×
محافظة المنطقة الشرقية

"الثقافة": لا ميزانية للتسويق ولتشغيل المسرح الوطني

صورة الخبر

ما أبعد الثريا عن الثرى.. وما أكبر البون الشاسع بين جيلنا وجيل اليوم، بل بين جيلنا وجيل آبائنا .. في كل عام ترزقون.. الخلل مشاهد، لا تتناطح فيه عنزان.. البعض – صراحة – لم يفلح في أن يغرس في أبنائه فضائل ومثل موروثات سلفنا الصالح ولم يفلح في رسم لوحة جميلة إطارها المودة والرحمة ومثلها الحياة بفرحها وترحها ويعلم اولاده معنى ان يعيش الحياة كريمة بمسؤولية. البعض يتهمنا بعدم فهم هذا الجيل.. أي فهم يعنون اننا نريد في لهاثنا في مسيرة تفهمهم ان نفهمهم بالحياة في مسيرتها وكيف تروعنا الخطى وكيف تقال العثرات وتثبت الخطى بعد الترنح وكيف تصفوا الحياة بعد الجهد والكدر وحبات العرق على الجبين. أكل الدهر وشرب وابلى جهود البعض منا في سعيه الشاق لتأمين العيش الكريم لهم. حرت وحارت افكاري عندما ألفيت صديقي المبتسم للحياة دائماً مهموماً ومكتئباً وقبل ان أبادره بالسؤال أجابني قائلا: * ارتضيت لنفسي العزلة الكئيبة والحر يرى في اخلاق بعض هذا الجيل ذلاً. * قلت : كيف؟ * قال : رحم الله زماناً ولىّ عندما كنا نسمع طرق نعل من اكبر منا سناً ننتفض كالطير ونتوارى كالحمر المستنفرة فرت من قسورة .خاصة اذا كان شيخاً او معلماً وويحي ثم ويحي من هذا الجيل الذي لا يسمع النصح ولا يتقبله ويضرب بالأخلاق والفضائل عرض الحائط يريدون ان يرتقوا ويتطاولوا دون اكتساب علم او معرفة حقيقة انني في اشد حالات الاحباط.. صمت طويلاً وواصل في حنق: * البعض منهم لم يروا الكرامة في الناس والمثل العليا التي تزخر بها دورنا وولوا وجوههم شطر الغرب يقلدونه في خزعبلاته التي ألهتهم عن واجبات هي أقدس وأسمى ,ويحمهم حين تهون انفسهم عليهم وينحدرون الى دنس ويضحون بعد الرفعة فعلاً. * قلت : ألفتوا انتباهم الى مواريث تطاول الثريا في علوها وعقول سمت وابدعت في كل مجال وما الارض الا تاريخ صيته العلا، لا يعرف الغرور اصلا تأمل بعض شبابنا ترى النفس اضحت وابلاً لا طلاً امطرته تقاليد آبائنا حتى غدا المستقبل نبلاً ومحلاً. * قال : سأجاريك في حديثك الشيق: * هنالك شواذ فهل يصبح الجبل سهلا.ً. ربما اضمحل الفكر لديهم بيد ان ارواحهم تأبى ان تضمحلا هذا الجيل قد ضم شتاتاً من معادن تنضح حسناً ونبلاً. * قلت له : دعنا من التخرص واستلاب الذوات فانني امرؤ يؤمن بأن البيت هو أول مسؤول عن شبابنا.