أف ب (لاجوس) تحولت جماعة «بوكو حرام» من جماعة متشددة إلى حركة مسلحة، أعلنت مبايعتها لتنظيم «داعش» الإرهابي، ولا تزال تشكل تهديداً لنيجيريا والبلدان المجاورة على الرغم من إصابتها بانتكاسات ميدانية. وتسمية «بوكو حرام» تعني «التعليم الغربي حرام» بلغة «الهاوسا»، الأكثر انتشاراً في شمال نيجيريا. ونشط مؤسسها محمد يوسف منذ بداية التسعينيات، واعتبر القيم الغربية التي فرضها المستعمرون البريطانيون مسؤولة عن الشرور التي تعاني منها البلاد، فجذب إليه الشبان العاطلين عن العمل في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو، مع خطاب انتقد فيه نظاماً نيجيرياً فاسداً يهمل التنمية الاجتماعية الاقتصادية في المنطقة المأهولة بغالبية من المسلمين. وعندما قرر قادة الجماعة التخلي عن العمل السري انتقلوا إلى مرحلة زعزعة الدولة بحملة من أعمال العنف. وتولى «أبو بكر شيكاو»، الذراع اليمنى لزعيم الحركة، الذي أعدم قيادة بوكو حرام. وتبع ذلك تصعيد للعنف مع تنفيذ عشرات الهجمات التي أدت إلى سقوط آلاف القتلى في شمال شرق البلاد. وتحصل الجماعة على تمويلها من الهجمات على مصارف وقواعد عسكرية، وهو ما يتيح لها تجنيد مئات الشبان الفقراء للقتال. لكن الوضع تغير في مطلع فبراير الماضي، بعد أن اشتدت هجمات بوكو حرام على حدود الكاميرون والنيجر وتشاد، ما دفع الجيش التشادي الأكثر تمرساً على القتال، والأفضل تجهيزا في المنطقة للتدخل مع النيجر والكاميرون، إلى جانب الجيش النيجيري. وخسرت بوكو حرام معظم البلدات الحدودية التي احتلتها في الأشهر الأخيرة، وخصوصاً «غوزا» التي كانت تعتبر عاصمة «الخلافة المعلنة». وتعهد الرئيس النيجيري الجديد محمد بخاري بالقضاء على بوكو حرام بعد سنوات من التقاعس في عهد سلفه «غودلاك جوناثان».