تجدهم في شوارع مكة المكرمة، ملامح بعضهم أصبحت مألوفة لقاصدي بيت الله الحرام، إنهم الكدادة الذين يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة وفي ليالي رمضان المبارك، ويعمل بعضهم على مدار الساعة من أجل تأمين رزقه اليومي. في أحد شوارع العاصمة المقدسة كان لقاؤنا به إنه العم سالم الفهمي الذي بدأ بقوله «صبري على نفسي ولا صبر الناس علي» حيث اعمل ولا اريد أن اكون عالة على ابني لأن له أيضا مشغولياته واحتياجاته. ويضيف: رغم الازدحام التي تشهده شوارع مكة المكرمة في أيام وليالي رمضان المبارك، لكن أيام شهر رمضان لها طابع خاص مع زوار بيت الله الحرام، مشيرا بقوله «أعمل منذ الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل لتأمين لقمة العيش لأسرتي وأعيش في سعادة وهناء، لا سيما أن مهنة الكدادة هي عيش البسطاء، موضحا أنه في بعض الأحيان يجلس مع زملائه الكدادة ويتسامرون ويتبادلون احاديث الذكريات عن المهنة وعن المواقف التي يتعرضون لها يوميا». وأضاف أن قسائم ساهر ومخالفات المرور ترهقه كثيرا ولكنه رغم ذلك سعيد بمهنته، موضحا أن الكدادة في مكة المكرمة يطمحون إلى إنشاء موقف خاص بهم بجوار الأسواق حتى يتمكنوا من كسب لقمة عيشهم. وتساءل صالح الزهراني الى متى ونحن بلا اهتمام من قبل المسؤولين من ينقذنا من المخالفات المرورية التي ارهقتنا كثيرا واستنزفت كل ما جمعناه، لافتا بقوله «امضي بين شوارع مكة المكرمة سحابة نهاري وجزءا كبيرا من الليل من أجل توفير لقمة العيش، وللأسف فإن العمالة الوافدة أصبحت تنافسنا باستمرار على لقمة عيشنا». من جهته أوضح موسى الحربي أن الكدادة يعانون من الاهمال وليست لديهم مواقف خاصة بهم سواء أكانت بالمنطقة المركزية أو في مداخل مكة المكرمة.