تباينت آراء الخريجين حول مدى الإفادة من "يوم المهنة" وحصولهم على وظائف تناسب مؤهلاتهم وخبراتهم، فمنهم من أكد على أنه استفاد وآخرون نفوا ذلك، مرجعين الأسباب إلى عدم وجود فرص وظيفية تستوعب الأعداد الكبيرة من الخريجين والخريجات في مختلف التخصصات، سواء على مستوى القطاع الحكومي أو الخاص. يُمثل فوائد حقيقية للطلاب والشركات والجامعات في التخصصات المطلوبة لسوق العمل ويُنظم يوم المهنة في آخر العام بعد حفل التخرج، ويستمر عدة أيام، حيث تدعى للمشاركة الجهات الراغبة من القطاعين الحكومي أو الخاص في توظيف الخريجين، بهدف عرض الفرص المتاحة والتعريف بأنشطتها والتعرف على الجامعة والتخصصات والبرامج المقدمة، حيث يُمثل فوائد حقيقية في توظيف أعداد من الخريجين في بعض التخصصات المطلوبة، إضافةً إلى توفير فرص تدريبية لمن هم على وشك التخرج كطلاب البرنامج التعاوني والتدريب الصيفي. استقطاب الخريجين وشدّد د. محمد علي فايع -وكيل جامعة نجران- على أهمية إقامة معرض يوم المهنة لتعريف الخريجين بالفرص الوظيفية من جانب، وتعريف مسؤولي التوظيف في القطاعين الحكومي والخاص بالخريجين وإمكاناتهم وتخصصاتهم، مشيراً إلى التنظيم الرائع لمعرض يوم المهنة في واشنطن، مبدياً أعجابه بهذا الجيل الرائع الذين يتسمون بالثقة في النفس وغزارة المعلومات، متوقعاً مساهمتهم -بمشيئة الله- في تطوير وطنهم، مضيفاً أن الجامعة تشارك وبشكل سنوي في هذا المعرض وتحرص على استقطاب خريجي وخريجات برنامج الابتعاث، مؤكداً على أن هناك عددا من هؤلاء الخريجين تم استقطابه وتوظيفه على وظائف معيد ومحاضر من خلال السنوات الماضية، وتقدم لهم في هذا المعرض أكثر من (500) خريج وخريجة، وسيتم إحالة ملفاتهم بعد العودة إلى الكليات المتخصصة للبت فيها، في الوقت الذي لدينا (400) مبتعث ومبتعثه في أمريكا وبريطانيا ودول أخرى. فرض وظيفية وقال د. أحمد بن محمد النعمي -المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية-: يُعد يوم المهنة من أهم الأيام للخريجين والخريجات لعدة أسباب أهمها بحث إمكانية الحصول على وظيفة، والتعرف على الفرص الوظيفية المتاحة، وكذلك التواصل مباشرة مع مسؤولي التوظيف والتحدث معهم، وهذا يكسب الطالب الثقة بالنفس، وخير مثال على ذلك تلك الأعداد المميزة من الخريجين والخريجات من أبناء الوطن الذين أنهوا تعليمهم في عدد من الجامعات الأمريكية بتفوق، مضيفاً أن جناح مدينة الملك فيصل الطبية لخدمة مناطق المملكة الجنوبية استقبل أعدادا كبيرة من الخريجين والخريجات في عدد من التخصصات الطبية المميزة الذين قدم عدد منهم أوراقه على العمل بالمدينة، فيما طلب عدد كبير منهم استشارات في عدد من الأمور، مبيناً أن المعرض حظي بحضور كبير لعدد من القطاعات المختلفة من القطاع الحكومي والخاص، التي عرضت أعدادا كبيرة من الفرص الوظيفية داخل المملكة، إلى جانب فرص مميزة للتوظيف والابتعاث لاستكمال الدراسة في أمريكا، مشيراً إلى أن فريق مدينة الملك فيصل الطبية بالمناطق الجنوبية عقد العديد من اللقاءات والاجتماعات على هامش المعرض مع مسؤولي الملحقية الثقافية بواشنطن وبعض مسؤولي الجامعات الأميركية لبحث فرص تدريبية وتعليمية جديدة يمكن الاستفادة منها مستقبلاً -بإذن الله-. خدمات مباشرة وأكد د. منصور المنصور -نائب المدير العام لدعم برامج التوظيف في صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)- على