×
محافظة الحدود الشمالية

أمير منطقة نجران: أبناء الوطن أثبتوا عمق التلاحم بين القيادة والشعب

صورة الخبر

لا يفوت نتنياهو مناسبة في تحميل السلطة الفلسطينية العبء كله في فشل مفاوضات السلام، ويردد العبارة الأثيرة لدى شارون وهي أنه ما من وجود فعلي لشريك في عملية السلام، لكن مواصفات هذا الشريك لا يأتي أحد من تلك السلالة إلى ذكرها، وقد يكون الشريك النموذجي على طريقة ذلك الرجل الذي كان اسمه نعم والذي يشعر بألم في فمه وشفتيه إذا تجرأ وقال: لا! وتكرار نتنياهو أيضاً لما صرح به في بار إيلان حول الدولتين ينتهي دوره والمقصود منه عند عبارة قلما يذكرها وهي شكل الدولة الفلسطينية المسموح بها، إنها ليست منزوعة السلاح فقط بل منزوعة النخاع، لأنها كما تحددها تضاريس الدولة الصهيونية الجديدة والتي رسمت بشبكة طرق عازلة، مجردثؤلولةيجري علاجها بأن تحاصر بخيط حرير كي لا تصلها الدورة الدموية ثم ينتهي الأمر بجفافها وسقوطها. وما قاله يوري افنيري ساخراً عن الديمقراطية في الكيان يصح أيضاً على مفهوم الدولة، فالديمقراطية التي سخر منها هي تلك المفصلة على جسد كيان استيطاني، لهذا فهي تحتاج إلى معجم خاص، لأنه ما من مشترك تاريخي أو سياسي بينها وبين الديمقراطية التي عرفها العالم منذ الإغريق. ولو تقصينا مواصفات الدولة الفلسطينية المسموح بها فهي مواصفات اللادولة وليس فقط شبه الدولة لأنها منحة ممن احتل واستوطن وقتل وشرد. وهذا بالضبط ما أوحى به شمعون بيريز قبل أعوام أمام الكونغرس حين قال إن أي متر مربع تتنازل عنه دولته هو منحة ومكرمة من المنتصر الذي يريد أن يحول الاحتلال إلى استحقاق تاريخي. وهناك مثل عربي قديم يجهله نتنياهو عن رجل جائع قيل له حين قدم إليه رغيف ناشف، عليه ألا يكسر الرغيف، بل ينظر إليه حتى يسيل لعابه ثم يختفي. إنها سادية سياسية بامتياز استيطاني، فالضحية هي التي تلقى على كتفيها حمولة الأخطاء كلها، بل عليها أن تعتذر للجلاد وتعوضه عن ثمن الرصاص الذي أطلقه عليها. فأي دولة منزوعة النخاع تلك التي يتحدث عنها نتنياهو؟ وهل بلغ به الجنون حداً جعله يتصور بأن العالم توقف عن النمو عند العام ١٩٤٨؟