برز صلاح الدين دميرطاش زعيم حزب الشعب الديمقراطي الكردي كقوة لا يستهان بها في السياسة التركية بعدما قاد حزبه في الانتخابات التشريعية الأحد،ليتجاوز عتبة ال 10% ويضمن عشرات المقاعد في البرلمان. ودميرطاش هو السياسي الوحيد القادر على منافسة أردوغان في الخطابات الحماسية، وبات حزبه اليوم في موقع يمكنه من عرقلة مشاريع أردوغان توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية. ودميرطاش المولود في مدينة ايلازيغ ذات الغالبية الكردية (جنوب شرق) هو الثاني من أسرة تضم سبعة أولاد. وقال في مقابلة مع وسائل إعلام تركية العام الماضي إنه أدرك هويته الكردية في سن ال15 خلال تشييع سياسي بارز يشتبه في أن قوات الأمن قتلته في دياربكر. وأضاف أدركت عندها ما معنى أن تكون كرديا. وقتل ثمانية أشخاص خلال مراسم التشييع عندما فتح مسلحون مجهولون النار على المعزين. وبعد ان أتم دميرطاش دراسته في جامعة أنقرة، عمل محاميا في قضايا حقوق الإنسان في دياربكر قبل أن ينتقل إلى العمل السياسي في 2007. وكان شقيقه نور الدين دميرتاش سجن في الماضي بسبب انتمائه إلى حزب العمال الكردستاني الذي خاض نزاعاً مسلحاً طوال عقود للمطالبة بحكم ذاتي. وخلال الحملة الانتخابية التي اتسمت بالشد والتوتر نجح دميرطاش في اجتذاب ناخبين من غير الأكراد وأثار الإعجاب في رده الجدير برئيس دولة على هجوم بقنبلة استهدف تجمعا لحزبه وأسفر عن مقتل شخصين وسقوط مئات الجرحى قبل يومين فقط على اقتراع الأحد. وبعد الهجوم الدامي، دعا دميرطاش مؤيديه إلى الامتناع عن النزول إلى الشارع وكتب على تويتر السلام - سينتصر التي تم تناقلها بشكل كبير على الشبكة. وكان أردوغان شن حملة شرسة ضد دميرطاش ووصفه بأنه فتى جذاب ومجرد واجهة لحزب العمال الكردستاني المحظور. كما اتهم اردوغان دميرطاش بالكفر عندما دعا إلى إلغاء دروس الدين في المدارس وبأنه نجم إعلامي لأنه يعزف آلة موسيقية. ورد دميرطاش الذي يدعوه مؤيدوه ب أوباما التركي قائلاً: نحن حزب الشعب الديمقراطي سنجعل الأسد الذي يزأر داخلك مجرد قطة صغيرة. وقال بعد إعلان النتائج ان حزبه لن يشكل تحالفا مع حزب العدالة والتنمية الحاكم مشدداً على ان الجدل حول النظام الرئاسي قد انتهى. النجاح الأكبر لدميرطاش البالغ من العمر (42 عاما) تمثل في تحويل حزب الشعب الديمقراطي من حركة للجالية الكردية التي تمثل 20% من سكان البلاد وقريبة من حزب العمال الكردستاني إلى حزب معاصر يهتم بالشؤون الاجتماعية ومنفتح على المرأة وعلى كل الأقليات. كما سعى دميرتاش إلى التركيز على أهمية الأسرة بالنسبة له فظهر مراراً بصحبة زوجته باشاك وهي مدرسة وابنتيهما. كما ظهرت أسرته خلال مايو/ أيار في برنامج تلفزيوني على قناة خاصة أعد خلاله دميرطاش الفطور في منزل الأسرة بديار بكر. (أ ف ب)