غزة- وكالات: أغلق أهالي الأيتام والفقراء والمعاقين في قطاع غزة، صباح أمس، فروع بنك فلسطين، احتجاجاً على عدم استقباله الحوالات الخاصة بهم من الخارج، وذلك بعد فشل الوساطة لإنهاء الأزمة. وعبّر هؤلاء عن غضبهم من الخطوة التي أقدمت عليها إدارة البنك، بإيقاف الحسابات المصرفية التي كانت تودع فيها الكفالات المالية على فترات متقطعة، للفئات المحتاجة بغزة وخصوصاً من فئة الأيتام والفقراء، في ظل تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ نحو ثماني سنوات. ورفع المشاركون، لافتات تطالب البنك بالتراجع عن قراره السلبي ومراعاة الأوضاع الصعبة لسكان القطاع، مثل "غلت كل يد كانت سبباً في منع وصول الكفالة" ، و "أين حقوق الأيتام يا بشر؟" ، "هل من مجيب لأسر الشهداء والمعوقين؟" ، "وقطع الأرزاق من قطع الأعناق" . وقالت الحاجة سميرة المشهرواي (65 عاماً) وهي تسابق عبراتها: إن زوجها توفي قبل سنوات، وتعيل أسرتها من أموال الكفالات التي كانت تصلها عبر تلك الجمعيات الخيريه" ، لكن بنك فلسطين قطعها. والمشهرواي أم لخمسة أبناء تعيش ببيت للإيجار في منطقة "تل الهوى" ، وصاحب البيت يهددها بالطرد إن لم تسدد له المال، كما تقول. وتناشد أصحاب الضمائر الحية أن يساعدوها لتلبية احتياجات أبنائها، مطالبةً بنك فلسطين عدم محاربة الايتام في لقمة عيشهم ورزقهم. وأوضحت المشهرواي أنها لن تستطيع أن توفي أبناءها مطالبهم في ظل توقف تلك المساعدات؛ "حتى مصروفهم اليومي" ، واصفةً الحجج التي برر بها البنك إغلاق تلك الحسابات بـ "الأسباب الواهية" . ورفع المشاركون لافتات تطالب البنك بالتراجع عن قراره السلبي ومراعاة الأوضاع الصعبة لسكان القطاع. من جهته، قال أبو أحمد هاشم (50 عاماً) إنه يحتاج شهرياً لمعونة مالية لا تتجاوز 300 دولار يحصل عليها من إحدى الجمعيات الخيرية منذ عشر سنوات، من أجل إعالة أسرته المكونة من 7 أشخاص، لكن هذه المساعدة البسيطة انقطعت عنه منذ سنوات. وأوضح هاشم، "أعجز عن تدبير أموري وعائلتي بعد إيقاف الحساب المصرفي الخاص بالمساعدة المالية دون أسباب مقنعة" ، داعياً إدارة بنك فلسطين إلى التراجع فورا عن قرارها الأخير، ومراعاة الظروف القاسية التي يعيشها سكان القطاع دون استثناء. وكانت شبكة المنظمات الأهلية علقت احتجاجاتها ضد بنك فلسطين الأسبوع الماضي بطلب من شبكة المنظمات الأهلية لإتاحة مجال للحوار؛ لكن إدارة البنك أفشلت كافة جهود الوساطة. وكانت إدارة بنك فلسطين قد أقدمت على خطوة مماثلة مطلع العام الماضي، الأمر الذي واجهته عائلات الأيتام والشهداء، وأصحاب الاحتياجات الخاصة بسلسلة من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية، أمام فروع البنك في قطاع غزة، أجبرت البنك على التراجع عن قراره وإعادة فتح تلك الحسابات.