×
محافظة الرياض

وزارة العمل وكلية الملك فهد الأمنية يقيمان عدد من الدورات التدريبية للمفتشين

صورة الخبر

ليس كل إنسان مهيأ ليكون وفيًا في زمن قلَ فيه الوفاء، ولا يستغرب أحدنا إن وجد من صديق صدودًا، أو من قريب تجاهلًا، فنحن نعيش في زمن المتناقضات، ربما سمع أحدنا من صديق يعرفه عن قرب كلمات تنم عن وفاء يفاخر به لكنها في واقع الأمر فقاعات لا تنتمي للحقيقة بشيء. وليس لها في قاموسه الحقيقي أي مكان، يذكر لي صديق كان إلى زمن قريب يعيش في الوسط الرياضي استغرب تنكر بعض أصدقاء الأمس له، إذ تناساه بعضهم بمجرد أن أصبح بعيدًا عنهم، حتى دعوة إلى زواج عرف بها القاصي والداني لم يحظ بها، وآخرون كما يقول غيّرهم لمعان المال، قال لي وهو يتألم: أصحيح هذا الذي أرى وأشاهد.. أصدقاء الأمس، أصبحت نظرتهم مادية بحتة؟ قلت له لا تستغرب أي شيء في هذا الوقت فكل ما يخطر على بالك وما لا يخطر ستشاهده ماثلًا أمامك، ولكن مع هذا هناك أوفياء لا يغيرهم شيء، فلا تبتئس وأعلم أن القناعة كنز لا يفنى، فاقنع بالصديق الصدوق ولا تنظر إلى ما يملك أو ماذا يمكن أن يقدم لك، فكر في نصيحة تتلقاها منه ترفع مقامك بها عند ربك، فكر في وفاء يصدر منه في موقف أنت في أشد الحاجة لمن يقف معك فيه، وأعلم أن العزة في تمسكك بدينك، ورفعة الشأن بزيادة إيمانك وبه يرتفع ذكرك عند ربك، وتزداد مكانة بما تملك من رصيد في حياتك، قد لا تعرف هذه المكانة في الدنيا لكنك ستنال أجرها في الآخرة،. وذاك رياضي مخضرم عاش كل حياته للرياضة انتهت علاقته بها منذ زمن ما زال يترحم على أيام مضت كانت حافلة بالوفاء، أما الآن فقد اختفت لدرجة لم يكن يتوقعها، بل أصبحت في عداد النسيان حتى إنه يقول عن نفسه إنه أصبح خارج حسابات الرياضة بعد أن تركها، ولسان حاله يقول إن الذي كان يجمعنا العمل ولا غيره، وقال إن أكثر ما يجمع بعض الرياضيين الآن هو التعصب والالتقاء على تشجيع نادٍ واحد، وهذا قاعدته كبيرة فقط أكتب مقالًا متعصبًا أو صرِّح به وستجد خلفك العشرات، بل ربما المئات والكل ينشد أن يكون عضوًا في نادي التعصب، فهم هكذا يعشقون، خالف تعرف، ويقفون صفًا واحدًا معها، ولا يهم حتى وإن كان على حساب المبادئ الضائعة التي ربما تتغير مع ترمومتر التعصب. فقط راقبوا وستجدون ذلك متجددًا وبأساليب عافها الناس ولكنها ما زالت تروق لفئة تنام وتصحو عليها وليس لديها استعداد لغير ذلك، ومستعد من ينتمي لهذه الفئة أن يخسر أعز صديق من أجل تعصب لا يسمن ولا يغني من جوع. إننا بحاجة للوفاء الذي ترتفع به الهمم وتعلو به النفوس، ليكون بلسمًا شافيًا لأمثال صديقي والرياضي المخضرم.