×
محافظة المنطقة الشرقية

زيكو: قطر قادرة على تنظيم نسخة مثالية لكأس العالم 2022 | رياضة

صورة الخبر

تسارعت الأحداث في خريطة انتشار فيروس كورونا في كوريا الجنوبية، بعد أن أعلنت سيئول رسميا أمس، عن وفاة عشرة من جراء الإصابة بفيروس كورونا، في وقت أدى ظهور المرض من جديد إلى تراجع حاد في الحركة الاقتصادية، ما أرغم البنك المركزي على خفض معدل الفائدة الرئيسية. كما أفادت سيئول عن 14 إصابة جديدة، بما في ذلك أول إصابة لامرأة حامل، ما يرفع العدد إلى 122 إصابة مؤكدة بالفيروس في كوريا الجنوبية بحسب وزارة الصحة. وسجلت المؤسسات المحلية، بما في ذلك مراكز التسوق ودور السينما والمطاعم والحدائق، انخفاضا حادا في أعمالها لتجنب الناس الوجود في الأماكن العامة المزدحمة. وأن تباطؤ الصادرات والمخاوف الناجمة عن فيروس كورونا على الأعمال كانا عاملين أساسيين في قرار خفض معدل الفائدة الرئيسة بربع نقطة مئوية إلى 1.5 في المائة، وهو حد أدنى قياسي. وفي خضم هذه الوتيرة ألغى هذا الشهر أكثر من 54 ألف زائر أجنبي رحلات كانت مقررة إلى كوريا الجنوبيةـ بحسب هيئة السياحة الكورية. “الاقتصادية” رصدت في هذا التقرير ردود الفعل العالمية والقارية على الجوانب الأسياسية والاقتصادية وهنا محصلة التقرير: دخلت معركة كوريا الجنوبية مع تفشي مرض فيروسي نادر أسبوعها الثالث، مع ارتفاع في عدد الوفيات وتزايد القلق إزاء الخطر الذي يهدد اقتصاد البلاد. في الوقت الذي يلزم فيه المستهلكون بيوتهم ويلغي السياح رحلاتهم إلى كوريا الجنوبية بسبب المخاوف من مرض الالتهاب الرئوي في الشرق الأوسط، يقول بعض الاقتصاديين إن انتشار الوباء يمكن أن يؤثر بشكل أكبر في نمو البلاد، التي تتعرض بالفعل للضغط بسبب الصادرات المتعثرة. ووفقا لتقارير صحافية نشرت أمس في العاصمة سيئول أنه بعد إثارة المخاوف بشأن الاقتصاد، أجلت الرئيسة بارك جيون- هاي، زيارة مقررة إلى واشنطن، من أجل الإشراف على الجهود المبذولة في البلد لمعالجة هذا المرض الفيروسي. وقالت بارك: “أحث المواطنين على الامتناع عن ردود الفعل المفرطة تجاه هذا المرض من أجل الاقتصاد”. وأوضحت السلطات المحلية الكورية الجنوبية أن شخصين آخرين توفيا بسبب هذا المرض، ما يجعل المجموع تسعة أشخاص. يبلغ العدد الإجمالي للإصابات 122 حالة، بعد أن تم الإبلاغ عن 14 حالة جديدة صباح أمس الخميس. يعتبر التفشي في كوريا الجنوبية هو الأكبر خارج السعودية، حيث تم اكتشاف الفيروس في عام 2012. وقد تم الإبلاغ عن أكثر من ألف حالة مصابة بهذا الفيروس في الشرق الأوسط، آخرها كان في السعودية في وقت سابق من هذا الشهر. وبدأ انتشار هذا المرض الفيروسي الكوري برجل من كوريا الجنوبية زار منطقة الشرق الأوسط وتم تشخيصه بإصابته بالفيروس في الـ 20 من أيار (مايو). وإزاء هذه الأوضاع كشف لـ”الاقتصادية” مسؤول في السفارة الكورية في السعودية، أن وفدا من وزارة الصحة السعودية وصل إلى العاصمة الكورية سيئول، لتقديم المساعدة والتعاون في مكافحة فيروس كورونا، الذي سجلت فيه الكثير من الحالات داخل كوريا خلال الفترة الأخيرة، في الوقت الذي أجلت فيه عديد من الفعاليات في كوريا بعد انتشار الفيروس في بعض المناطق هناك. وقال لي جونج هو، المتحدث