تعاني محافظة الأحساء عدم توافر مواقف للسيارات وتحديداً في الأسواق التجارية الواقعة وسط المدينة، إضافة إلى العديد من الدوائر الحكومية. حيث يعاني مرتادو هذه المناطق عدم توافر المواقف، ما يضطر البعض إلى وقف سياراتهم بطريقة غير نظامية ما تتسبب في عرقلة السير للمارة تارة وحصولهم للمخالفات المرورية تارة أخرى، وطالب الكثير بضرورة توفير المواقف الكافية للمستفيدين سواء للجهات الحكومية أو التجارية كالأسواق التجارية ومجمع الدوائر الحكومية ومناطق الاكتظاظ. زوار الخليج وأوضح أحمد الموسى أن البنية التحتية للمنطقة تفتقر لوجود مواقف سيارات لعدد كاف، ما يشكل أعباء مادية على قائدي المركبات بسبب عدم توافر مواقف للسيارات. مضيفاً أن الأحساء تشكل موقعاً جغرافياً مميزاً وجاذباً لأهالي الخليج، إلا أن الغالبية العظمى قد تجد نفسها مجبرة على ارتكاب مخالفة بسبب ندرة المواقف ويطالب بدلاً من مخالفته بمعالجة أزمة المواقف. معاناة أمام المدارس وعبر صالح العبدالكريم بأن أزمة المواقف تشكل إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه أولياء أمور طلاب المدارس المختلفة، وأخطر ما فيها الخوف الكبير الذي يجعل أولياء الأمور يخشون على أبنائهم، نتيجة تكدس السيارات بعشوائية على مداخل ومخارج المدارس. وتتفاقم المشكلة أمام أولياء أمور طلاب المدارس الواقعة على شوارع لا يوجد أمامها مواقف للسيارات في الأساس، وتقتصر مواقفها على جانبي الطريق أمامها، وفي ظل انتشار السيارات ووقفوها بعشوائية وتداخل واضح، يحدث بعض المناوشات بين أولياء الأمور. كما تشكل هذه العشوائية خطراً جسيماً على الطلاب خاصة الأطفال منهم، حال السماح بخروج الطلاب دون استلام أولياء أمورهم إياهم من على الأبواب. ويضيف فهد البراهيم: إننا نعاني كأولياء أمور طلاب المدارس في ظل ندرة مواقف السيارات حول الكثير من المدارس، ونعاني أيضاً زحاما واختناقات مرورية كثيفة في بعض الأحيان على أبواب المدارس، نتيجة عشوائية البعض، ممن يقومون بالوقوف في منتصف الطريق وإغلاقه دون مراعاة الآخرين. إنشاء مواقف برسوم وأكد أحمد الثاني أن أزمة المواقف أمام المحلات والمطاعم والكافيتريات ومحلات تصليح وبيع الجوالات وغيرها من الأنشطة التجارية والخدمية، تعد أزمة خانقة تواجه الجميع، سكانا وزبائن وعمالا في المحلات. مطالباً أمانة الأحساء والجهات ذات العلاقة بضرورة معالجة الأمر وإنشاء مواقف نموذجية أو طوابق لمواقف السيارات برسوم رمزية. ويشاطره الرأي فايز الفايز مشيراً إلى أن أزمة المواقف تتطلب البحث عن علاج فوري، خاصة في ظل الزيادة السكانية التي ترتفع يوماً تلو الآخر، مقترحاً على رجال الأعمال الاستثمار في هذا الأمر، وشراء أراض فضاء وبناءها كمواقف متعددة الطوابق تكون برسوم، أو تبني الدولة هذه الفكرة خاصة في المواقع الحيوية كالأسواق التجارية وحول المؤسسات والإدارات الخدمية. مخالفات مرورية وتذمر محمد العبدان من عدم توافر المواقف الكافية بمجمع الدوائر الحكومية رغم احتضانه العديد من الجهات الحكومية الخدمية الهامة. مستغرباً عدم بناء تلك الأراضي الكبيرة المجاورة لتلك الجهات، معرباً عن استيائه الشديد