×
محافظة المنطقة الشرقية

قصر التبرعات النقدية على الإدارات الإقليمية للجمعيات الخيرية

صورة الخبر

اسمحوا لي اليوم أن أنقل لكم تفاصيل صفات العالم الحق كما أوردتها د/ سعاد الحكيم في مؤلفها ( إحياء علوم الدين في القرن الواحد والعشرين ) وهي كتابة معاصرة لموسوعة إحياء علوم الدين للإمام أبو حامد الغزالي. هذا الكتاب صدر عن دار الشروق في 1424هـ / 2004م، تقول في المقدمة: ... تأسيساً على هذا الجدل المتواصل بين الزمنى واللازمني في الإسلام، وتأسيساً أيضاً على قدرة أصول الاسلام الثابتة على تنقية ذاتها في كل عصر من المحمولات المتغيرة، أعيد كتابة ( إحياء علوم الدين) ... لأدلل بهذه الكتابة على وجود اسلام متفق عليه، يوافق إنسان مطلق زمان ومكان، إسلام قرآني نبوي، يصر على أن أحكام القلب لا يجوز أن تنفصم عن أحكام البدن، وأن الخُلق جزء الدين. كما يصر على أن حكم الظاهر( كحد السرقة والمواريث والزواج والطلاق... ) إن لم تحمله البنية الأخلاقية الاسلامية يصبح أداة ظلم بدل أن يحقق عدلاً، وأي ظلم أشد قهراً من أن يظلم الانسان باسم الله ( عز وجل ) وبسلطة الدين. تقول في الفصل الأول ص 65 تحت عنوان قيمة العالِم في الإسلام: ( العلماء هم مرآة الاسلام بالنسبة للمسلمين، وهم واجهة الإسلام في مقابل العالم غير الاسلامي فعلى صفحة هذه المرآة، أو هذه الواجهة ينعكس وجه الإسلام.) وفي نظرة الى علمائنا الأُوَل كما تقول: ( لرأيناهم الى جانب علمهم يتحلون بخلق الإسلام، لرأينا الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل عالم مسلم في أي عصر من العصور.. فهذا الامام الشافعي يقول عن نفسه: " ماشبعت منذ ست عشرة سنة لأن الشبع يثقل البدن، ويقسي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن العبادة" ويقول أيضاً ما حلفت بالله تعالى لاصادقاً ولا كاذباً قط ) العالم الحق وَرِع، ان سأل عن مسألة لا يعلمها، لم يمنعه الغرور من أن يقول ببساطة: لا أعلم. وتستشهد بقول الإمام الشافعي: " إني شهدت مالكاً وقد سئل عن ثمانٍ وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري" وتقول أيضاً: إن الإمام الشافعي نفسه سئل عن مسألة فسكت، فقيل له: ألا تجيب رحمك الله، فقال حتى أدري هل الصواب والمنفعة في سكوتي أو في جوابي. العالِم الحق مؤمن صالح. قال الشافعي رضي الله عنه: " كتب حكيم قد أوتيت علما فلا تدنس علمك بظلمة الذنوب، فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم بنور علمهم" العالم الحق صادق مع نفسه ومع الناس، لا يتزين للناس بما ليس فيه، فيخفي عيوبه، ويظهر الحسنات بحجة " إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا" وكان أبو حنيفة النعمان عابداً زاهداً، وكان يحيي نصف الليل، فمر يوماً في الطريق، فأشار إليه إنسان وهو يمشي، وقال لرفيق: هذا هو الذي يحيي الليل كله. فلم يزل بعد ذلك أبو حنيفة يحيي الليل كله، وقال: أستحي أن أوصف بما ليس فيّ من عبادته. العالم الحق لا يدعي أنه هو وحده صاحب الكلمة الحق، ويسعى إلى مصادرة الكلام من جميع العلماء، بل يقبل المشاركة في بناء علم الأمة، ولعل في قصة الإمام مالك مع هارون الرشيد عبرة لكل عالم. أراد الرشد أن يحمل الناس على الموطأ } كتاب للإمام مالك { فقال له مالك: ليس الى ذلك سبيل لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اختلاف أمتي رحمة " طبعاً المقصود اختلاف الرأي فيما بين المذاهب الفقهية، وليس اختلاف التفرقة والتمزق الذي نشهده اليوم في المواقف والصفوف كما تقول د. سعاد الحكيم. كان العالم يحترم علمه .. قال هارون الرشيد يوماً للامام مالك: يا أبا عبدالله ينبغي أن تختلف الينا حتى يسمع صبياننا منك الموطأ. فقال: العلم يُؤتى ولا يأتي. فقال الرشيد: صدقت اخرجوا الى المسجد حتى تسمعوا مع الناس. فأي ذنب اقترفه هؤلاء المسوخ المدعون العلم الشرعي، والصافون في صفوف العلماء دون خجل ولا حياء، وهم يأكلون فوق الشبع حتى تمددت البطون " الكروش " أمامهم وأثقلتهم عن الحركة، وتضخمت وجوههم، وبعضهم أصبح " عريض المنكبين شلولخ " يمكن أن يطلق على بعضهم " البعد الثالث " ( عرض، قصر أو طول، وعمق ) ربما لذلك أصبحوا قساة القلوب، يذبحون البشر كما تذبح النعاج، ويحلفون بالله ويقسمون زوراً وبهتاناً، وهم يغررون بالشباب الغض ويلقون بهم الى التهلكة من أجل الوصول الى أقصى مدى من متع الدنيا بعد أن مارسوا كل شيء، الظهور كالنجوم في الفضائيات والمناسبات، وبلغ بعضهم من الشهرة ما لم يبلغه نجم السينما، ولهم تابعون ومريدون بدعوى طلبة العلم، فازدادت مطامعهم وارتفع سقف طموحاتهم ليحكموا العالم حتى لو فنيَ نصف سكان الأرض! nabilamahjoob@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain