إذا كان أغلب هواة كرة القدم لا يعرفون من إسبانيا إلا نواديها الشهيرة، وخاصة منها نادي «برشلونة»، فإن الأنظار هذه الأيام اتجهت إلى امرأة نجحت في أن تسجل هدفاً غير منتظر، وتتربع على عرش بلدية المدينة العريقة لمدة أربعة أعوام بأكملها. فقد اختار سكان مدينة «برشلونة»، وهي ثاني أكبر مدينة إسبانية من حيث عدد السكان، آدا كولو(41 عاماً) لتكون عمدة ورئيسة لبلديتهم، وسيتم يوم 13 يونيو/حزيران/2015 تنصيبها في حفل رسمي. وصوّت أغلب سكان برشلونة (عبر مستشاريهم البلديين) لهذه المرأة الاستثنائية في مسيرتها وشخصيتها ومواقفها رغم أنها تبدو «راديكالية»، ومنحوها أصواتهم وتمكنت بفضل ذلك من هزم رئيس البلدية السابق غزافييه ترباص، وهو من المحافظين، بعد اقتناعهم ببرنامجها الخاص بإصلاح النقل في المدينة، وتوفير مزيد من الأمن ومنح السكان مناخاً أفضل وأجمل لحياة هادئة وغير ملوثة. والعمدة الجديدة لها أيضاً برنامج اجتماعي مناصر للفقراء وذوي الدخل المحدود، فهي تدافع عن العائلات المتدنية. ووعدت بأن تخصص الشقق الشاغرة في المدينة، وهي كثيرة، لتكون مأوى لمن لا مأوى لهم. وهي تزرع الأمل لدى المحبطين، وتغذي الطموح لدى كل من استسلم للواقع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه المدينة وسكانها، وقالت: إنها ستسعى لخفض تكاليف الماء والغاز والكهرباء للسكان الأكثر فقراً، وإنها ستعمل على تأمين منح بـ600 يورو للعائلات المعوزة التي تعيش في فقر يكاد يكون مدقعاً، والمؤكد أنها امرأة تحمل مشروعاً مختلفاً، وتبشّر سكان مدينة «برشلونة»، وعددهم يناهز المليون و600 ألف ساكن بحياة أجمل وعيش أرغد. قرارات هامة ومن أول القرارات التي اتخذتها العمدة الجديدة التخفيض في راتبها من 12 ألف يورو شهرياً إلى 2200 يورو فقط، وفرضت هذا الراتب على كل كبار الموظفين العاملين معها، ومقارنة براتبها فإنّ آن هيداغو عمدة مدينة باريس، ورئيسة بلديتها، وهي أيضاً امرأة، تتقاضى راتباً شهرياً قدره 8650 يورو. ويقول الناس عن عمدة مدينة «برشلونة» الجديدة إنها امرأة شجاعة ومرهفة الأحاسيس، ومتضامنة مع ضعفاء الحال، وإن لها مفهوماً مختلفاً للعمل السياسي وللسلطة، وهي متفردة في أسلوب عملها ولكن هناك أيضاً من يحذر من قلة خبرتها واندفاعها المبالغ فيه أحياناً.