وجّهت فصائل المعارضة الإسلامية السورية ضربة شديدة لقوات النظام أمس في محافظة إدلب بشمال غربي البلاد، مكملة بذلك عملية طردها من هذه المنطقة الاستراتيجية وقاطعة بالتالي طريق حلب – اللاذقية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس أن «فصائل جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الاقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنّة ولواء الحق، تمكنت من السيطرة خلال أقل من 24 ساعة على مناطق تل حمكي وبسنقول ومحيطها وعين الحمرا وجنة القرى وحاجز المعصرة الذي يعد أكبر حواجز قوات النظام في إدلب وعلى بلدة محمبل الواقعة على طريق أريحا – اللاذقية». وتابع أن هذه المنطقة تشهد حالياً اشتباكات متواصلة «في محاولة من فصائل جيش الفتح السيطرة على المنطقة بشكل كامل، وطرد قوات النظام منها». وقال المرصد إن «الاشتباكات أسفرت عن استشهاد ومصرع 13 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية، ومقتل 32 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها”. ولعل أهمية النكسة التي مُنيت بها قوات النظام أنها جاءت بعد استقدامه تعزيزات بشرية ضخمة في الأيام الماضية، إذ لفت المرصد إلى أن «المنطقة شهدت خلال الأيام الماضية استقدام النظام السوري لأكثر من 6 آلاف عنصر من المقاتلين الإيرانيين والأفغان والعراقيين إلى سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي والمناطق المحاذية لها في ريف اللاذقية، والتي كانت تتحضر للتقدم واستعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور، إلا أن هذه القوات فشلت في التقدم، وفشلت حتى في الحفاظ على النقاط والمناطق والحواجز التي كانت تسيطر عليها قوات النظام في المنطقة الواقعة بين مدينتي أريحا وجسر الشغور اللتين سيطرت عليهما الفصائل قبل أيام». وتابع المرصد: «أن الهجمات المتتالية لفصائل جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الاقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنّة، لواء الحق، جبهة أنصار الدين، جيش الإسلام، ألوية الفرقان، أنصار الشام، الحزب الإسلامي التركستاني، جنود الشام الشيشان والفرقة الأولى الساحلية، على مناطق سيطرة قوات النظام بريف إدلب، حطّمت أسطورة العقيد سهيل الحسن المعروف بـ «النمر»، والذي استدعته قوات النظام في مطلع نيسان (أبريل) الماضي، من أجل استعادة السيطرة على مدينة إدلب، وإذا بها تفقد السيطرة على محافظة إدلب بشكل كامل باستثناء بعض التمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في مناطق القرقور وفريكة وقرى متناثرة عند الحدود الإدارية لإدلب مع محافظة حماة، وبلدتي كفرية والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، ومطار أبو الضهور العسكري، لينتقل سهيل الحسن من معسكر المسطومة قرب مدينة إدلب إلى قرية جورين في سهل الغاب التي تتواجد فيها غرفة عمليات مشتركة ما بين الحرس الثوري الإيراني وسهيل الحسن وحزب الله اللبناني». وفي محافظة حلب المجاورة في شمال سورية، قال المرصد إن «الطيران الحربي قصف تمركزات للكتائب المقاتلة في قرية كفرة والتي يحاول تنظيم «الدولة الإسلامية» اقتحامها بالقرب من بلدة صوران، كما قصف الطيران الحربي منطقة بمحيط مدينة حريتان بريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في قريتي تلالين وحربل بالريف الشمالي لحلب». وتابع أن بلدة الزربة بريف حلب تعرضت أيضاً لقصف جوي لكن لم ترد معلومات عن خسائر بشرية. ولفت المرصد إلى أنه «تأكد مقتل ما لا يقل عن 14 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال اشتباكات مع جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية ومقاتلة في محيط قرية الشيخ ريح ومحيط صوران اعزاز، ومناطق أخرى بريف حلب الشمالي، من ضمنهم 3 فصل مقاتلون من فصائل إسلامية رؤوسهم عن أجسادهم وأخذوها إلى مدينة اعزاز، بينما استشهد 6 مقاتلين على الأقل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة ولقي مقاتلان اثنان على الأقل من النصرة مصرعهما في الاشتباكات ذاتها”. وفي حلب أيضاً، أكد المرصد مقتل ما لا يقل عن 9 مواطنين من ضمنهم طفلان جراء إصابتهم في سقوط قذائف أطلقها مقاتلون على مناطق سيطرة قوات النظام في حي الأشرفية بمدينة حلب. أما في محافظة حمص بوسط سورية، فقد ذكر المرصد أن الطيران الحربي نفّذ غارات عدة على أماكن في منطقة تدمر ومحيط المدينة بالريف الشرقي، بينما دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، على أطراف حي الوعر بمدينة حمص، وسط فتح قوات النظام «نيران القناصة» على مناطق في الحي المحاصر. وفي محافظة حماة، أشار المرصد إلى تنفيذ الطيران الحربي غارة على المنطقة الواصلة بين قريتي التلول الحمر والقنيطرات بريف مدينة السلمية، دون أنباء عن خسائر بشرية.