرباء تضيف مايقارب 3500 ميقا واط سنوياً لمناطق المملكة بالإجمال ، مشيراً إلى أن الشركة تعمل على قدم وساق لمواكبة الاستهلاك الذي اسماه بالهائل .وأبان أن التعرفة ثابتة لازيادة فيها إلا بقرار سيادي حكومي ،لافتاً الانتباه إلى أكثر مايستهلك الكهرباء هو التكييف , خصوصاً في موسم الصيف الذي تستنزف به الشركة طاقاتها ، مشدداً على أنه ليس بمقدور الشركة على تغيير التعرفة ، ولايمكن أن تزيد الشركة في تكلفة قراءة العداد في أي موسم ووقت . بعد ذلك تم عرض فلم مرئي أمام سمو أمير منطقة القصيم بعنوان "الحال والمئال " لتوضيح وضع الاستهلاك الجائر للمياه وخاصة في الجانب الزراعي وعلى وجه التحديد في الأعلاف والقمح , والاستهلاك المائي للزراعة في منطقة القصيم وحدها بشكل سنوي الذي يعادل أكثر من 23 سنة من استهلاك مياه الشرب ، كاشفاً أن هذه الأرقام الكبيرة ستعادل خلال أربع سنوات تقريباً 100 سنة استهلاك مياه الشرب ، مبينا ً أن هذا الوضع لايمكن الاستمرار عليه ، مبيناً سبب ذلك أن هذه المياه جوفية ( احفورية) وليست متجددة حيث تجمعت منذ الآف السنين ، وهذه المياه لاتعوض.وأبدى معالي المهندس الحصين تخوفه من ذلك الخطر مستقبلاً مما سيؤدي إلى توقف الزراعة ، وتوقف كل مايتعلف بها من القمح والنخيل بل سيتجاوز ذلك فلا يوجد مياه للشرب فيجبرك ذلك على استيراد المياه من الخارج بتكلفة باهظة .حضر اللقاء المهندس مدير عام المياه بمنطقة القصيم إبراهيم بن صالح الرقيبة ، ومدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة القصيم المهندس محمد بن عبد المحسن اليوسف . من جهة ثانية دشن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، بحضور معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين مشروع توسعة محطة القصيم المركزية لتوليد الكهرباء ، ومشروع محطة نقل الطاقة الكهربائية ، وخط أنابيب نقل الوقود الخام لمحطة التوليد بين منطقتي الرياض والقصيم .وبلغت التكلفة الإجمالية للمشاريع الثلاثة التي دشنها سموه بمقر محطة القصيم المركزية أكثر من 3740 مليون ريال . ويأتي مشروع توسعة محطة توليد القصيم المركزية الثانية والثالثة وغيرها من المشاريع الكهربائية ضمن جهود الشركة لمواكبة الطلب على الكهرباء وتعزيز النظام الكهربائي لمقابلة النمو الاقتصادي والسكاني الذي تشهده جميع مناطق المملكة بما فيها منطقة القصيم .وتبلغ تكاليف مشروعي التوسعة حوالي 2500 مليون ريال تمثل إنشاء وحدات توليد غازية بقدرة إجمالية 720 ميجاوات بزيادة تمثل أكثر من 70% من قدرة محطة القصيم الحالية . أما مشروع محطة تحويل الكهرباء جهد 380 كيلو فولت فهو لنقل وتحويل الطاقة الكهربائية إلى الشبكة الرئيسية والفرعية بواسطة 4 محولات جهد فائق 380/132/13.8 كيلو فولت وبأطوال إجمالية لخطوطها الأرضية والهوائية قاربت 400 كيلو متر بقيمة 641 مليون ريال .أما مشروع خط أنابيب نقل وقود الزيت الخام المغذي لمحطة القصيم المركزية فيرتبط مع محطة ضخ شركة أرامكو قرب محافظة الدوادمي بطول 240 كيلو مترا وهو أطول خط في المملكة يغذي محطة توليد بلغت تكلفته نحو 600 مليون ريال .وعبر الرئيس التنفيذي للشركة المهندس علي بن صالح البراك عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم لرعايته حفل التدشين الذي يعد دافعا معنوياً للعمل بكل الطاقات لتنفيذ المشاريع التي تخدم المواطن والوطن وتسهم في دفع عجلة التنمية ، مؤكدا أهمية هذا الإنجاز الذي يمثل خطوة لمواجهة التحديات والوفاء بالمتطلبات المستقبلية في وقت بلغت فيه نسبة زيادة الطلب السنوية على الكهرباء حوالي 9 % . وعقب حفل التدشين أدلى سمو أمير منطقة القصيم بتصريح صحفي عبر فيه عن سعادته بتدشين هذه المشاريع التي تأتي ضمن منظومة متكاملة من مشاريع التنمية في المنطقة ، وقال : لاشك أن مشاريع الكهرباء من أهم المشاريع التي تؤدي إلى مسيرة التنمية بشكلها الصحيح والسليم ، وستنعكس على المنطقة بشكل كبير وكامل في نهضتها ومسيرتها . وأضاف سموه : هذه المشاريع جاءت بمتابعة دقيقة لكل أمور المواطن والوطن من القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - ، ولا شك أن هذه المشاريع جعل ولاة الأمر لها من الأهمية بمكان لدفعها وتقديم كل المعطيات لها لتظهر إلى حيز الوجود . وأردف سموه قائلاً : نحتفل اليوم وننظر إلى مشاريع على مستوى عال ودقيق وهي تتواجد في قلب وفي وسط المملكة لتشع نورا متكاملاً في كل جزء من هذه المنطقة ولكل أرجاء الوطن متكاملة بربطها مع بقية المناطق والمشاريع فيها ، ولا شك أن العطاء من الأسس المتينة لاقتصاد ونهضة هذه البلاد ، مثمناً الجهود المستمرة لمعالي وزير المياه والكهرباء ، وللرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء ، ولكل العاملين في الشركة . ورفع سموه الشكر والتقدير نيابة عن أبناء المنطقة عموماً لخادم الحرمين الشريفين ، وسمو لي عهده ، ولسمو النائب الثاني -حفظهم الله- على هذه المشاريع الجمة التي ستخدم المنطقة وأبناءها وأبناء الوطن عموما.