عُرفنا بأننا أبناء زايد وراشد، وسمو الشيخ خليفة، أطال الله في عمره، أعطانا الدافع للإبداع، وسمو الشيخ محمد بن راشد، أوكل إلينا مهمة الرقم واحد، وأصبح لنا طموح لا حدود له، وبإيجابية مندفعة حدودها السماء، بفضل من الله. أحببنا الثقافة من سلطان الثقافة، وسمو الشيخ محمد بن زايد، وجّه في كلمته الافتتاحية التي قالها مخاطباً سمو الشيخ محمد بن راشد، معلمي الأول، ودولة الإمارات رموزها كثيرة، والحمد لله، علمتنا الكثير، وما زالت تتحفنا برموزها، وما زلنا نتعلم منهم، ونأخذ منهم العبر والحكمة في ظل التواضع والاحترام، ونتعلم أيضاً أن لا فرق بين حاكم ومحكوم. وكما عودتنا دولة الإمارات من علمها الباقي خفاقاً يرفرف عالياً أينما كان، سواءً لإغاثة الملهوف أو للحرب والسلم، أو للدفاع والنصر، ويحق لنا كمواطنين، أن نفتخر بهذه الألوان ورمزية العلم. ولأننا، والحمد لله، شعبٌ لا يعرف المستحيل، وقيادتنا الرشيدة اعتبرت هذا العام عام الابتكار والإبداع، ووضعت له كل السبل المتاحة بالتفكير والطرق التي تؤدي إلى ذلك، بدأت منذ عدة سنوات، مشروعاً ملخصه، إعطاء محاضرات عن أربعين رمزاً وطنياً بمناسبة العيد الأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة. وحتى لا تضيع هذه المحاضرات هباء منثوراً، ولا تبقى حبيسة النفس، قررتُ أن أترجمها، وأن أضعها في كتاب وطني وأسميه 44 رمزاً وطنياً. أحسستُ أن هذا المشروع قد أخذ كفايته، ولا بد أن أؤرخ المشروع بطريقة أخرى. وكانت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة قد تعاونت معي، فكان لا بد أن أنظر إلى هذا المشروع بطريقة مبتكرة. ومن تلك الرموز الوطنية التي اهتم بها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، النخلة، التي تهتم بها الدولة اهتماماً واسعاً، إلى أن أصبحت تعرف بالخمس والأربعين مليون نخلة، ثم شجرة الغاف، التي لقيت اهتماماً بالغاً وكبيراً، وتشجع الدولة على زراعتها، لأنها من الأشجار المعمرة والمحافظة على البيئة، هذا فضلاً عن مشروع الأفلاج الداودية، كفلج الصاروج في مدينة العين، وكان له دور في ري المزارع منذ الأربعينيات إلى الآن. كذلك، الثروات الحيوانية، مثل الإبل والصقور، والتي تعمل الدولة على تكاثرها وإطلاقها في الصحارى العربية والأجنبية، وإنشاء المحميات الطبيعية، وأشجار القرم، والثروة السمكية. هذه الرموز أصبحت مع الأيام تحكي عن نفسها وتاريخها، وعما قدمته للإمارات. وهناك رموز من التراث المحلي، كالقهوة والجيب والغوص على اللؤلؤ، الذي كان يعتبر مصدر رزق لأهل الإمارات والخليج في السابق. وتدور محاور الرموز الوطنية الخالدة ورجالها في ذاكرة الإمارات، وأولهم، الشيخ زايد بن خليفة (زايد الأول)، الذي كان يراوده حلم الوحدة، ثم مؤسسو دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان، والشيخ راشد بن سعيد، وصاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، ووالده المرحوم محمد بن صقر القاسمي.. وهناك عدد ممن أيد فكرة الاتحاد وساهم فيها، منهم الراحل تريم عمران تريم، وفي مجال التعليم، أخوه الراحل عبد الله عمران تريم، وشهيد الوطن سيف غباش، وآخرون، كالتاجر والطواش عبيد بن عيسى النابودة، وماجد محمد السري، الذي كان يعمل مدير بدالة في الديوان. أما بالنسبة للنساء من مجتمع الإمارات، فهناك نساء ساهمن في تربية الشخصيات الفذة التي رأيناها، وأسست لنا الإمارات، ومنهم حصة بنت المر، الملقبة بأم دبي، والدة الشيخ راشد بن سعيد، والشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، والتربوية عائشة السيار.