عندما قرأت الإحصائيات في المجتمعات الغربية في العالم الأول توجهات المشكلات الصحية من سمنة وأمراض قلب وضغط وسكر نظمت حملات عبر وسائل الإعلام والتعليم والنظام الصحي لمعالجة المشكلة. تحول المجتمع إلى بشر يرتدون ملابس الرياضة ويجرون في الشوارع ووضعت طرق مرصوفة خاصة للدراجات ورخصت الاندية الرياضية. وأصبحت برامج التلفاز مليئة بالإعلانات عن المنتجات الرياضية. وأصبحت البطولات الأولمبية حدثا مدويا ويعطى ساعات وساعات يومية من البث. حتى يظن المشاهد أن هذه الشعوب ليس لديها شيء تعمله إلا الرياضة. في ألمانيا وحدها أنشئت معاهد وسجل فقط في مجال جزئي وهو كرة القدم مليون لاعب رسمي من سن خمسة أعوام إلى ما شاء الله كمحترفين في الاندية. ملاعب على مد النظر. إنها حملات منظمة ومدروسة واستراتيجيات تنفذ بالحرف. اعتناء تام من محترفين وليس من غوغائيين لا يدركون العلوم ولا المهارات المطلوبة فقط المال. الذي يعتقد أن المال هو الحل لكل شيء فهو ليس جديرا بتحويل قطاعات متشابكة بحلول متكاملة. نكرر الحلول متكاملة ونستمر في الحديث عن تحويل المجتمع بحلول متكاملة لا حلول جزئية. ومصير الحلول الجزئية الفشل. الرياضة هي جزء من جزء من جزء. فمثلا الرياضة هي جزء من برامج لها ارتباط بالقطاع الترفيهي والتعليمي وتخطيط المدن والقرى من قطاع الشؤون البلدية والقروية والقطاع العسكري والجامعات والقطاع الصحي والقطاع الاجتماعي والتجاري بالتفاعل مع القطاع الخاص. كما أن تشريعات ومداولات مجلس الشورى واللجنة الاقتصادية التنموية لها علاقة مباشرة بوضع الخطة الوطنية الشاملة والتي منها ماذكر أعلاه ومنه الرياضة. فعلينا أن نبدأ من الصفر. إن توجهات المجتمع يجب أن يقود الأوركسترا قائد يؤمن بها ويكون شكلا وموضوعا مقنعا بما يقول. فلا يمكن أن أقبل من شخص تلفه السمنة ولا يمارس الرياضة ويدخن ولا يفهم في الاستراتيجية أن يكون من يقنعني بها. الموضوع بحاجة لاحتراف علمي وتكوين متخصص من علوم شتى. فلو قلت لشخص ما في بلد ما إن التزلج على الجليد مستحيل في الصحراء وجاء من أثبت العكس بتجربة حية في دبي هنا تفهم أن حدود التفكير مفتوحة وليس لها حدود. بينما حينما تحاصر بمن يقول لا رياضة للنساء وهو أقرب لحدود المنطق المعكوس لأن القصة بدأت بموضوع عذرية الفتيات وخطر الرياضة عليها ثم توسعت لحب هؤلاء للسمينات وحصر نشاطات المرأة ومن ثم توسعت لتشمل أفكار الشك المهووس بفساد المرأة وخروجها عن السيطرة، وطبعا لا ندري أين ينتهى هذا الريب. لكن الحل يكون بالإقناع والتفاهم وليس بالفرض. نحن لا نريد إلا الإصلاح وحماية المجتمع أولا من المرض وثانيا ما يمكن تحقيقه في المجتمع من حياة أفضل وتحقيق إنجازات وطنية عالمية من بطولات تسوق للمملكة العربية السعودية. الدول لها سمعة في العالم عندما تدخل نهائيات كأس العالم يشاهد فريقك أكثر من مليار مشاهد هذه سمعة طيبة للبلد. التغيير لمفاهيم عقيمة يمكن بالإقناع والتجربة والبعض لابد أن يشاهد بنفسه حتى يقتنع. كل حي لابد أن يوجد به نادٍ رياضي متكامل للنساء والرجال. وهذا لا يكفي بل مدرب في كل مجال متخصص وملاعب لكل نشاط. لا تقل لا نستطيع بل نستطيع إذا أردنا ذلك. للعلم عندما اقتنع المجتمع بفوائد الاتصالات أو الآي تي أنفقنا «٦٠» مليار ريال ومدى لعبها دورا محوريا في حياة الفرد. الرياضة تحتاج إلى نصف هذا المبلغ ومردودها أفضل وتخفض وتوفر الكثير من الإنفاق على القطاع الصحي. هل من مجيب؟..