أهمية هذه المعارض لجميع الخريجين، مضيفاً أن الصندوق شارك لتقديم عدة خدمات مباشرة منها خدمة طالبي العمل كصندوق تنمية الموارد البشرية، مبيناً أن لديهم شركة تمكين وشركة تكامل وبرنامج دروب، وأيضاً رأس المال البشري في وزارة العمل، مشيراً إلى أنهم يقدمون توظيفا الكترونيا افتراضيا يشارك فيه أكثر من (70) شركة وطرحت وظائفها للخريجين، وحصروا أكثر من (3600) وظيفة لتقديمها للخريجين والخريجات، والرواتب تتراوح فيها من (6000) ريال إلى (7000) ريال، ذاكراً أنهم يُطلعون الخريجين على الوظائف المتاحة وعلى العديد من البرامج المدعومة مادياً، حتى يعرفوا المتاح لهم من وظائف عندما يعودون إلى المملكة -بمشيئة الله-، موضحاً أن لديهم أكثر من (140) منفذ خدمة ما بين مركز توظيف ومركز طاقات ومكاتب توظيف منتشرة في جميع أنحاء المملكة، وجميعها تقدم خدماتها للباحثين عن عمل. قاعدة بيانات وتحدث د. ناصر سعد القحطاني -عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز بالخرج- قائلاً: إن هذا المعرض ناجح على مختلف المقاييس، ونشكر الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا على هذا التنظيم الرائع والجهد الكبير، والذي سيجني ثماره أبناؤنا الخريجون، مضيفاً أن الجامعة تبحث عن الخريجين المتميزين وسيتم توظيفهم بعد إجراء المفاضلات، مبيناً أنهم يحتاجون العنصر النسائي وفي جميع التخصصات، ولديهم قاعدة بيانات للخريجين، ذاكراً أنهم يعملون طريقة أخرى عن طريق البريد الالكتروني مزوداً بنموذج يتم تعبئته من قبل الخريجين وارساله للأقسام لدراستها، لافتاً إلى أنه يتبع لكلية إدارة الأعمال (30) معيدا مبتعثا وأربعة يدرسون "الدكتوراه" ، و(17) يدرسون "ماجستير" في أمريكا وبريطانيا وكندا. استعداد وتنويع وأوضحت د. موضي بنت عبدالله الخلف -مساعد الملحق للشؤون الثقافية والاجتماعية- أن زيادة الخريجين واكبتها استعدادات وتنويع في برنامج الاحتفال بهذه المناسبة، التي نعتبرها قطف ثمار لمشروع تنمية الوطن، مضيفة أن الملحقية مددت فترة التقديم لضمان مشاركة أكبر عدد من الخريجين والخريجات، مع ضمان تقديم أفضل التسهيلات، مبينةً أن معرض التوظيف يمدد للمرة الأولى إلى أربعة أيام نزولاً عند رغبة الطلبة والطالبات، مع التشديد على أن الجهات التي سوف تحضر سوف تكشف للجهة المنظمة عدد الوظائف المتاحة والاختصاصات، ومتابعة عدد الوظائف التي شغلها المبتعثون بعد نهاية المناسبة، مشيرةً إلى إطلاق موقع الكتروني يمكّن الخريجين الذين لم يستطيعوا الحضور، والذين حضروا أيضاً وخريجي الدفعات الماضية، لوضع سيرهم الذاتية لتقديهما إلى المؤسسات الحكومية والشركات التي ترغب في توظيفهم، وذلك بمتابعة ورصد من الملحقية، للتأكد من جدية الجهات الراغبة في توظيف الخريجيين، ذاكرةً أن الحدث التاريخي شهد ورش عمل تدور حول كيفية إطلاق المشروعات الصغيرة، والمبادرة، والابتكار، ومهارات المقابلة الشخصية، إلى جانب العودة إلى الوطن والتأقلم مع ظروف الحياة العملية والاجتماعية بعد فترة الدراسة. قطاع مصرفي وأكد خالد المالكي -نائب رئيس أول مدير إدارة المواهب في الموارد البشرية في بنك الرياض- على حرص بنك الرياض على المشاركة في معارض التوظيف ويوم المهنة سواء داخل المملكة أو خارجها، مضيفاً أن مجلس إدارة البنك حريص ولديه توجه على توطين الوظائف بخريجين