×
محافظة الحدود الشمالية

لقاء إدارة الشؤون التعليمية بمعلمي و مشرفي حلقات البنين بعرعر‎

صورة الخبر

* * هل تمر العلاقات السعودية الأمريكية بأزمة؟! * * وإذا كان ذلك صحيحاً.. فما هي فرص تخطي هذه الأزمة بين الرياض وواشنطن؟! * * وماهي الجهود المبذولة في الوقت الراهن للإبقاء على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين بمنأى عن المؤثرات الوقتية وقادرة على تجسير الفجوة بسرعة؟ أسئلة ثلاثة.. أجابت زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم أمس الأول للمملكة عليها.. وبالذات بعد لقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. * * ومنذ البداية.. فإنه لابد من الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرف جيداً من هو الملك عبدالله.. وكيف يفكر..؟ وبصورة أكثر تحديداً.. فإن إدارة أوباما ومن قبلها الإدارات الأمريكية السابقة.. كانت تعرف أنها تتعامل مع قيادة عربية إسلامية حكيمة.. لبلدها مكانة عالية لدى الشعوب العربية والإسلامية.. بل ولدى المسلمين في كل مكان.. وكذلك لدى الشعوب الأخرى بعد أن تبنى الملك الدعوة الصادقة للحوار بين أرباب الثقافات لتجسير الفجوة بين شعوب الأرض.. وتأمين المجتمعات من الفتن والصدامات الفكرية والآيدلوجية وصولا إلى الاستقرار العالمي المنشود. * * كما تدرك أمريكا جيدا ــ من جانب آخر ــ أن الأسرة السعودية الحاكمة تملك رؤية منهجية واسعة تستوعب مصالح دول وشعوب العالم.. وهي تتحمل مسؤولية إدارة شؤون بلد يمتلك مخزوناً بترولياً تتجاوز نسبته (25%) من أرصدة العالم كله.. ولا يعرف عن هذه الدولة أنها استخدمت هذه الميزة في يوم من الأيام للضغط على دول وشعوب العالم.. بما في ذلك قرار إيقاف تصدير النفط إلى بعض الدول إثر حرب عام 1973م مع إسرائيل.. لأنه عكس شعوراً عربياً إسلامياً إنسانياً بالمرارة تجاه دعم تجاوزات هذه الدولة على الحقوق العربية ونسف أبسط قواعد العدالة في التعامل بشكل متوازن مع الجميع.. فقد عبر القرار فقط عن ألم دولنا وشعوبنا ولم يتجاوز حدود الإعلان عنه ولم يلحق أي ضرر بمصالح الآخرين على الإطلاق.. وتلك ظروف معينة.. انتهت بانتهاء الحدث في وقته. * * وشيء ثالث تدركه الولايات المتحدة أكثر من غيرها هو أن المملكة العربية السعودية دولة مبادئ يوثق بها.. لأنها تطبق شريعة سماوية تقوم على نشر العدالة والمساواة في الأرض.. ونصرة المظلوم.. والعدل في الحالة السورية يقتضي الوقوف إلى جانب الشعب وليس إلى جانب النظام المتجبر. * * وبالتالي فإن وقفتنا إلى جانب الشعب السوري بمواجهة نظام الأسد كانت طبيعية.. ولم تكن تصرفاً استثنائياً لعدة أسباب نذكر منها: (1) إن هذا النظام أمعن في قتل الشعب ليس فقط بتسخير قوته العسكرية والأمنية فحسب لمحاربته .. وإنما بالاستعانة عليه بقوى خارجية ممثلة في روسيا.. وإيران.. وحزب الله. (2) إنه أوجد بيئة إجرامية على الأراضي السورية لإشاعة الإرهاب والرعب في أرجائها.. وذلك بالتمكين لقوى داخلية متطرفة أو وافدة من العراق وليبيا وسواهما ودعمها بالسلاح وبالمال وبالخطط.. لضرب الثورة السورية الشعبية.. من الداخل والخارج. أقول من الداخل.. بهدف ضرب المعارضة الحقيقية في العمق وتشتيت جهودها.. واختراقها.. بهدف إضعافها.. وتمكين النظام من السيطرة على الموقف.. بعد توسيع دائرة الحروب والصراعات الداخلية وتعميقها. ومن الخارج.. لأنه وقوى الدعم الروسي الإيراني المباشرة له أرادوا التشويش على دول العالم.. وإخافتها وإيهامها.. بما يحدث في الداخل السوري وتصويره على أنه عمل إرهابي وليس ثورة شعبية وطنية.. ودفع دوله إلى الاعتقاد بأن أي دعم سيوجه لصالح المقاومة بجانبيه المدني والعسكري.. سيكون بمثابة دعم للإرهاب والعنف والتطرف وذلك بهدف تجميد كل الجهود الدولية الرامية إلى مؤازرة الائتلاف السوري والجيش الحر لإسقاط النظام بحجة أن البديل سيكون أخطر بكثير من جرائم هذا النظام.. وأن التمكين لهذا البديل معناه السماح بانتشار الخطر خارج حدود سوريا.. وبالتالي تهديد مصالح الغرب وكافة دول وشعوب العالم في المنطقة.. وتعريض أمن إسرائيل للخطر بعد أن ظل النظام السوري (الأسدي) يهادنها.. ولا يحرك ساكنا تجاه أراضيه المغتصبة منها في الجولان.. حتى في عز قوته وسطوته ودعواته الهلامية لتبني الفكر التحرري.. ومقاومة العدوان.. تماماً كما تقول إيران ولا تفعل. (3) إن النظام السوري ــ حتى من قبل مجيء بشار الأسد ــ كان بمثابة الحاضن لكل الجماعات المتطرفة.. وأصحاب الآيدلوجيات السياسية المثيرة للفتن.. ومحطة التدريب الأبرز للكوادر الإجرامية التي اختطفت الطائرات.. وصفت العديد من القيادات العربية والإسلامية.. كما عملت على نشر الخلايا التدميرية في العديد من الدول العربية وغير العربية بهدف إحداث الفتن والقلاقل وتفجير مراكز الأنشطة الاقتصادية وتهديد المواقع الأمنية فيها. وفي هذا الصدد فإننا لا يجب أن ننسى دور هذا النظام ومن ورائه إيران في أحداث الخبر وهي أحداث مؤلمة أدت إلى قتل عدد كبير من المواطنين والأمريكان وكذلك إلى تورطها في عدة عمليات أخرى مماثلة ليس فقط في المملكة وإنما في بعض دول الخليج.. وتونس.. وفلسطين.. وحتى في خارج منطقتنا العربية. * * ونتيجة لكل هذه الأعمال الإجرامية التي مارسها هذا النظام ضد الأقليم.. ثم أخيراً ضد شعبه.. فإنه ما كان أمام المملكة مبرر لمواصلة السكوت عليه.. أو تجاهل ما يصدر منه ضد شعبه وأمته بعد أن لجأت إليها قياداته الشعبية الوطنية تستنجد بها.. ولذلك كان موقفنا الواضح.. والحازم.. والقوي من النظام.. ووقوفنا إلى جانب الشعب الذي نؤكد أن الأغلبية الساحقة فيه لا تريد هذا النظام بتاتا ولا تستطيع أن تقبل باستمراره بعد اليوم. والمملكة العربية السعودية بهذا الموقف الأخلاقي والإنساني المتفق مع كافة الأنظمة والأعراف الدولية.. إنما جسدت وتجسد بذلك مبادئ الحق والعدل ونصرة المظلوم التي تنص عليها شريعة الله في الأرض.. وتتفق بشأنها كافة دول وشعوب العالم. * * وعندما تحركنا دولياً.. وفي وضح النهار لتبيان حقيقة ما يجري في سوريا.. ولم نمارس الأعمال السرية.. وسياسة التآمر التي كان يمارسها هذا النظام.. وألاعيب التكتلات الإقليمية والدولية التي ينتهجها.. فإننا فعلنا ذلك انسجاماً مع سياسة مبدئية أطلقها الملك عبدالله تقوم على ضرورة الوقوف بوجه الظلم والعدوان.. حتى وإن صدر من صديق.. مادام أن في عمله ذاك ضرراً بالشعب وبالإنسان وبالعدالة في الأرض. * * والمملكة لم تبتدع بهذا سياسة جديدة من عندها.. بل هي طبقت نظاماً دولياً معتمداً يقوم على مواجهة الظلم.. والبطش والتعدي على الحقوق المكتسبة للإنسان في أي مكان. * * كما أنها لم تقم بأي عمل يتناقض مع منهجها وسياستها وقيمها وثوابتها.. على الإطلاق.. كما لم تفاجئ النظام السوري بذلك أو أن تنقلب عليه.. بل وجدت نفسها مضطرة للدخول معه في مواجهة بعد سلسلة من الاتصالات والزيارات والنصائح التي وجهها الملك عبدالله شخصياً للأسد.. وأوصلها أكثر من مبعوث رسمي ذهب إلى دمشق.. أو التقى ببعض المتنفذين في النظام.. أو جاءت عبر رسائل مكتوبة من الملك إلى الأسد.. لكنه لم يستجب لأي منها.. وظل يمعن في استخدام القوة ضد شعبه.. بل بلغ به الأمر حد التهديد لإحراق المنطقة وإشعال الحرب في كل اتجاه وتدمير الجميع إذا لحق به ضرر.. أو أصابته شظية من هنا أو هناك. وعندما لم تجدِ كل هذه المحاولات اتجهنا إلى الأمم المتحدة.. وزرنا أكثر العواصم العالمية.. وتشاورنا مع كل الأصدقاء ومع المؤمنين حقا بأهمية الاستقرار في المنطقة.. وفي مقدمة الجميع الولايات المتحدة الأمريكية.. وفرنسا.. وبريطانيا.. وتركيا وغيرها من دول العالم المحبة للسلام. * * شرحنا الموقف للجميع.. وحصلنا على تفهم دولي غير محدود.. لكننا كنا نواجه باستمرار بتحرك روسي مكثف لقلب الحقائق.. وبذل مساع شديدة بهدف تغيير الموقف الدولي.. بالعمل على تشويه الحقائق لما يجري على الأرض السورية.. وبالرغم من جهود المملكة ودول الخليج العربية للتواصل مع موسكو.. وزيارة وزير الخارجية (لافروف) لنا.. وإطلاعه على توجساتنا.. ورؤانا.. * * لكن الروس وبدلا من أن يقتربوا منا ويتفقوا معنا على طريقة المعالجة للوضع وجدناهم يقيمون محوراً خبيثا وخطيراً لمواجهة الثورة الشعبية السورية.. بل ويهددوا دول المنطقة كلها مكوناً من روسيا وإيران وربيبتها في المنطقة جماعة (حزب الله) ليلعب الجميع على تناقضات إيران مع الغرب وصراعه معها حول استخدام الأسلحة النووية.. ويحولون القضية برمتها من طغيان نظام ضد شعبه.. إلى عروض وصفقات جانبية تراود خيال البعض نحو إقامة منظومة شرق أوسطية جديدة قابلة ــ من وجهة نظرهم ــ للتطبيق بعد مساومة أمريكا والدول الغربية.. وتقوم على توزع الأدوار.. وتقاسم المصالح.. وتغيير الموقف برمته.. لصالح مخطط شرق أوسط جديد.. نثق بأنه طعم مسموم.. نستغرب قبول بعض دول العالم له.. وانسياقها وراءه.. ممثلاً في اختزال الوضع السوري في موضوع الكيماوي والتحول بدرجة أساسية إلى فكرة جنيف/1 ثم جنيف/2.. بداعي التحول من المواجهة العسكرية شديدة المخاطر ــ في رأيهم ــ إلى الحل السياسي.. كمدخل وحيد (كما يسوقون) لحل الأزمة