ما جرى في الشطر الشرقي من وطننا الحبيب من استهداف لبيوت الله، لا يدلُّ سوى على عبثية الفعل، وخبث المقصد من قِبَل قوى ساءها أن ترى هذه البلاد آمنةً مطمئنةً، وأن ينعم شعبها بترابط قوي، وملتف حول قيادته، فحاولت تلك القوى خلخلة اللُّحمة الوطنية عن طريق السعي لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية. فعلت ذلك من قبل.. ولم تنجح؛ لأن النسيج الاجتماعي كان أقوى من المؤامرات، كما لا يمكن لها أن تنجح في اختراق السياج الأمني الذي وقف سدًّا منيعًا أمام الكثير من محاولاتها العبثية، وأفشل الكثير من مخططاتها الإجرامية. الانتقائية في استهداف بيوت الله أثناء أداء الصلاة عمل شرير، وسلوك إجرامي، ندرك جيدًا مَن الذي يقف وراءه، ومَن هو المستفيد، وهي انتقائية لا يستطيع أي مراقب تجاهلها، وصفها الدكتور مصطفى الوهيب في مقال له بأنها بعيدة عن الدوافع العقائدية التي يطبّل حولها تنظيم داعش، بل إن الأوضح دوران المصلحة وراء كل تفجير يقوم به داعش باتّجاه مصالح إيران العُليا. وإذا ما كان صحيحًا ما قاله الدبلوماسي الإيراني المعارض «نرزاد فرهنكيان» خلال الندوة التي أقامها مركز الشرق والغرب الإستراتيجي في فرنسا مؤخرًا، بأن تلك التفجيرات التي جرت في المسجدين جاءت تنفيذًا لتوجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي، ضمن سلسلة عمليات إرهابية قادمة لإشغال المملكة بفتح أكثر من جبهة، وذلك عبر تنظيم القاعدة، وتنظيم داعش، فإن ذلك يؤكّد ما سبق وأن طرحناه بأن (داعش) هي ابتكار إيراني، وأكبر دليل على ذلك هو أن داعش لم تقم بتفجير أي مسجد شيعي في العراق، أو سوريا، بينما قامت بتفجير مسجد عمر بن الخطاب في الأنبار، وهو أحد المساجد الأثرية، إضافة إلى استهدافهم للسنّة قتلاً وتهجيرًا. استهداف المساجد الشيعية هو سلوك إيراني، الهدف منه تأجيج الفتنة الطائفية، فعلوها في العراق من قبل، عندما استهدفوا مقام الإمامين الهادي وحسن العسكري، وهما المسجدان الموجودان في منطقة سنيّة، ولم يتم الاعتداء عليهما من أكثر من ألف ومئتي عام، فقط حدث هذا بعد أن توغّل الإيرانيون في العراق. هكذا هي إيران لا تتورّع عن أي عمل بغية إحداث فتنة، مستخدمة الخطاب الطائفي للوصول إلى أهدافها، وتقوم على رعاية القاعدة وداعش، وتمدّهما بالمال والسلاح لتنفيذ مخططاتهما الإجرامية والتوسعية. «إن ربك لبالمرصاد». hnalharby@gmail.com