الرسمي باسم السفارة الكورية والسكرتير الأول لشؤون السياسة، إنه يجري الآن تعاون كبير في مجال مكافحة فيروس كورونا من خلال عدة نشاطات تعمل عليها الجهات الرسمية بين البلدين، حيث إن السعودية تمتلك الخبرة الكافية في التعامل مع مثل هذا الوباء الذي عملت على الحد منه على أراضيها بشكل كبيرة في الفترة الماضية. وأضاف جونج هو “وصل وفد سعودي إلى كوريا الجنوبية أمس، وهو وفد من وزارة الصحة السعودية، وجميعهم خبراء ومختصون في مكافحة الأوبئة، وسيجرون عديدا من المقابلات واللقاءات والعمل المشترك والتعاون مع وزارة الصحة الكورية ونقل الخبرة السعودية إلى هناك في هذا المجال”. وأوضح جونج هو، أن التعاون بين البلدين في مجال الصحة والطب ليس بالأمر الجديد، حيث كان هناك تعاون دائم بين وزارتي الصحة الكورية والسعودية، وكان هناك تبادل زيارات رفيعة المستوى بين البلدين، كما زار وزير الصحة الكورية السعودية خلال الفترة الماضية، لفتح مجال أكبر من التعاون والعلاقات بين البلدين في مجال الصحة والطب وسيتم تعزيزها في المستقبل. بينما يستمر معدل الإصابة في الارتفاع، يقول مسؤولو الصحة والمختصون إنه يتم احتواء الانتشار لأن الحالات الجديدة كلها بين الأشخاص الخاضعين أصلا للحجر الصحي. تم عزل نحو ثلاثة آلاف شخص في كوريا الجنوبية لمنع انتشار المرض الفيروسي. يذكر المسؤولون أيضا أن أؤلئك الذين لقوا حتفهم بعد إصابتهم بالمرض هم من كبار السن الذين كانوا يعانون أمراضا خطيرة أخرى. وكان آخر الوفيات كانت امرأة (75 عاما) ورجل (62 عاما). مع ذلك، حث مجموعة من الخبراء من “منظمة الصحة العالمية” الذين يقومون حاليا بإسداء المشورة للحكومة حول كيفية الحد من انتشار المرض أمس، السلطات على تعزيز تدابير الوقاية من العدوى. قالت مارجريت هاريس، ضابط الاتصال لمنظمة الصحة العالمية: “إن الأمور التي قد تحتاج إلى تحسين هي ضمان نظافة اليد والحد من الزائرين للمستشفيات”. وقالت منظمة الصحة العالمية «إن السعودية بتجربتها وخبرتها في مواجهة مرض فيروس كورونا، قدمت مساعدة ثمينة لكوريا الجنوبية» في جهودها لمواجهة واحتواء الفيروس الذي تفشى فيها منذ نحو أسبوعين. وقالت لـ “لاقتصادية” مارجريت هاريس، من سيئول: «نحن محظوظون أن يكون واحد من الأكثر دراية في العالم بمرض كورونا، وهو الخبير الدكتور عبد الله عسيري، جزءًا مهماً في فريق دولي من مختصي منظمة الصحة العالمية يجري حالياً اتصالات مع المسؤولين الصحيين الكوريين الجنوبيين حول تفشي هذا المرض، وسلوك الفيروس، وتحليل سجل المصابين. تراجع عدد السياح الذين كانت وجهتهم إلى زيارة كوريا الجنوبية أمس، نظرا لانتشار فيروس كورونا بشكل واسع. رويترز وأضافت في اتصال هاتفي أنه أينما، ومتى ما ظهرت فيروسات مُسبِّبة لأمراض مثل فيروس كورونا في بيئة جديدة، أو في بلد جديد على سبيل المثال، فإن هذه الفيروسات تظهر بصفات وخصائص تختلف عن أبناء عمومتها من الفيروسات التي ظهرت في مكان آخر أو في وقت آخر. وأوضحت هاريس، التي توجد في العاصمة الكورية ضمن وفد لمنظمة الصحة العالمية، أن المنظمة تركز مساعيها حالياً لمعرفة ما إذا كانت هناك علاقة نسب بين فيروس كورونا الذي اندلع في كوريا الجنوبية منذ أسبوعين ونظرائه من عائلة