المأساة.. * * ولذلك جاء التحول في الموقف الأمريكي ومعها بعض الدول الغربية مفاجئا لنا كثيراً.. لأنه فوق أنه مثل استجابة للطرح الروسي الخبيث والمفجر للفوضى في المنطقة بصورة أوسع فإنه يمكّن لاستراتيجيتهم الرامية للعودة ثانية إلى المنطقة.. وكذلك للتطرف فيها ويقود إلى تدمير مصالح دول وشعوب العالم كلها أيضا. *** * * وفي هذا الجو المشحون بالتناقضات.. وتلبد الغيوم في سماء العلاقات السعودية الأمريكية.. نتيجة تغير الموقف الأمريكي المفاجئ تجاه التعامل مع الوضع السوري.. برزت مؤشرات الاختلاف بين العاصمتين في طريقة معالجة هذا الوضع. * * هذا الاختلاف وإن بدا على السطح لأول مرة.. إلا أنه أظهر أن هناك حاجة حقيقية إلى حوارات جادة.. وشفافة.. ومباشرة بين الرياض وواشنطن. * * وفي هذا الإطار جاء وزير الخارجية الأمريكي (كيري) إلى الرياض وقابل خادم الحرمين الشريفين يوم الأربعاء.. وسمع الوزير كيري من الملك عبدالله ما تمليه علاقات الصداقة العميقة بين شريكين يشعر أحدهما بعدم الارتياح لطريقة تفهم ومعالجة الطرف الآخر لقضية أساسية ومحورية.. في جانبها الأخلاقي والإنساني من جهة.. وكذلك في جانبها الأمني والسياسي المؤثرين ليس على علاقات البلدين فحسب وإنما في أمن واستقرار المنطقة وبالذات بعد تغير الحسابات الأمريكية تجاه إيران.. وهو تغير شعرنا بأنه تجاوز التكتيك إلى التأثير بعمق على المصالح المشتركة لبلدين صديقين تجمعهما أهداف مشتركة تجاه أمن واستقرار منطقة بكاملها ولا يجب أن تختلف رؤيتهما حول التعامل مع الأطراف الرئيسية في الوضع الأمني في المنطقة في ضوء الأدلة الملموسة التي لا تغيب عن أحد.. وتكشف عنها السياسات الإيرانية الواضحة والساعية إلى فرض الهيمنة على المنطقة بكل ما يعنيه هذا التوجه من تهديد لمصالح دولنا وشعوبنا ومصالح دول العالم لدينا.. وذلك ما أثار استغرابنا.. ودفعنا إلى تعليق الجرس هذه المرة.. ليس بدوافع الخوف على بلدنا وخليجنا ومنطقتنا فحسب.. وإنما بدواعي التحذير من تأثير ما يحدث على مصالح كافة دول العالم وشعوبه.. إذا ما استمر التوجه الحالي في دعم التحالف الروسي الإيراني السوري على حساب الجميع. *** * * كل ذلك تطارحه البلدان بصراحة في زيارة كيري للمملكة.. وجاء لقاؤه بسمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قبل مغادرته مطار الرياض وتصريحاتهما الصحفية لإيضاح حقيقة الموقف وملخصه إن البلدين مختلفان حول طريقة التعامل مع القضية السورية لكنهما الآن أكثر حرصا على التعامل بحذر مع الوضع.. وبالعمل معاً على إبعاد المنطقة عن المخاطر المرتقبة. * * وبصورة أكثر تحديداً.. فإن الأمير سعود الفيصل كان شديد الوضوح عندما ركز على ما يأتي: (1) إن المملكة تدرك أهمية المفاوضات في حل الأزمات.. شريطة أن لا تسير إلى ما لا نهاية.. أي أن يكون هناك جدول زمني محدد ينهي الوضع الحالي ويمكن سوريا من الانتقال إلى مرحلة جديدة. (2) إننا مع حضور الائتلاف السوري مؤتمر جنيف/2 لأنه سيرسخ أنه الممثل الحقيقي للشعب السوري.. وهو ما يتفق معنا