حدودنا وهمية .. وهم كوني معنوي عشش برؤوسنا أن هناك حدودا لا يمكن عبورها أو تخطيها. من يفكر هكذا فهو يعيش بخيمة وحيدا عن واقع الكون، بل حتى خيمته مادتها من بنغلادش وخامتها من الباكستان ووتدها حديد من وسط آسيا.. لا فكاك. هناك جماعات وأمم تصنع الاقتحام العالمي من خيط الجراحة إلى برنامج باللوح الإلكتروني الذي بيد طفلتك وطفلك. الحقيقة الكبرى، لا حدود. وهناك أمم وجماعات تستقبل وتنتج الاقتحام العالمي، ودول تستقبل فقط هذا الاقتحام وهذه جماعات مسكينة قدرها أن تجلس على مقاعد المشاهدين بالمسرح العالمي.. هذا إذا تفضلوا عليها بالمقاعد للجلوس. لا نغفل عن ما يصير في العالم أبدا، وألا صفعتنا موجة تسونامي ويكون أمرنا ردود الأفعال والجري لعقد الندوات والمؤتمرات للبحث عن حلول ومخارج، ولن تنفع لأن الاقتحام عظيم ومستمر برتم متسارع. والأمم والجماعات التي تخطط لاقتحام المسكونة هائلو السطوة طويلو الباع في القدرات والقوة. ما زلنا مثلا لا نفهم الصين ولا ما تخطط لاقتحام العالم، ليس اقتصاديا فهذا معلوم، فهي السبب في إفقار الملايين بدول العالم الثالث لما سلبت من حلوقهم رزقهم الصناعي البسيط بمنتجاتها التسونامية الرخيصة. لا أتحدث عن هذا، أتحدث عن علم أرفعه للتنبيه، عن مشروع مارد شبه سري تقوم به الصين، وبه من معجزات التقنية ما جعل عالما يابانيا بجامعة طوكيو يقول: هناك أطباق فضائية تنزل بالصين، فالمعجزات الهندسية الكبرى هناك تذهل العقل. خذ أن مثلا تقارير تخرج عن مشاريع غريبة وهائلة تقوم بها (الصين طبعا تخريب البيئة على ودنوه) تدعي الصين أنها للأغراض المدنية، وتستهلك فيها موارد خرافية، بشَرهٍ استغلالي. المشروع الهائل لا يمكن أن يكون مدنيا لأنه تحميه منظومة جوية متقدمة عن أي علم وفن وتقنية معروفة. اليابانيون، بلاد المعجزة، يقولون ما يجري بالصين معجزة حقيقية، وأنها تهيئ نفسها لاقتحام العالم عسكريا ابتداء من بحر الصين. احتلت الصين مؤخرا، متعدية على أملاك دول مجاورة، شعابا بحرية وبساطا بحريا ممتدا، ولم يستيقظ الجيران إلا والصين جففته تماما وبنت عليه نظام طيران حربي متكاملا من المدرجات وابراج الرادارات المتطورة، ومنظومة مبتكرة ضد الطائرات، وشبكة جديدة للاتصالات والمعلومات تلف الأرض بحزامها «الإطلاعي!». ومعجزة حقيقة ستراها إذا استأجرت مركبة فضائية؛ خطٌ هائل يحفر الأرض أطول من صور الصين سيصل إلى أعالي الهملايا واسم المشروع «خط حديد كينجهاري- التبت». وهو أول مشروع سكة حديد في التاريخ سيعتلي الجبال ويشق الجليد. بذلت الصين بالمشروع انتاج عشرات مصانع الاسمنت والفولاذ والنحاس والزجاج ومواد الحماية ما يتعدى قدرات عشر دول في وسط افريقيا. ولا يمكن أن يكون المشروع تجاريا لأنه إسراف هائل بالموارد، والغرض اعداد قوى عسكرية كونية كاسحة، ودراسات البنتاجون تعترف أنه لا يمكن مواجهة الصين العاتية، والهند على سفوح الهملايا ترتعد فرائصها، ودول جزر الهادي.. أوه! نسيت أخبركم عن أكبر محطة توليد طاقة في تاريخ توليد الكهرباء، ولكن الفكرة وصلت. لابد أن ننتبه لذلك لأمور أمنية وسياسية وجيوبوبولتيكية، وحتى تجارية فالصين ستضطر للبحث عن مزيد من النفط والألمنيوم والاسمنت. صحيح لا نرغب في مساعدة مشروعها العسكري.. ولكن ما الحيلة؟ فلنضع على الأقل تصورا متكاملا للتعامل التصديري التجاري معها. أمر لابد أن ننتبه له لا يبدأ من الدفاع والأمن، ولا ينتهي عند الغرف التجارية.. أكثر!