هذه الفيروسات التي اندلعت في أماكن وأزمان أخرى في العالم والشرق الأوسط. وقالت إن من بين مهام الوفد أن يتولى المختصون تحديد صلة النسب هذه إذا ما وجدت، وهو عمل علمي بحت شرع الوفد فيه. وأضافت أن تحقيقاً دقيقاً وفي الوقت المناسب لطبيعة «كورونا» في كوريا الجنوبية إنما هو أمرٌ حاسم، ولا سيما ما يتعلق بتقييم ما إذا كان الفيروس وانتقاله من شخص إلى آخر يتغيَّر، بمعنى ما إذا كان الفيروس يُغيِّر خصائصه في حالة استقراره عند الشخص المصاب، أو عند انتقاله من المصاب إلى السليم، أو في الحالتين معاً، ويتم مقارنة ذلك بالمعطيات المعروفة عن فيروس كورونا الشرق الأوسط. وقالت، هاريس، لـ «الاقتصادية» إن الأدلة التي قُدِّمت حتى الآن تشير إلى أن نمط تفشي المرض في كوريا الجنوبية «ربما تكون مشابهة لموجات تفشي كورونا التي حدثت في المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط». بيد أنها شددت على القول «إن الوضع يتطور بسرعة، والتحقيقات ما زالت جارية». وبدأ وفد منظمة الصحة العالمية أمس الأول، استعراض وضع «كورونا» في كوريا الجنوبية بتبادل مفتوح وصريح للمعلومات والخبرات، وتقييم نمط «كورونا» في المناطق التي انتشر فيها في كوريا، فضلا عن خصائص الفيروس والمظاهر السريرية، كما يستعرض التدابير الصحية العامة المنفذة حتى الآن، وأن التوصيات الأولية التي قدمتها البعثة المشتركة لقيت ترحيبا من الحكومة الكورية، طبقاً لما ذكره لـ «الاقتصادية»، كيم جانجليب، المسؤول عن الشؤون الصحية في البعثة الكورية الجنوبية لدى الأمم المتحدة في جنيف. وفي بيان، أرسلت منظمة الصحة العالمية نسخة منه لـ «الاقتصادية»، قال الدكتور كيجي فوكودا، المدير العام المساعد لشؤون الأمن الصحي في المنظمة (يترأس البعثة جنبا إلى جنب مع الدكتور، لي جونك-كو، مدير مركز الطب في جامعة سيئول)، أن مناقشات الوفد المبكرة مع الكوريين كانت ممتازة، تم خلالها تبادل المعلومات والخبرات وتقديم معلومات مفصلة حول اندلاع الفيروس وتدابير الرقابة التي وضعت موضع التنفيذ، وكذلك مناقشة التحديات القائمة. وأشار إلى أن الجهود الحالية تهدف إلى السيطرة على انتشار المرض ومنع انتشاره. ولا يزال القلق العام في كوريا الجنوبية مرتفعا بشأن الفيروس. هذا يبدو أنه يؤثر في الإنفاق الاستهلاكي والسفر، ذلك على اعتبار أن الناس تختار قضاء مزيد من الوقت في المنازل. في الأسبوع الأول من شهر حزيران (يونيو)، انخفضت مبيعات المتاجر بنسبة 16.5 في المائة، وفقا لبيانات الحكومة. وأثر ذلك القلق أيضا في قطاع السياحة. تقول الحكومة إن نحو 54400 سائح أجنبي ألغوا رحلاتهم إلى كوريا الجنوبية، اعتبارا من الإثنين الماضي منذ أن تم تأكيد وجود المرض الفيروسي لأول مرة. هذا يمثل نحو 7 في المائة من العدد الإجمالي للزوار الأجانب على مدى فترة مماثلة للعام الماضي. وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فقط هونج كونج قدمت النصيحة ضد السفر إلى كوريا الجنوبية. أما الدول الأخرى فقد أوصت بأن يتخذ المسافرون الاحتياطات أثناء وجودهم في البلد. من جهتها، قالت القنصلية الكورية في جدة، إن ظهور فيروس كورونا في كوريا لم يأثر في حركة المسافرين السعوديين إلى الأراضي الكورية، حيث قامت