الأمريكان على ضرورته.. لكن من يقرر الحضور من عدمه هو الائتلاف.. وليس من حق أي أحد أن يضغط عليهم في ذلك. (3) التأكيد مجدداً على أن إيران دولة احتلال.. وأن عليها أن تغادر سوريا ويغادرها معها حليفها (حزب الله) تحقيقاً للسلام المنشود بسوريا. (4) إن العالم ينظر للأزمة السورية بلا مبالاة.. بدءا بمجلس الأمن.. ومروراً بالدول الكبرى.. وانتهاء بالأسرة الدولية.. وذلك من شأنه أن يطيل أمد المأساة في سوريا. (5) إننا مختلفون مع الأمريكان حول طريقة التعاطي مع الوضع السوري.. وهو أمر طبيعي أن تشهد الرؤى والسياسات ــ بين الأصدقاء ــ نقاط التقاء واختلاف بغية الوصول إلى منظور مشترك ينعكس إيجاباً على القضايا المطروحة.. لكن الاختلاف بيننا لم يصل إلى حد التدهور ووصوله إلى المرحلة الحرجة كما تخيلتها بعض التحليلات والاجتهادات القاصرة. (6) إن علاقتنا مع أمريكا تقوم على الاستقلالية والاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة.. لأن العلاقة الحقيقية بين الأصدقاء تركز على الصراحة والمكاشفة بين الطرفين. (7) إن اختزال الأزمة السورية في نزع السلاح الكيماوي (الوهمي) للنظام السوري الذي يعتبر أحد تداعياتها لن يؤدي إلى وضع حد لإحدى أكبر الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.. وإن أي مسكنات تقوم على أنصاف الحلول لن تعالج حقيقة المأساة وذلك للحاجة الملحة إلى تدخل حازم وحاسم لفض المشكلة. (8) إننا والأمريكان متفقون على عدم بقاء بشار الأسد في السلطة وإن تحالف المعارضة هو الممثل الشرعي للشعب السوري. * * وباختصار شديد.. فإن البلدين كما أوضحت هذه التصريحات يتجهان إلى مزيد من الفهم المشترك.. وبذل جهود مضنية للوصول إلى الحل.. وإبعاد المنطقة عن الأخطار والتداعيات المخلة بالأمن والاستقرار فيها.. واستبعاد كل ما من شأنه زعزعة هذا الاستقرار وعدم تشجيع الأطراف الساعية إلى جني ثمار هذه الحالة بإحداث واقع جديد في المنطقة من أي نوع كان. * * أما الوزير الأمريكي جون كيري فإن حديثه هو الآخر تركز على: (1) أن لقاءه بالملك عبدالله كان صريحاً وتطرق إلى موضوعات تخص البلدين بالمنطقة والعالم من بينها سوريا وإيران وعملية السلام في الشرق الأوسط وأنه استمع إلى آراء خادم الحرمين الشريفين حول كل ذلك.. وأن بلاده تثمن دعم القيادة السعودية للمعارضة السورية وتحركها القوي بالحل السياسي المضمون للأزمة. (2) أن العلاقات السعودية الأمريكية عميقة واستراتيجية وأنها سوف تستمر إلى ما لا نهاية.. لأن المملكة شريك لبلاده لا يمكنه الاستغناء عنه وأنه وإن كان لهذا الشريك آراء تخصه إلا أنهم يحترمون ذلك ويتطلعون إلى الاستمرار في التعاون من أجل تعزيز أمن وازدهار البلدين المشترك. (3) أن بلاده تعتقد أن فرص السلام سوف تكون أسرع في سوريا إذا تم عقد مؤتمر جنيف/2 في أسرع وقت بحضور ممثلين (موثوقين) يحمون حقوق السوريين في الانتخابات المقبلة.. وإنه من هذا المنطلق فإنه يتعهد بأن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الأسلحة التي