من حصول الكثير من المواطنين والمقيمين على المخالفات المرورية نتيجة عدم وجود المواقف، مؤكداً عدم إحساس بعض رجال المرور بمعاناة المستفيدين. مطالباً إدارة مرور الأحساء بالنظر في ذلك ورفعه للجهات المختصة لمعالجة الأزمة بدلاً من إعطاء المخالفات المرورية. المستشفيات والمراكز الصحية وأعرب صالح العلي عن استيائه الشديد من عدم توافر مواقف كافية بالمستشفيات الحكومية رغم توافد الأعداد الكبيرة عليها يومياً. مطالباً مديرية الشؤون الصحية بالمحافظة بإنشاء مواقف ذات طوابق تستوعب أكبر عدد ممكن من السيارات، مؤكداً أن عدم توافر المواقف دفع الكثير للوقوف الخاطئ ما تسبب في عرقلة السير داخل مواقف السيارات. منطقة تجارية وقال رائد بن نصر البعداني: المتخصص في الخياطة الرجالية : السبب الرئيس في ازدحام تلك المناطق كونها مناطق تجارية، وقِدم تخطيط شوارعها؛ ما جعل توفير المواقف فيها بعد تطورها تجارياً يشكل صعوبة بالغة لمرتاديها، ولعل أهم الحلول المبتكرة لعلاج مثل هذه الأزمة إيجاد مواقف مدفوعة الأجر. وأشار عنان بن نصر البعداني المتخصص في الخياطة الرجالية إلى أن تطبيق فكرة المواقف المدفوعة فكرة مسبوقة عالمياً، وقد أثبتت نجاحاً كبيراً، خصوصاً عندما يتم تطبيقها نظامياً دون تمييز، وبهذا سوف تسهم - بإذن الله - في الاستغلال الأمثل لمواقف السيارات داخل تلك المناطق وتداولها لأكثر من مستفيد، خصوصاً في المناطق المركزية وسط المدن التي تشهد اكتظاظاً كبيراً بالأنشطة التجارية والاقتصادية المختلفة. راحة للمتسوقين وقال المواطن علي المسلم: تحويل مواقف السيارات الى مواقف برسوم سيحد من مشكلة الوقوف العشوائي، كما سيعمل على تنظيم وراحة المتسوقين واطمئنانهم بشكل كبير. مطالبا الأمانة بالالتفات لهذا المطلب العاجل، من خلال التعاقد مع إحدى الشركات المختصة للإشراف على مواقف السيارات وتشغيلها، كما هو معمول بالمناطق الأخرى وبمبالغ بسيطة. مؤكدا أن حجز المواقف لأيام وساعات طويلة يعد تصرفا مرفوضا، حيث يوجد من لهم حق في هذه المواقف ممن يقصدون الموقع للتسوق. وأضاف أنه - للأسف الشديد - ورغم أننا من مرتادي سوق القيصرية الذي بدأ استعادة نشاطه من خلال فتح الدكاكين، إلا أننا نجد صعوبة في إيجاد مواقف لسياراتنا، ما يضطرنا إلى الوقوف في أماكن غير مهيأة، أو بشكل خاطئ بسبب تلك السيارات التي تكون متوقفة لفترة طويلة، خصوصا سيارات الوايتات أو مركبات الحملات الكبيرة التابعة لبعض العمالة، ما يزيد صعوبة الحصول على مواقف إلا بشق الأنفس خصوصا في أيام العطل. سيطرة العمالة الوافدة وقال أحد أصحاب محلات الملابس الرجالية في سوق القيصرية عبدالقدوس الشواف: إن أكثر ما يقلقنا عدم وجود مواقف كافية للسيارات؛ بسبب احتكارها من قبل العمالة، خاصة أصحاب الوايتات وسيارات الديانا، ما ساهم في تحويلها إلى مواقف خاصة بهم. كذلك وجود بعض السيارات التالفة في الموقع التي لم يتم تحريكها منذ فترة طويلة، وأوضح صاحب أحد المحلات مؤيد الكويتي، أن من أهم المشاكل التي تواجه السوق مشكلة مواقف السيارات. وقال: إنه لأمر شاق على الزبائن الذين يأتون من كل مكان، إلا أن العائق لدخولهم السوق يتمثل