قبل اكثر من عام، صعد عدد من مزارعي منطق القصيم انتقاداتهم لوزارة الزراعة، متهمينها بأنها تباطأت في حسم موضوع سوسة النخيل، وأنهم باتوا الآن ضحايا هذا الإهمال، بعدما غزت السوسة نحو 827 مزرعة، وفقا لآخر الإحصائيات الرسمية التي أعلنت قبل شهر. والآن تحولت السوسة الحمراء إلى شبح يغتال حلم المزارعين في الحفاظ على موروثهم من النخيل، خاصة بعدما اضطرت الفرق المعالجة إلى إزالة 13491 نخلة مصابة خلال السنوات الخمس الماضية، وأعلنت زراعة المنطقة أن هناك ما لا يقل عن 25389 إصابة بالسوسة في نخيل المنطقة. ورغم أن الاهتمام بملف السوسة بدأ مؤخرا، إلا أن مزارعي المنطقة باتوا يتخوفون من التباطؤ أيضا في وضع الحلول، الأمر الذي يهدد المنتج الأول للتمور في المملكة، حيث يترقب حصاد ما لا يقل عن 6 ملايين نخلة في المنطقة في غضون شهرين تقريبا. أبو أحمد (احد ملاك المزارع) قال: المشكلة أنه رغم الجهود المبذولة حاليا، إلا أنه تصل فسائل من مناطق مصابة وتباع إلى المزارعين، وأستغرب كيف تسير في طرقاتنا رغم أن هناك مطلبا للتعاون الأمني للتصدي لمهربي الفسائل. وأكد إبراهيم الصالح، إصابة مزرعته، والآن تحت المتابعة بعد عمل فرق الزراعة بها، مبينا أن السبب في انتشار الآفة قبل عامين، يعود إلى عدم وجود جهود مثلما يتم الآن. في إحدى المزارع أكد يحيى التويجري المختص في مكافحة السوسة الحمراء، أنه ما زال العمل كبيرا في هذا الإطار، وقال: المزرعة الواحدة تحتاج جهدا وكوادر مدربة، ونحن نطلب من الملاك حضور عمالهم لتدريبهم، ولكن الاستجابة قليلة وقال نحن نستكشف ونحفر النخلة المصابة ونخرج منها الحشرة واليرقات، ونكون حريصين أن تعود سليمة، ولا يتلف الا ما تجاوزت الاصابة 50% بل ان بعض النخيل يسقط اذا تمكنت الحشرة منه. واضاف بعد أن نخرج الحشرة نرش المصابة ونلفها بكيس لتمكين المادة من العلاج ولدينا في كل مزرعة محرقة خاصة حتى لا ينتشر الضرر إلى المزارع المجاورة. وقال في اللسيب والغماس غربي بريدة كشفنا على عدد كبير من المزارع ووجدنا الحشرة، وفي هذه المزرعة فقط 2500 نخلة وجدنا منها 90 مصابة عولج منها 30 نخلة وتم اتلاف 30 نخلة والبقية تحت العلاج. بلاغ عن تهريب فسائل وخلال تجولنا في إحدى المزارع تلقى مدير زراعة القصيم بلاغا يفيد أن أحد موظفي فرع الأسياح استوقف سيارة متجهة إلى حفر الباطن تحمل فسائل وتأكد أن الرخصة مزورة وتمت إحالته للشرطة، وقال لنا سيتعرض للعقاب ولكن ما هو دور المزارع الذي يبيع من منطقة محظورة، وهذا يسبب ما نسبته إلى 80% بانتشار السوسة ونقلها لمواقع أخرى ومن يفعل ذلك يغرم 10 آلاف ريال وتحرق الفسائل ويتم تسفير المقيم.