×
محافظة المنطقة الشرقية

المرداسي يقود لقاء ألمانيا ونيجيريا في كأس العالم للشباب

صورة الخبر

• كنت أعتقد أنني الوحيد في هذا العالم الذي يحمل رأياً خاصاً حول غرائبيات العام 1979 م ، لولا عثوري مؤخراً على كتاب «الثوار الغرباء « للأميركي «كرستيان كارل» الذي عزز رأيي حول هذا العام العجيب ؛ برصده للكثير من أحداثه وشخصياته وأفكاره ، بل وحتى شطحاته ومفارقاته التي غيرت وجه العالم كله ، بدءاً بالغزو السوفييتي لأفغانستان الذي فكك الاتحاد الأحمر فيما بعد ، وخلق- بمساعدة أمريكية - مستنقعاً للإرهاب والجماعات الراديكالية لم يجفْ حتى اليوم .. مروراً بظهور ابنة البقال (تاتشر) التي رسمت سياسات السوق المفتوحة في بريطانيا والعالم وكأنه (دكّان أبوها ) ، وليس انتهاء بصعود شخصيات كالخميني و صدام حسين.. والكثير من التوافقات التي ستصيبك حتماً بالدهشة ، لكنها ستفسر لك الكثير من تعقيدات واقعنا السياسي والاقتصادي المعاصر الذي أكاد أجزم أن معظمه قد تشكل من أحداث ذلك العام المدهش !. • إذا نحّينا -اختصاراً- كل ما ليس له علاقة بالشرق الأوسط فإن أكثر أحداث ذلك العام قوة وتأثيراً كانت حركة جهيمان وأحداث الحرم الشهيرة التي جاءت في نوفمبر 1979 ، وغيّرت كثيراً من المفاهيم والعادات الاجتماعية داخلياً ،كونها أول اصطدام للجماعات الأصولية المتشددة مع المجتمع ومع مفهوم الدولة الحديثة !.. ثم توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل التي زلزلت المنطقة في شهر مارس ، محدثة ضجيجاً لم ينتهِ حتى باغتيال السادات ! .. سبق هذا كله تفجر ثورة إيران التي جاءت في فبراير من العام نفسه بالخميني ومعه فلسفتا ولاية الفقيه وتصدير الثورة اللتان خلقتا صدمة وجدلاً لم ينتهيا إلى اليوم !.. وأخيراً ظهور صدام بعد انقلاب صامت على البكر في يوليو من العام نفسه ! . اللافت هنا أن حرب الثماني سنوات المعروفة بين صدام والخميني اشتعلت شرارتها في العام 1979 أيضاً ! . •إجمالاً .. يمكن القول أن المال والعنف والدين المسيّس كانت الثالوث المسيّر لأحداث العام 1979، فهذه الخلطة غير المسبوقة من الانقلابات الفكرية والأموال التي أغرقت المنطقة بعد حرب 73 كان لها الدور الأكبر في نشوء جماعات الإسلام السياسي الباحثة عن القوة والنفوذ كالقاعدة وحزب الله وغيرها من المنظمات الإرهابية التي مازالت تنتهج العنف باسم الدين حتى اليوم ، والتي زاد نفوذها بشكل كبير مع صعود الثورة الإيرانية ومع تزايد أعداد القادمين من خنادق وكهوف أفغانستان . •رغم أن عقد السبعينات سار معظم سنواته الأولى على غير هدى، بانتشار المخدرات والكحول بشكل غير مسبوق، وظهور الجريمة المنظمة بظهور منظمة الألوية الحمراء وإرهابيين مثل كارلوس شغلوا العالم باختطاف الطائرات واغتيالات السياسيين كالإيطالي ( الدومورو) ، إلاّ أن عامه الأخير أجبر التاريخ على اتخاذ منعطف حاد ما زلنا نقع تحت تأثيراته حتى اليوم !. •بالمناسبة .. حتى ميكروسوفت الشركة التي غيرت العالم معلوماتياً كان ظهورها الحقيقي في ذلك العام العجيب ! m.albiladi@gmail.com