في عدم توفر مواقف لسياراتهم، وكل ذلك بسبب احتكار العمالة الوافدة التي سيطرت على هذه المواقف وحولتها لمواقف خاصة بها. تصميم مواقف ذكية وأشار صاحب جوهرة المبرز للشقق المفروشة ناصر البندر الى أنه بسبب ندرة مواقف السيارات ينزعج الكثير من الزبائن، حيث يوقفون سياراتهم أمام البوابة ويقومون بإنزال أمتعتهم ويركنون سياراتهم على بعد 300 متر وأحياناً تقف سيارتان أو ثلاث أمام البوابة من أجل التحميل وهذا يسبب ازدحاما في الشارع ووجود مواقف مسبقة الدفع ليس حلا، فالمشكلة في تصميم المواقف وليس في الازدحام. مواقع سياحية وقال باحث الاثار والمختص في الشئون السياحية خالد الفريدة: إننا نعاني كثيراً عدم وجود مواقف سيارات قرب المواقع السياحية وسط المدينة وهذا أثر على السياحة وعلى مدخول أصحاب المحلات في وسط البلد والسبب يعود إلى إهمال الكثير من المواقع كالمواقف التي بجانب مدرسة الأحساء الأميرية وشرق عمارة السبيعي. كما أن كثيرا من المواقف في وسط الهفوف كانت متنفسا للكثير من الزوار، لكن الامانة قامت بتأجيرها من أجل إنشاء أحد المولات التجارية. وأضاف الفريدة أن هناك الكثير من الحلول لإيجاد مواقف وسط الهفوف مع المحافظة على الطراز التاريخي كنزع ملكية بعض المنازل خلف القيصرية التي ليس لها قيمة تاريخية وبناء عمارات متخصصة لمواقف السيارات. اللجوء للمكاتب الهندسية وذكر رئيس مجلس الهيئة السعودية للمهندسين بالأحساء المهندس عبدالرحمن النعيم أن مواقف السيارات في الهفوف والمبرز غير مناسبة وهي تسبب الازدحام بسبب الخطأ في الدخول والخروج كما أن الاشخاص غير مهيئين للوقوف بشكل صحيح فيجب ابتكار حلول نوعية جديدة. وأضاف المهندس النعيم أنه عندما تكون الدراسة الهندسية الجيدة لإيجاد حلول للمواقف مع الحفاظ على الطراز المميز الذي تتمتع به الاحساء فليس هناك مستحيل. فلدينا في المنطقة مكاتب هندسية واستشارية متمكنة من شأنها ايجاد العديد من الحلول، وتعتب الهيئة السعودية للمهندسين بالأحساء وهي تمتلك الكادر الهندسي الكبير على عدم الاستعانة بها من قبل الدوائر الحكومية كي تكون شريكا في خدمة المواطنين وخدمة أبناء هذا الوطن دون أي مقابل مادي. من جانبه كشف المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بن محمد بووشل أن أمانة الأحساء أنهت دراسة تتعلق بتوفير مواقف للمركبات في المواقع المركزية والأخرى التي تحتاج الى مضاعفة تنظيمها نظرا للازدحامات وزيادة أعداد مرتاديها، ومن بينها الأسواق الرئيسة ومنها سوق القيصرية، وبما في ذلك الأسواق الأخرى في وسط الهفوف. وقد وافق صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الاحساء على هذه الدراسة بعد عرضها على سموه، وهناك اجتماعات تنسيقية متواصلة مع الجهات المعنية كالشرطة وإدارة المرور وعدد من القطاعات الحكومية التي لها صلة بالموضوع. وبإذن الله - تعالى - ستُسهم الخطوات والآليات التي سيتم اتخاذها تجاه استثمار مواقف السيارات في الحد من الازدحامات وتوفير عدد كبير من المواقف. عدم توفر مواقف كافية لمراجعي الدوائر الحكومية مواطن يتحصل على مخالفة مرورية بمجمع الدوائر الحكومية بسبب الوقوف الخاطئ