×
محافظة المنطقة الشرقية

«ستاند آب كوميدي» ينتقد الظواهر الاجتماعية

صورة الخبر

التلقين مثل حشو صندوق بكتب، مَنْ يفتح الصندوق حتى بعد عشرات السنوات- سيجد فيه نفس الكتب بما فيها من معلومات، وهذا ما يحدث مع عقل الإنسان حين يتعوَّد على التلقين، يُحشى بأفكار، بعضها عُدِّل وبُدِّل، وربما خُطِّئ، ونُسي مع الزمن، ولكن العقل الذي أُقحمت فيه يتمسك بها، لأنه لم يُعوَّد على التفكير بدل الحفظ. يحكى أن عالماً أتاه من أُثني على علمه، وعلى حفظه المتون عن ظهر قلب، فاختبره في بعض المسائل، فحار فيها، فقال العالم لـمَنْ هو جواره: «ضعه على الرف بين الكتب». لقد تحوَّل هذا الحافظ إلى كتاب ينطق بما فيه ولا يعرف طريقة استخدامه وتحليله. في مقالة عنوانها: «التلقين مرتع الجهل» ربط الشاعر والكاتب فهد عافت بين التلقين ونشوء المتطرفين، وأبلغ استدلال على هذا الربط قوله تعالى في سورة الكهف: «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً»، فهؤلاء الأخسرون يحسبون أنهم على علم وبصيرة، لكنهم أسارى فكرة لُقِّنت لهم، ومنعهم التكبُّر والعناد من التفكير في حقيقة هذه الفكرة، وتصديق بطلانها، وصحة غيرها من الأفكار المخالفة. وأحسب أن وزير التعليم مُلِمٌّ بهذه المعضلة، لذلك صرَّح بعزمه على خفض مدة التعليم، وزيادة التعلّم، وأتمنى أن تنجح الوزارة في هذا المسعى حتى يكثر المفكرون، ويقلَّ الحافظون.