عبر كثير من المسلمين في أنحاء العالم عن شعور بالفزع من انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وقالوا إنهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر بين الغرب والإسلام ويذكي التطرف. ويشعر مسلمون بالقلق من أن يكون فوز ترامب هدية دعائية للجماعات التي توصف بـ"التطرف"، بينما يخشى آخرون من أن ينفذ الرئيس الأميركيالمنتخب وعوده بالتضييق على المسلمين الذي يدخلون الولايات المتحدة. وانزعج كثيرون بسبب تصريحات ترامب السابقة المتعلقة بمنع المسلمين من دخول البلاد أو إخضاعهم لعملية تدقيق مكثفة سلفا، وكذلك من وجود نشطاء بارزين مناهضين للإسلام بين مؤيديه. وأثناء الحملة الانتخابية الضارية هاجم ترامب منافسيه أيضا بسبب ما وصفه بإنكارهم للتهديد الذي يشكله الإسلام المتشدد والذي قال عنه إنه "يصل إلى شواطئنا". وأضاف أنه سيشكل على الفور لجنة مختصة بهذا الأمر. وقالت يني واحد -وهي شخصية إسلامية بارزة في إندونيسيا- إن ترامب "دأب على خطاب استفزازي بدرجة كبيرة تجاه المسلمين، الناخبون هناك يتوقعون منه أن ينفذ وعوده، هذا يشعرني بالقلق بشأن التأثير على المسلمين في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم". بينما قال علي نبيل -وهو طالب مصري- "أشعر بالقلق على أقاربي في أميركا لأنهم مسلمون، وترامب لن يعامل المسلمين جيدا". وقال جانيو أولوكانجا في لاغوس -كبرى مدن نيجيريا- "أي شيء يحدث في أميركا يؤثر على الجميع، وفي ظل وعود ترامب ضد السود والمسلمين والأقليات فإن ما حدث ليس شيئا يسعدنا". وعبر أفراد من الأقليات المسلمة التي تعيش في دول غربية عن مخاوفهم مما يرونه تصويرا سلبيا على نحو متزايد لعقيدتهم وأبدوا قلقهم من انتخاب ترامب. وقال الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني هارون خان في بيان "من المثير للقلق بشكل كبير أن الرجل الذي دعا صراحة إلى التمييز ضد المسلمين والأقليات الأخرى أصبح زعيما لدولة عظمى"، لكنه هنأ ترامب على فوزه. ترامب قال إنالتهديد الذي يشكله الإسلام المتشدد يصل إلى شواطئنا(أسوشيتد برس) تعزيز التطرف وقال بعض المسلمين إنهم يخشون أن يعزز انتخاب ترامب وجهة النظر القائلة إن الولايات المتحدة تكن عداء للمسلمين، وهو ما سيعيق الجهود داخل العالم الإسلامي لمكافحة التطرف. وقال عمار رشيد -وهو أكاديمي وعضو في حزب "عمال عوامي" الباكستاني- على تويتر "فوز ترامب سيكون هدية ضخمة لحركة جهادية فاشلة ستحظى الآن بصيحة استنفار جديدة". وأضاف أنه "إذا كان للفكر المتطرف من رافد يغذيه فهو صورة الولايات المتحدة ككيان صليبي شرير معاد للمسلمين، سيحققون أكبر فائدة من فوز ترامب". وفي إندونيسيا -وهي أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان- قال مسؤول من أكبر هيئة دينية هناك إن انتخاب ترامب قد يخلق توترات جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي. وقالالمسؤول البارز في مجلس العلماء الإندونيسي دين شمس الدين إن ترامب أدلى في السابق بتصريحات سلبية وساخرة عن المسلمين. وأضاف "نسي أن الكثير من الأميركيين مهاجرون". وكان بعض المسلمين الآخرين أكثر تفاؤلا، ومن بينهم وزير الداخلية الأفغاني الأسبق عمر داود زاي الذي استشهد بما حققه رونالد ريغانأثناء رئاسته للولايات المتحدة من 1981 وحتى 1989. وقال لرويترز "أنهى رونالد ريغان الحرب الباردة، آمل أن ينهي دونالد ترامب كل الحروب وأن يصبح بطلا للسلام في العالم". ورغم تعبير بعض المسؤولين عن قلقهم لم تصدر منظمة التعاون الإسلامي التي تضم في عضويتها الدول الإسلامية أي بيان يتعلق بفوز ترامب. ويبلغ عدد المسلمين في العالم 1.6 مليار نسمة، ويشكل المسلمون أغلبية السكان في دول مختلفة مثل مصر وإندونيسيا وباكستان والسعودية والسنغال وألبانيا وتتنوع أفكارهم السياسية.