لاحق فايروس «كورونا» المبتعثين السعوديين إلى خارج المملكة، ففيما أطلقت مُلحقيات ثقافية سعودية نصائح للمبتعثين، أشار هؤلاء إلى نوع من التعامل «الحذر» من الطلبة والجامعات وحتى الناس العاديين الذين يعرفون أنهم سعوديون. فيما نصح أطباء مختصون في أمراض العدوى، بعلاج الأمراض التنفسية في المنازل، والتقليل من مراجعة المستشفيات التي تتهم بأنها «الناقل الأول» للفايروس، الذي لامس عدد حالات الإصابة به منذ ظهوره قبل نحو ثلاثة أعوام 900 إصابة، تُوفي منهم 380 شخصاً، وتماثل للشفاء نحو 490. ونصحت ملحقيات الطلبة المبتعثين العائدين إلى المملكة خلال الإجازات، بتوخي الحيطة من التقاط الفايروس، وقال طلبة مُبتعثون لـ «الحياة»: «إن التحذيرات جاءت من أجل الحيطة والحذر خلال زيارتنا إلى أهلينا، لا سيما في المناطق التي ظهرت فيها حالات إصابة». فيما قرر طلبة يدرسون في جامعات دول قريبة، مثل البحرين والأردن، البقاء هناك خلال إجازات نهاية الأسبوع، بعد أن كانوا يحرصون على قضائها مع ذويهم. وقال الطالب موسى الصنيخ (مُبتعث في البحرين): «لا يمكن اعتبار ما تلقيناه من الملحقية تحذيرات، بمقدار ما هي نصائح وإرشادات، ورسائل نصية قصيرة للتوعية والتحذير من الاختلاط مع مصابين أو نقل العدوى لغير المصابين». فيما أوضحت عاتكة حسن (مُبتعثة في الأردن)، أنه «في 2013، نقل سعودي كان يزور ابنه الذي يدرس في محافظة الزرقاء، العدوى بفايروس «كورونا» إلى أردنيين، وتم إغلاق المستشفى الذي عولج فيه إثر ذلك. ولعل ذلك ما دفع المُلحقيات إلى تحذير المبتعثين ونصحهم لتجنب إصابتهم بالفايروس، ومن نقل العدوى إلى دول الابتعاث». وأضافت عاتكة، التي تنحدر من إحدى محافظات المنطقة الشرقية: «نتابع أخبار انتشار «كورونا» باهتمام بالغ، ونخشى انتشاره على نطاق واسع، على غرار ما حدث قبل عامين، ما قد يدفع بعضنا إلى عدم العودة إلى السعودية خلال هذه الفترة»، مضيفة: «إن أحد أقاربي اشتبه في إصابته بالفايروس، ولم تثبت حتى الآن». وعلى الصعيد الطبي، قال الدكتور ناجي العبدالكريم (اختصاصي أمراض تنفسية) لـ «الحياة»: «إن العلاج في المنزل أفضل من التردد على المستشفيات، لا سيما إذا كانت الأدوية صحيحة، وتؤخذ بجرعات وتوقيت صحيح، لا سيما للأطفال»، لافتاً إلى أن فايروس «كورونا» يصيب الكبار أكثر من الأطفال، وفي حال إصابة طفل بمرض تنفسي أو زكام، يمكن علاجه بطريقة سهلة، بدلاً من زيارة المستشفى. إلا أنه يجب على الأم أن تستخدم مضاداً مناسباً، ويكون ذلك باستشارة هاتفية مع طبيب». وذكر العبدالكريم أنه «في حال زيارة المستشفى لا بد من أخذ الحيطة والحذر. وتحاشي المستشفيات التي سُجلت فيها حالات عدوى. وفي حال إصابة الكبار بأمراض تنفسية يمكن أيضاً العلاج منزلياً. إلا في حالات ارتفاع درجات الحرارة، التي تتطلب زيارة أقرب مستشفى للعلاج، وأخذ العلاج اللازم، لأن الحرارة مؤشر خطر وتنبه إلى وجود «فايروس». ويكون الاشتباه الأول هو بـ «كورونا». وأشار إلى أن هناك حالات توفيّت بسبب عدوى المستشفيات التي ترددت عليها، ليس لأمراض تنفسية، وإنما لأمراض أخرى وأصيبت بـ «كورونا». وأردفت: «تعقد الاجتماعات بشكل يومي مع قيادات مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، لحصر الفايروس وتحديد المستشفيات التي ظهر فيها، وتشجيع الأطباء والكوادر التمريضية وحتى الإداريين على تكرار التعقيم، لتلافي الإصابة».