لندن: عبير مشخص خلال الحركة النشطة التي يشهدها الجو الفني في السعودية، تألقت أسماء كثيرة، وظهرت أسماء جديدة لترسم خريطة حية ومتنوعة للفن السعودي المعاصر. يشارك نخبة من هؤلاء الفنانين في المعرض الذي يفتتح اليوم في الكويت تحت عنوان «ضد التيار»، وهو من تنسيق آية علي رضا ورنيم فارسي. يشرح لنا البيان المرافق أن العنوان لا يعني التحدي، ولكنه يعبر عن الأعمال المقدمة التي تقدم طرحا جديدا للتغيرات التي يشهدها المجتمع السعودي حاليا «حين يطلق على معرض يضم أعمالا لفنانين سعوديين اسم (ضد التيار) حتما، ستتدفق الافتراضات المثيرة للجدل؛ منها ما يفترض أن المعرض يتناول قضايا خلافية أو يتخطى الحدود. المعرض يهدف إلى صرف النظر نحو المجتمع والحضارة التي انبثقت منهما تلك الأعمال الفنية». يطمح المعرض إلى جذب اهتمام الزائر للتركيز، ليس فقط على العمل الفني أمامه، ولكن على ما وراء ذلك العمل وهي الثقافة المنعكسة فيه وهي ثقافة في طور التغير والتمرد على قوالبها. من الفنانين المشاركين في المعرض، هناك أكثر من جيل، منهم الفنانون الذين سبقوا أن أثاروا الساحة الفنية بأعمال جديدة ومؤثرة؛ مثل: أحمد ماطر، وعبد الناصر الغارم، ومنال الضويان، والجوهرة آل سعود، وفيصل سمرة، وأيمن يسري. ثم هناك الجيل التالي الذي يخطو خطوات سريعة لتسجيل أفراده على خريطة الفن المعاصر في السعودية؛ ومنهم: ناصر السالم، وهو ضمن المرشحين للحصول على جائزة جميل للفنون. هناك أيضا الفنان شاويش وسامي التركي ودانه الصالح. وخلال حديث مع القيمة المشاركة للمعرض رنيم فارسي، أشارت إلى أن المعرض يعد الأول من حيث كونه معرضا جماعيا فنيا سعوديا يقام بالكويت. وحول الفكرة الأساسية من المعرض تقول فارسي: «فكرنا أنا وآية علي رضا في الموضوع وهو (عكس التيار)، وخاصة أنه عرض سعودي. سيفكر الكثير من المتلقين لدى سماعهم أن المعرض به نقد اجتماعي وما إلى ذلك، ولكن المعنى هو أننا والمعرض بالفعل عكس التيار والأفكار النمطية لدى الجمهور حول الفن السعودي. فندعوه ليتعرف على المجتمع السعودي عبر هذه الأعمال التي تبلور أهمية التغيير الإيجابي. نحن كمجتمع أيضا نمر بمرحلة تغيير النمط الفكري ضد الفن، وهو أيضا ما يرتبط بعنوان المعرض». تضيف آية علي رضا لتستكمل نقطة بدأتها فارسي قائلة: «انطلقنا من فكرة أن الأعمال المعروضة ليست عكس التيار، بل عكس تيار ذهن المتلقي نفسه. على سبيل المثال، الفنان ناصر السالم الذي يستخدم الخط العربي، بما له من وقع خاص وجذور تاريخية في الفن الإسلامي، يحاول من خلال أعماله المعروضة تغيير نمط التفكير التقليدي حول الفن الإسلامي ويقوم بدمج تقنيات الفن الإسلامي ودمجها مع مفاهيم معاصرة». تضيف فارسي: «هناك شيء آخر، التغيير مستمر وصعب أن يتحكم فيه أحد، ولكن الفنانين هنا يلفتون الانتباه إلى ما يجب أن يتغير وما يجب أن يستمر ويحافظ عليه، ومع هذا التقبل أصبح الفن من أكثر الأدوات المتقبلة للتغيير الاجتماعي. ولعل ذلك يفسر الإقبال على المعارض الفنية في السعودية حاليا». ومن خلال المعرض، يقدم أيضا الفنان أحمد ماطر مجموعة من سلسلة أعماله الفوتوغرافية التي تتبع التغيرات في مكة، «أحمد ماطر يصور لنا مكة كما هي اليوم، بمنظور متجدد يتابع التغييرات والتطويرات الحادثة، ويترك للمتلقي تكوين أفكاره حول أعقاب التحضر على المدى الطويل. أما منال الضويان فتشجع من خلال أعمال المجتمع على إدراك الشخصية الفردية للمرأة». تشير آية علي رضا إلى أنها ورنيم فارسي حرصتا على اختيار فنانين مستقلين للمشاركة في المعرض وتشرح: «حرصنا على أن نضم فنانين مستقلين، فالمعروف أن الفنان في السعودية يرتبط مع صالة عرض معينة تتولى أعماله، ولكن هناك أيضا فنانون مستقلون لا يرتبطون مع أي صالة، حاولنا تقديم أعمال أيضا لهؤلاء لتقديم أعمالهم خارج المملكة. نفكر في أن نكون همزة وصل بيننا وبين المعارض، فإلى جانب التعاون مع غاليرهات مثل (أثر) و(أيام) في جدة وغاليري كوادرو في دبي قمنا بإضافة أسماء أخرى تعمل بمفردها».