×
محافظة المنطقة الشرقية

" أمانة الأحساء " تجهز مسالخها الرئيسية لشهر رمضان المبارك

صورة الخبر

يفاجئ أحد المتاحف الفنية في الخارج مرتاديه هذا الصيف بأسرّة متحركة تنقل الزائر على كفوف الراحة من ركن إلى آخر في أرجاء المتحف من أجل التفاعل! فكرة جاذبة، ونحن نختزل في أذهاننا فكرة «أن بلادنا طاردة في الصيف» وأحيانا لا نختزلها ولكن يصادف أن تلتقي شخصا في البلاد الفلانية، وفي بداية الحوار يسألك.. من أين أنت؟ فيعرف أنك من الإمارات ويعقد ما بين حاجبيه.. أوه، لقد زرت هذه البلاد الصيف الماضي وكدت أموت من الحر. تقول له اذكر الله وتعال إلينا في الشتاء، فيرد.. هذا مستحيل بلادكم نار. تنظر في عينيه وتحدث نفسك... على من؟ وهذه «الجروبات» التي نشاهدها على الشواطئ وفي المتاحف والشوارع والأسواق صيفا شتاء! لكن صراحة، السائح يحتاج إلى أكثر من هذا، ليس بحجم السرير الذي يستلقي عليه ولكن شيء يجعله يتفاعل معنا لا مع الحر. فالسياحة، والسياحة الثقافية والمتاحف واحدة مثلا، لا موسم لها لكن عندنا تجد أن السائح أو أي زائر يدخل المتحف ثم يخرج معربا ببرود عن إعجابه وتقديره لحسن الاستقبال وينقضي الأمر، وبعدها تتساءل: لكن، كيف تكون ثقافتنا ومتاحفنا أكثر من كلمات إعجاب باردة؟ كيف نجعلهم يتفاعلون معنا، مع التاريخ والثقافة والتراث والفن والبيئة؟ نحن، ولله الحمد، بينما تعاني المتاحف هنا وهناك مشكلات مادية نجد أن متاحفنا في حال أفضل بالمقارنة، لكن ينقصها ما يمنحها شيئاً من الحيوية. ونحن نتمنى لها نفس الحيوية التي نتعامل بها مع التكنولوجيا التي يبدو استخدامها للعمل في بعض متاحفنا متواضعاً. كما يبدو أن ثمة تواضعا يعرقل عمل بعض مؤسساتنا الثقافية ويمنع حصول زوارها على معلومات مهمة عن دولة الإمارات، فهؤلاء يفدون إلينا لكي يكتشفونا ومن الأولى أن يجدوا من بيننا نحن الإماراتيون من يقدم لهم بصدق وحب ثقافتها. في الصيف عندما تلتفت إلى أبنائنا الذين لا تساعدهم الظروف على السفر تتساءل: لماذا لا يتعلمون ويكتسبون الخبرة في هذه المتاحف، وفي خدمة زائريها مثلا! ولماذا لا يعطى هؤلاء الشباب دورات وبرامج تدريبية قصيرة تعرفهم بالمتاحف وقيمتها وتمنحهم فرصة اقتراح مخرجات شبابية لتطوير أساليب العمل فيها! ولماذا لا تستحدث جوائز لتطوير العمل في المتاحف تلهم أبناء الإمارات وتجعلهم يتفاعلون مع ثقافتهم. صراحة الكل يتصور أن تطوير أساليب العمل في السياحة خاصة المتاحف ضروري لكي يتفاعل الجميع.