×
محافظة المنطقة الشرقية

جيب بوش يدخل السباق للبيت الأبيض

صورة الخبر

تكثف الحضور الثقافي الإماراتي في الخارج في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت وفود الدولة الثقافية تشارك في المهرجانات والمعارض الدولية واللقاءات الثقافية المتعددة، ما يوحي بحيوية الفعل الثقافي فيها، وسعي القائمين عليه لجعله منفتحاً على العالم الخارجي، والتعريف به في مختلف أنحاء العالم كجزء من التنمية الشاملة التي تشهدها الإمارات، وتعبير عن هويتها الحضارية، ووجهها الإنساني، حتى يتلازم الصيت الثقافي للدولة مع الصيت الاقتصادي العالمي الذي تحظى به. من الطبيعي أن يكون الحضور الثقافي الإماراتي أكثر كثافة في الوطن العربي منه في غيره من العالم، فالإمارات حاضرة عبر مشاركاتها في المنتديات الثقافية العربية على اختلافها، وفي المعارض الكبرى مثل القاهرة وبيروت والجزائر، وفي المهرجانات العربية مثل الجنادرية في السعودية وجرش في الأردن، والقرين الثقافي في الكويت، و قرطاج، وقد اختتمت قبل أيام الدورة العاشرة من مهرجان طانطان الثقافي في مدينة طانطان في المغرب الذي كانت الإمارات ضيف الشرف فيه، وقد جسدت المشاركة الإماراتية مختلف مظاهر الثقافة الوطنية الإماراتية وخاصة الجانب التراثي، فحضرت الأغنية والأداء الحركي الجماعي والشعر الشعبي والحرف اليدوية، وأشكال الفلكلور الشعبي، وغيرها من المعالم التي تشكل هوية تراثية ثقافية للإمارات. أما خارج الوطن العربي فالحضور بدأ يتسع ولا يقتصر على منطقة واحدة من العالم، بل يتوزع شرقاً وغرباً، وتبقى المشاركة الإماراتية في بينالي البندقية هي الحدث الأبرز في تلك الأنشطة الخارجية، وقد حظيت الإمارات منذ 2013 بجناح دائم في البينالي، وذلك برعاية وزارة الثقافة، وينظم الجناح الدورات التدريبية للفنانين ويتولى إقامة العلاقات الثقافية والتواصل مع أبرز التشكيليين العالميين، كما ينظم برنامج تدريبي، وهو برنامج متخصص يوفر للشباب الإماراتي مجموعة واسعة من الفرص التدريبية بهدف اكتساب الخبرة المهنية، وستكون مشاركة الجناح في دورة هذا العام، وهي الدورة 56، من أبرز وأهم الدورات، وذلك من خلال أكثر من 100 عمل فني تضم أعمال الرواد والأجيال اللاحقة، بحيث يتيح قراءة استرجاعية لهذه الأعمال، ويسلط الضوء على تنوع المشهد الفني في دولة الإمارات وتاريخه، ويشمل الجناح أعمال 15 فناناً إماراتياً، هم: أحمد الأنصاري، أحمد شريف، موسى الحليان، عبدالقادر الريس، عبدالله السعدي، محمد القصاب، محمد عبدالله بولحية، سالم جوهر، عبدالرحمن زينل، عبدالرحيم سالم، عبيد سرور، حسن شريف، محمد كاظم، الدكتورة نجاة مكي، والدكتور محمد يوسف. وكانت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة قد نفذت في إبريل برنامجاً ترويجياً في إيطاليا للتعريف بجائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية، وقُدمت خلال البرنامج محاضرات حول الثقافة الإماراتية والعربية بشكل عام، وحول الدور الذي تلعبه الإمارات في المشهد الثقافي العربي، ودورها في إقامة حوار ثقافي طابعه السلم والتفاهم بين الشعوب. في آسيا الوسطى شهدت عشق أباد عاصمة تركمانستان نهاية إبريل/نيسان الماضي تنظيم الأسبوع الثقافي الإماراتي برعاية وزارة الثقافة بمشاركة الفرقة الوطنية للفنون الشعبية الإماراتية وعدد من الفنانين التشكيليين، وشهد الأسبوع تنظيم معرض وأنشطة غنائية أدائية مثل العيالة البحرية وفن الفر والهبان والحربية والندبة والليوا، رسمت صورة بانورامية عن المشهد الثقافي في الإمارات بما يتضمنه من تنوع كبير، وذلك لجعل النشاط الثقافي جسراً للتواصل بين الدول والشعوب وطريقاً لكافة أشكال التعاون، ولاطلاع الشعب التركماني على صورة من الثقافة العربية المعاصرة بمختلف تياراتها، نظراً لما تمثله هذه الثقافة لشعب تركمانستان المسلم. ومن اليابان عاد مؤخراً وفد من الكتاب الإماراتيين بعد زيارة ثقافية لذلك البلد الآسيوي الشرقي ضمن برنامج دبي الدولي للكتابة الذي أطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لدعم الكتاب وخلق أرضية ثقافية تيسر للمبدعين تقديم أفضل نتاجهم للمجتمع، والكتاب الذين شاركوا في الزيارة هم: محسن سليمان والهنوف محمد وطلال سالم، وقد قضوا نحو ثلاثة أسابيع تعرفوا خلالها إلى ثقافة هذا البلد العريق الذي يتميز بالتنوع والثراء الثقافي، واحتكوا بحياة شعبه ما يثري وجهة النظر الإنسانية لديهم، ويزودهم بأفكار ثقافية جديدة. تلك نماذج قليلة من ذلك النشاط الثقافي الخارجي الضخم الذي تسهم فيه مختلف المؤسسات الثقافية الإماراتية، الذي يتزايد في العالم، ويقدم فرصة كبرى للمثقف والفنان والكاتب الإماراتي للتعرف إلى ثقافة الآخر وتقديم ثقافته له، ويشكل تجربة عملية تزيد وعيهم وتكشف لهم الجديد.