وصل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى مدينة الحسكة في شمال شرقي سورية، أمس، وسط معلومات عن استخدامه ما لا يقل عن 12 انتحارياً فجّروا عرباتهم في مواقع للقوات الحكومية تمهيداً لتقدم عناصره نحو مركز المحافظة الذي يتقاسم السيطرة عليه النظام ووحدات الحماية الشعبية الكردية. وأثار تقدم «داعش» في الحسكة استياء الحكومة السورية التي سارعت وسائل إعلام قريبة منها إلى شن حملة على الأكراد متهمة إياهم بـ «التخاذل» وعدم المشاركة في صد الهجوم، علماً أنهم يقودون حالياً بدعم من طائرات التحالف هجوماً لإنهاء وجود تنظيم «الدولة» على شريط طويل من الحدود السورية - التركية بين محافظتي الحسكة والرقة، وهو ما أدى إلى موجة نزوح واسعة من السوريين العرب إلى الأراضي التركية (للمزيد). وبالتزامن مع ذلك، تواصلت الموجهات بين فصائل المعارضة المسلحة وبين تنظيم «داعش» في محافظتي حمص وحلب، في وقت تمكنت قوات النظام من السيطرة على عدد من القرى على الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وإدلب. في غضون ذلك، اجتمع أعضاء «الهيئة السياسية» في «الائتلاف الوطني السوري» مع المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وفريقه الخاص صباح أمس في إسطنبول. وأوضح «الائتلاف» في بيان أن الطرفين عرضا «عملية تطبيق بيان جنيف، وقدّم الائتلاف وجهة نظره في ما يخص تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة». ولفت البيان إلى أن أعضاء الهيئة السياسية قدّموا لدي ميستورا ووفده «لمحة عن رؤية الائتلاف المستقبلية لتطبيق بيان جنيف ووثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية في سورية المتوافق عليها مع عدد من الفصائل السياسية والعسكرية». ونقل البيان عن رئيس «الائتلاف» خالد خوجة دعوته دي ميستورا إلى «الضغط على نظام الأسد للعودة إلى طاولة المفاوضات بعد تعطيله عدداً من المبادرات الدولية حول إيجاد حل سياسي في سورية، كما رحّب بالتصريح الصحافي الصادر عن فريق المبعوث الدولي حول إدانة استخدام نظام الأسد البراميل المتفجرة في حلب». وأكد خوجة، وفق البيان، «أن أي مقاربة تستهدف تنظيم داعش الإرهابي وتستثني نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية الداعمة له هي مقاربة خاطئة وغير مجدية»، وشدد على «ضرورة إيجاد مناطق آمنة في سورية». وعلى صعيد معارك الحسكة، نقلت وكالة «رويترز» عن محمد زعال العلي محافظ الحسكة قوله للتلفزيون الحكومي السوري أن عناصر «داعش» فجّروا أكثر من 12 شاحنة محملة بالمتفجرات عند نقاط تفتيش تابعة للجيش السوري حول مدينة الحسكة. وعلى رغم هذه الهجمات تقول الحكومة أن جنود الجيش والقوات المتحالفة معهم تمكنوا من صد هجمات المقاتلين ونشر نقاط تفتيش جديدة في أنحاء المحافظة. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن «داعش» بات على بعد 500 متر فقط من المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة. وفي برشلونة (أ ف ب)، أعلن الأمين العام لمنظمة الشرطة الدولية (إنتربول) يورغن شتوك أن الإنتربول حددت هويات أكثر من أربعة آلاف مقاتل أجنبي انضموا إلى الجماعات الجهادية في مناطق النزاع، خصوصاً في العراق وسورية. وقال شتوك: «في أيلول - سبتمبر 2014 تحققت شرطة الإنتربول من هوية 900 مقاتل إرهابي أجنبي على الأقل. واليوم بعد أقل من سنة هناك أكثر من أربعة آلاف صورة (لأشخاص) متوافرة في قاعدة بياناتنا». وفي الإجمال انضم نحو 25 ألف مقاتل أجنبي من مئة بلد إلى صفوف الجماعات المسلحة مثل تنظيم «داعش» أو «القاعدة»، وفق تقرير للأمم المتحدة.