القنصلية بإصدار أكثر من 450 تأشيرة سفر منذ بداية العام الجاري، وهي النسبة نفسها التي تم إصدارها في الفترة نفسها من العام الماضي، كما أن عدد التأشيرات التي أصدرتها القنصلية لا يعكس عدد المسافرين، لأن السياح السعوديين الذي يذهبون إلى كوريا إضافة إلى المسافرين الآخرين، يقومون بإصدار التأشيرة من المطار مباشرة. وأشارت القنصلية إلى أنها تزود الجهات الرسمية في كوريا مباشرة بالإحصائيات والمستجدات لفيروس كورونا في السعودية لإطلاعهم على كل تفاصيل الفيروس في السعودية، من أجل وضع أي ترتيبات للسفر وغيرها، ممكن أن يتم اتخاذها، مبينة أن السعودية قدمت رغبة في مساعدة كوريا وتبادل المعلومات والخبرات لمواجهة الفيروس. وفي إشارة تدل على القلق من تأثير هذا المرض الفيروسي على الاقتصاد، أعلن وزير المالية تشوي كيونج-هوان أمس عن حزمة من المساعدات التمويلية للشركات الصغيرة. وتشمل الخطة مساعدات للمستشفيات والعيادات التي تجنبها الناس بسبب مخاوفهم من انتقال عدوى المرض إليهم. ويقدر الاقتصاديون أن هذا المرض قد يقضي على بضعة مليارات من الدولارات في اقتصاد كوريا الجنوبية البالغة قيمته 1.4 تريليون دولار هذا العام. ويعتقد بنك الاستثمار مورجان ستانلي أنه إذا استمرت أزمة هذا المرض لثلاثة أشهر، فإنها ستخفض النمو الاقتصادي لكوريا الجنوبية بنسبة 0.8 نقطة مئوية. وخفض متنبئو القطاعين العام والخاص بالفعل من توقعاتهم المتعلقة بالنمو الاقتصادي لكوريا الجنوبية إلى نحو 3 في المائة خلال الأسابيع الأخيرة لتعثر الصادرات، التي تمثل نحو نصف الاقتصاد. وخلال أيار (مايو) الماضي، انخفضت شحنات فيما وراء البحار في كوريا الجنوبية بنسبة 10.9 في المائة مقارنة بالعام السابق، وهذا يعد الانخفاض الأكبر خلال السنوات الست الماضية. كما ارتفعت التوقعات بين أوساط المحللين بأن البنك المركزي في كوريا الجنوبية، خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع وضع السياسة العادي أمس الخميس لدعم النمو منذ بداية تفشي المرض. وقدر استطلاع للرأي العام أجراه معهد جالوب في كوريا الأسبوع الماضي، أن مستوى تأييد الرئيس هو 34 في المائة، بانخفاض مقداره ست نقاط مئوية عن الأسبوع السابق. ويقول المحللون السياسيون إن الانتقادات المتعلقة بطريقة تعاملها مع الأزمة تحمل أصداء لردود فعل مماثلة بعد غرق العبارة سيئول العام الماضي. كثير منها يتركز على ما إذا كانت الآنسة بارك قد أظهرت حضورها على نحو قوي يكفي لتبدو كمدير لتلك الأزمة. وقال لي ناي- يونج، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوريا، إن الآنسة بارك كانت “غير مرئية” في الاستجابة الأولية لذلك المرض. في حين أن وجودها قد لا يؤثر بشكل مباشر في السيطرة على هذا المرض، من المرجح أن يكون غيابها المتصوَّر في مسألة عاطفية وغير حزبية كمسألة الصحة والسلامة العامة مضرا بدرجة مصداقية إدارتها، بحسب ما قال لي. وأشار شين يول، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مايونجي في سيئول، إلى محاولات أوباما التي تلقت دعاية قوية في العام الماضي لتخفيف المخاوف العامة بسبب فيروس إيبولا: “عانق أوباما الناس الذين تعافوا من مرض إيبولا. في كوريا الجنوبية، الرئيسة غائبة”.