×
محافظة المنطقة الشرقية

مازن حايك لـ «الراي»: لا صحة لشراء«mbc» ترددات «الوطن» | أخيرة

صورة الخبر

في لقطة لافتة، اكتشفت ما قبل البارحة أن شابين من أبناء حارتي الصغيرة في مدينة أبها سافرا لحضور الليلة الأخيرة في تتويج الظاهرة الشعرية السعودية "حيدر العبدالله" بلقب أمير الشعراء في العاصمة الإماراتية. والجواب على مثل هذه اللقطة العفوية: نعم نستطيع أن نتعايش وأن نرتفع ونرتقي فوق إرهاصات الخطاب البغيض للفرقة والتصنيف والكراهية، وفي حفل العشاء الذي أقامه والد هذا الشاعر الشاب بذات الليلة، يذكر لي أحد هذين الشابين أن الطاولة كانت تمثيلا شعبيا وطنيا لشباب جاؤوا إلى مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي من أجل مؤازرة شاب سعودي في ليلة حضر فيها كل شيء وغاب فيها تماما ذلك الفرز الكريه للاسم أو المذهب. يقول لي: كان إلى جواري على المسرح شاب من الجوف وإلى يساري "أربعيني" من المدينة المنورة. والحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن هذا الشاب الشاعر تقلد بردة "أمير الشعراء" بفضل موهبته الشعرية الخيالية أولا، ولكن، ثانيا، بفضل تصويت الجمهور الذي تسابق إليه بكثافة هائلة من أبناء وطنه ومن خريطة أهله الواسعة بحجم بلد مكتمل. والجواب المؤكد، نعم نستطيع أن نتعايش وأن نرتفع فوق خطابات التحريض والكراهية، خذوا هذه النماذج من شواهد الحب التي تسبح رغم أنف هذه الخطابات: في انتخابات نادي الأحساء الأدبي فاز ثمانية من صفوة الأدباء من إخوتنا في المذهب الشيعي المقابل، في مقابل وصول اثنين من المذهب السني إلى تكملة طاولة "العشرة". اجتمع العشرة ليقرروا دون تصويت أن يكون الدكتور "ظافر بن عبدالله الشهري" رئيساً لمجلس إدارة النادي، ومنذ أربع سنوات لا زال نادي الأحساء الأدبي يتربع على رأس هرم أنشطة الأندية الأدبية. في حادث قرية "الدالوة" كان العنوان الرئيس لمشاهد العزاء الشعبية ليس إلا تنافس مشايخ القبائل السعودية في حشد أكبر ما يمكن من المعزين الذين ذهبوا إلى هذه القرية من كل فج بعيد في خريطة هذا الوطن حتى وصلت ذروة الزحام إلى أن تنتظر هذه الوفود في الطابور لما يقارب الساعة قبل أن تستطيع الوصول إلى خيمة العزاء. في الساعة الأولى مباشرة بعد وصول أول قذيفة إلى قلب الغالية "نجران" تم رصد ما يقرب من 40 ألف تغريدة في "الهاشتاق" الشهير الذي جمع وطنا مكتملا "كلنا نجران"، ومثله أيضا كان نفس السباق التاريخي الذي اجتمع فيه شعب واحد مع فواجع قرية "القديح" ومسجد "العنود" بالدمام، ولو أننا جمعنا كل ما كتب عن كل تلك المشاهد لاحتجنا إلى عشرات آلاف الأوراق من براهين الالتفاف الشعبي فوق سموم الخطابات المريضة من مرضى الطائفتين والمذهبين. والخلاصة الصريحة وبالخط الأحمر: نعم... لدينا خطابات مريضة تورط وأوغل فيها غلاة المذهبين، لكن الشواهد والبراهين تقول أيضا إن لدينا رفضاً شعبياً جارفاً لأي ثقب أو مسمار في طرف سفينتنا الواحدة، وصلنا ولله الحمد إلى النقطة التي يكون فيها "الجمهور" أكثر وعيا من سدنة الخطاب.