•• هذا رمضان يأتي من جديد فتشعر النفس بشفافيتها لتنعتق من قيودها لتعيش الإنسان لحظة الانطلاق نحو رحاب أوسع وأكبر. •• هذا رمضان يأتي كأحسن ما يكون إشراقة ليصهر النفوس التي أكلها الزمن بآرائه السوداء ليجعل منها رمضان أكثر بياضاً وسمواً وتسامحاً ورضا. •• هذا رمضان يأتي ليعطينا الفرصة الألف لنتخلص من صغائر نفوسنا ليجعلنا أكثر بهاءً وأكثر صفاءً لنقتل في نفوسنا سوداويتها ونطحن فيها غرورها وكبرياءها. •• هذا رمضان يأتي بكل ما فيه من قدرة على نقاء الروح فيمنحنا المزيد من التخلص من عنعنات الذات التي أغرقنا فيها أو هي أغرقتنا. •• هذا رمضان يأتي كأبهى ما يكون شهراً له نورانية الفضل وقدسية الذكر وجمال الدعاء لكي يجعلنا نرتفع فوق كل صغائرنا وظلمنا لأنفسنا. •• هذا رمضان يأتي لنفتح في حياتنا صفحة جديدة لنسجل فيها ما نود أن يكون ناصعاً وبهياً. •• هاهو أتى فهل نستطيع أن نتغلب على ما في داخلنا من ترسبات مُضنية؟ وان نتسامح عما ارتكبنا من أخطاء في حق بعضنا.. ونمحو كل ما حدث بيننا من تباعد فالحياة قصيرة جداً ويا بخت من بدأ بالصفاء. •• هذا هو شهر التخلص من البغض والبغضاء.. وهو الذي يتقبل صومه من لا يحمل كرهاً لآخر.. أو بغضاً له. •• هذا هي لياليه العامرة بذكر الله التي تقول آياته العظام “لا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم” وهو الذي يقول أيضاً: “وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلاذو حظ عظيم”. وهو الذي يحذر: “واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم”. •• ولتكن يا أخي من أصحاب الحظ العظيم فهذه الدنيا زائلة لا يبقى فيها شيء إلا وجهه الكريم. •• إن في النفس أملاً وفي القلب رجاءً أن نكون أكثر طهراً و أكثر إيماناً ويقيناً وتسامحاً.