يستخدمها نظام الأسد. (4) أن الرئيس أوباما ملتزم بخيار القوة لتأمين المنطقة وتدمير الشبكات الإرهابية ومحاصرة أسلحة الدمار الشامل وتعزيز الإمن العسكري والتدريب والاستثمار في العلوم والتقنية وزيادة التعاون الطبي والتعليمي بين البلدين. (5) أن الرئيس الأمريكي أراد أن يفتح نافذة دبلوماسية لتتخذ إيران من جهتها إجراءات وليكون برنامجها النووي سلمياً.. وإن كانوا لم ينسوا التفجير الذي وقع في الخبر في منتصف التسعينيات والذي ذهب ضحيته عدد من مواطني بلاده وكذلك المؤامرات التي قامت بها طهران لاستهداف السفير السعودي لدى أمريكا إضافة إلى عملها لمصلحة نظام الأسد على الأراضي السورية. *** * * وهذا يعني باختصار شديد: أولا: أن أمريكا لن تستدرج إلى خارطة التدمير التي رسمها الروس والإيرانيون مع نظام الأسد لتدمير المنطقة وزعزعة الاستقرار فيها.. وأن أمريكا تشارك المملكة في ضرورة التصدي لمثل هذه المخططات وعدم السماح بضرب العلاقات السعودية الأمريكية في الصميم؛ لأن هذه العلاقات أقوى من كل العروض والصفقات والإغراءات التي تسوق لها موسكو بدعم قوي من إيران.. ورغبة مشتركة في تحقيق دور أكبر في إدارة شؤون المنطقة بالمستقبل. ثانيا: أن المملكة وأمريكا قد توصلتا إلى فهم مشترك حول أمور مهمة تتمثل في أن الأسد لا يجب أن يبقى.. وأن الائتلاف السوري هو الذي يمثل الشعب السوري ويحدد مستقبل بلاده بالتعاون مع سائر الأطراف السورية الوطنية الحريصة على سلامة البلاد.. ووحدتها. كما أن البلدين متفقان على أن إيران تلعب دورا خطيرا في الوقت الراهن لشغل المنطقة والعالم بالقضية السورية لحساب ضمان استمرار برنامجها النووي.. وأن أمريكا سعت من وراء الاتفاق إلى القضاء على المخزون السوري من أسلحة الدمار الشامل تمهيدا لسحب نفس التوجه على أسلحة إيران كذلك.. تحقيقاً للطمأنينة المطلوبة في المنطقة.. بالإضافة إلى اتفاق البلدين على أهمية وضرورة استمرار التعاون السعودي الأمريكي ذي الطبيعة الاستراتيجية؛ لأنه لا غنى لأحدنا عن الآخر انطلاقا من قناعة أمريكا بأن الدولة السعودية حريصة على مصالح دول العالم وشعوبه بنفس القدر من الحرص على مصالح شعبها وأمتها وأن علاقات البلدين أزلية لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم. ثالثا: إن البلدين يتجهان إلى مزيد من التشاور والتنسيق الوثيق في المرحلة القادمة تحقيقاً لهدف الإبقاء على المنطقة بعيداً عن أية هزات أخرى.. وإنهما ستعملان معاً وبصبر على إنهاء المأساة السورية باعتماد العمل السياسي المحكوم بجدول زمني محدد وبرؤية واضحة لمستقبل سوريا.. وهو ما ستتم بلورته في جنيف/2 في حالة انعقاده.. أو في طريقة التعاطي الجاد مع هذا الوضع إذا لم يقدر لهذا المؤتمر أن ينعقد ولكن دون أي تراخٍ تجاه بقاء الأسد في السلطة إلى ما لا نهاية. *** * * ذلك هو خلاصة الموقف.. * * تفهم أفضل.. وتفاهم مرضٍ على خطوات محددة في مرحلة قادمة.. منعاً لأي اختراقات هدفها التشويش على العلاقات الثنائية.. أو العمل على دفع الأمور في الاتجاه الخطأ.