أكد الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن المستشفى في الرياض نجح في إجراء 106 عملية زراعة كبد للأطفال خلال السنوات الثلاث الماضية، من بينها 38 عملية زراعة كبد أجريت منذ بداية العام الحالي 2013م وحتى مطلع شهر نوفمبر الجاري، لافتاً إلى أن إجراء هذا العدد من العمليات في عام واحد يعد الأعلى على مستوى المراكز الطبية العالمية في مجال زراعة الكبد للأطفال مبيناً أن جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية وهي التي تعد الأعلى سجلاً عالمياً في هذا المجال لم تتجاوز 35 عملية زراعة كبد للأطفال في عام واحد. وأشاد الدكتور القصبي بجهود الفرق الطبية والجراحية والتمريضية والإدارية التي كان لها دور بارز في إجراء هذا العدد الكبير من عمليات زراعة الكبد للأطفال وبمعدل نجاح متميز تجاوز 95%، مشيراً إلى أن أعمار الأطفال الذين خضعوا لعمليات الزراعة تراوحت مابين 5 أشهر إلى 15 عاماً. وبين الدكتور القصبي أن المستشفى يعتمد أكثر الأساليب الجراحية تطوراً في مجال زراعة الكبد بشكل متتابع من أحدث ذلك استخدام المنظار لاستئصال جزء من كبد متبرع بالغ من خلال فتحات صغيرة في أعلى منطقة البطن لاتتجاوز الواحدة منها 12 ملم ثم إخراج الجزء المستأصل من الكبد عبر شق جراحي بحدود 8 سم أسفل منطقة البطن قبل أن يتم نقل العضو المستأصل وزرعه للطفل الذي يعاني من فشل كبدي. من جانبه قال مدير مركز زراعة الأعضاء بالمستشفى التخصصي الدكتور ديتير برورنغ أن قسم الكبد بمركز زراعة الأعضاء يشهد طفرة في أعداد عمليات الزراعة وخاصة لدى الأطفال، بالإضافة إلى القيام بالعديد من العمليات الجراحية التي تجرى لأول مرة في المملكة، كعمليات استئصال الكبد من المتبرعين الأحياء بالمناظير، وعمليات تجزئة الكبد المتبرع به من متبرع متوفى دماغياً بهدف زراعته لمريضين اثنين بدلاً من مريض واحد، وكذلك زرع الأعضاء بين فصائل الدم المختلفة. ولفت الدكتور برورينغ إلى أن دور مركز زراعة الأعضاء في المستشفى لم يقتصر على تقديم الخدمات السريرية أو الدعم الاجتماعي والنفسي للمرضى وأسرهم فقط ، بل كان للبحث العلمي اهتمام واضح تمثل في العديد من أوراق البحث التي قدمت في مؤتمرات علمية عالمية، بالإضافة إلى إقامة المؤتمرات العلمية داخل المملكة، إضافة إلى الاهتمام بالجانب التوعوي. إلى ذلك قال الدكتور محمد السبيل رئيس قسم جراحة وزراعة الكبد في المستشفى التخصصي أنه بالرغم من نجاح عملية زراعة الكبد كإجراء طبي؛ إلا أن هناك شح في أعداد المتبرعين من المتوفين دماغياً، في المقابل هناك إقبال واضح من الأسر للإقدام على التبرع بأجزاء من أكبادهم لزرعها لأطفالهم الذين يعانون من فشل كبدي، مؤكداً أنه في حال اتساع دائرة التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً فإن ذلك من شأنه تمكين المستشفى من زيادة عدد عمليات الزراعة للمرضى وإنقاذ حياة الكثيرين، بإذن الله. وأوضح أن عمليات زراعة الكبد تعتبر علاجا ناجعا للكثير من الأمراض، سواءً الأمراض المزمنة التي تؤدي الى فشل وظائف الكبد بسبب التليف، أو الأمراض الاستقلابية الناجمة عن خلل وراثي يتسبب في حدوث قصور أو تفاعلات ايضية غير طبيعية في الكبد، أو الأورام الكبدية. مؤكداً أن أهم أسباب فشل وظائف الكبد لدى الأطفال بالمملكة والتي تستدعي زراعة الكبد هي أمراض الركود الصفراوي العائلي التقدمي (Progressive Familial Intrahepatic Cholestasis) بأنواعه الثلاثة، بالإضافة إلى ضمور القنوات الصفراوية. ولفت إلى أن عملية زراعة الكبد تعتبر من العمليات المعقدة سواء من الناحية التقنية أو المتابعة بعد ذلك؛ حيث يحتاج المريض إثر إجراء العملية للمتابعة الطبية مدى الحياة، غير أنه شدد على أن المريض يصبح قادراً على استعادة ممارسة حياته بشكل طبيعي بما في ذلك الزواج والإنجاب. إلى ذلك أقام مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يوم أمس الخميس ملتقى لعائلات الأطفال الذين أجريت لهم عمليات زراعة كبد في إطار الابتهاج بنجاح تلك العمليات وبهدف دعم عائلات المرضى ترفيهياً نظراً لما تعرضوا له من ضغوط نفسية واجتماعية أثناء مرض أطفالهم وخلال إجراء العملية والمتابعة بعد ذلك، بالإضافة إلى تثقيف المرضى وعائلاتهم وكذلك المجتمع بهذه العمليات ودواعي إجرائها والرعاية الطبية المصاحبة لها.