×
محافظة جازان

عشريني يصاب إثر حادث مروري بجازان .. وفني إسعافات أولية “عاطل” ينقذه من الموت

صورة الخبر

صناعة الكتاب السعودي تشغل ذهني، فبقدر محاولتي الخروج من دائرة الكتاب والنشر في المملكة العربية السعودية، للكتابة في قضايا أخرى، أجد أن هنالك أفكاراً تلح علي وتجعل الدائرة تتحول إلى سور عالٍ لايمكنني القفز من فوقه أو الخروج منه، يا سادة ليس الأمر تأليف كتاب ثم طباعته ونشره، هذا أمر سهل، وبوجود التقنية الحديثة سهل أمر التأليف والطباعة، أنا يهمني الموروث الفكري المنشور، فبوجود مكتبة الملك فهد الوطنية، أصبح هنالك مكان لحفظ هذا التراث الفكري، وهذا أمر جيد، تشكر عليه الدولة، ولكن ماذا عن وصول جزء مهم من هذا التراث للأفراد، أعني، هنالك كتب كثيرة صدرت في سنوات سابقة حفظت في مكتبة الملك فهد الوطنية وغيرها من المكتبات العامة والخاصة والجامعية، أغلب الكتب، تبقى المكتبة هي مكانها الطبيعي، ومن أراد الاطلاع عليها يتوجه لأقرب مكتبة أو يتصفح فهارس المكتبات، والفهارس الموحدة، والذي أعنيه وأتمنى أن يبقى حاضراً في المكتبات التجارية هو الإبداع الذي قدمه كثير من الرواد، ونحن نسمع ونقرأ لكثير من الأدباء الشباب كتاب القصة عندما يتحدثون عن بدايات القصة في المملكة يشيرون إلى رواية التوأمان لعبد القدوس الأنصاري، وعندما تسألهم هل قرأتم أو اطلعتم على تلك الرواية، نسمع من يقول: قرأت ذلك في بعض الدراسات التي تناولت الحركة الأدبية في المملكة، حسناً، لماذا لم تبحث عنها في المكتبات، سيقول: إنها غير متوفرة في المكتبات التجارية، ولا يوجد مكتبات عامة مهيأة لاستقبال المستفيدين، وأقول: معه حق في ذلك، في أغلب الدول العربية وخير مثال مصر عندما نتحدث عن بواكير الأعمال الإبداعية ونطرح كمثال رواية زينب لمحمد حسين هيكل، نجدها متوفرة في الأسواق، وأغلب القراء في الوطن العربي اطلع عليها أو قرأها، وبالطبع نجد في كل المكتبات جميع الأعمال الإبداعية للأدباء الراحلين في مصر مثل يوسف إدريس ويوسف السباعي ومصطفى المنفلوطي، وتوفيق الحكيم، والقائمة طويلة، وعندما نبحث هنا عن أي كتاب لجيل الرواد، لن نجد، وعندما يقول لي أحد بأن وزارة الثقافة والإعلام تطبع بعض إصدارات الرواد متواكباً مع إقامة معرض الكتاب وتوزع مجاناً، أقول الأمر يحتاج تنظيماً بعيداً عن طريقة المقاولات حيث كما علمت أن طباعة تلك الكتب يخضع لنظام المناقصات ويقوم بالطباعة من يقدم أقل سعر، ويترتب على ذلك خروج تلك الكتب بصورة قد تكون غير مقنعة، أتمنى أن يتغير الأمر، بأن تسعى وزارة الثقافة والإعلام إلى إيجاد المطابع الخاصة بها، مع احداث وكالة للطباعة والنشر، تصدر المجلات التي تقوم بإعدادها الأندية الأدبية، والتي حققت نجاحاً مثل دوريات نادي جدة الأدبي الثقافي، علامات والراوي وعبقر وجذور، إضافة إلى إصدار سلاسل لإبداع، وإعادة إصدار كتب الرواد بصورة جيدة. الأمر ليس بالأمر الصعب، يحتاج إلى إدارة جيدة وتخطيط، وأمامنا أنموذج جيد، وهو ما تقوم به المجلة العربية، حيث لم تتوقف عند إصدار المجلة وكتيب شهري مرفق مها، بل تجاوز ذلك إلى نشر جيد ومتميز، دعمت باتفاقية نشر مشترك مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، نسق تلك الإصدارات واحد، وإخراجها متميز، تتبقى مشكلة التوزيع، وهذه مشكلة أزلية تواجه الكتاب السعودي، قد أتحدث عنها لاحقاً.