مؤهلين، مبيناً أن بنك الرياض دائماً متواجد في مثل هذه المعارض للمساهمة في توطين الوظائف بخريجين سعوديين مؤهلين، مشيراً إلى الاقبال الشديد الذي شهده جناح البنك في المعرض من قبل الخريجين، خاصةً من حملة الشهادات المالية والتخصصات التي لها علاقة بالبنوك، مؤكداً على أنه تم استقبال أكثر من (500) سيرة ذاتية في حين تم توظيف (27) خريجا وخريجة توظيفا مباشرا من المعرض، ذاكراً أن معدل دوران العمالة هذه الأيام مستمر وهناك من ينقل وآخر يستقيل ويحتاجون أن يكون لديهم قاعدة بيانات للعودة لها في حالة وجود وظائف شاغرة، لافتاً إلى أن لديهم الآن (150) وظيفة شاغرة في الإدارة العامة، إضافةً إلى عدد كبير من الوظائف في فروع البنك المنتشرة في جميع مناطق المملكة، موضحاً أن البنك لديه برنامج تدريبي لمدة عام للخريجين الجدد، حيث تم التعاقد مع جامعة اليمامة على أن يستلموا مكافأة وبعد ذلك يتم توظيفهم. طموح وأمل وقال نواف ابراهيم الدغيثر -ماجستير في إدارة الجودة من جامعة ولاية انديانا- : إن المعرض ممتاز، لكنني لاحظت أن الطلبات على الخريجين الجدد وليس هناك طلبات على الخريجين القدامى، مضيفاً أن لديه خبرة سبعة أعوام في مجال التسويق، ورغم ذلك قدم أوراقه وأدخل بياناته لأكثر من جهة، طامحاً في قبوله لخدمة وطنه الذي قدم له الشيء الكثير ويتطلع لرد ولو شيء القليل له. وبين أحمد عبدالله المجلي -خريج- أنه استفاد كثيراً من هذا المعرض وهذا التجمع الكبير والذي تعرف من خلاله على عدد كبير من المسؤولين في قطاع التوظيف، مضيفاً أنه عرض ما لديه من مهارات وكسب الخبرة من الآخرين، شاكراً المسؤولين في الملحقية على التكفل بالتذاكر والسكن حيث إنه يبعد سبع ساعات طيران عن مكان المعرض. وأشار همام هلال السليماني -خريج- إلى أنه عندما يدخل الخريج على موقع الشركة بإمكانه التواصل مع المسؤولين بشكل مباشر، متأسفاً على أنه لم يجد قبولاً من الشركات الكبرى مثل "أرامكو" و"سابك" والتي كان يحلم بها، لأنها تناسب تخصصه. ننتظر التخرج وأكد عبدالعزيز فؤاد القصيبي على أنه سيتخرج بعد خمسة أشهر، وهناك شركات قبلت معلوماتهم ريثما يتخرجون، متمنياً أن يكون المعرض في بداية العام، نظراً لتخرج أكثر من (7000) طالب، وبذلك سيخدم المعرض شريحة كبيرة. وشدّد د. عبدالرحمن بن محمد السبيهين على أهمية مثل هذه المعارض، مضيفاً أنه ابتعث لدرجة "الماجستير" في العلاج الطبيعي في جامعة "بيتسبرغ" ، ومن ثم واصل الدراسة لدرجة "الدكتوراه" في جامعة "لوماليندا"، ونظرا لتميزه الاكاديمي تم تعيينه في جامعة الملك سعود من خلال برنامج استقطاب الطلبة المتميزين، مبيناً أن لديه العديد من الأنشطة التطوعية، منها إنشاء معلومات تفصيلية عن العلاج الطبيعي في الموقع الالكتروني للملحقية الثقافية بالولايات المتحدة، كما أنه أسّس النادي السعودي في جامعة "لوماليندا"، وذلك لمساعدة الطلاب للتعرف على المدينة والجامعة، حيث ألّف كتابا تعريفيا شاملا لما يجب التنبيه عليه قبل الحضور إلى الولايات المتحدة وما يجب فعله بعد الوصول، إضافةً إلى أسماء العناوين للمجمعات السكنية والمدارس والأماكن السياحية في المنطقة. تفاعل كبير وأوضح فيصل بن عبدالوهاب المشيقح -خريج- أنه تم توفير عدد كبير من الشركات تحت سقف واحد، وكذلك توفير الوقت والجهد في البحث عن الشركات التي تناسب تخصصاتهم، مؤكداً على أنهم وجدوا تفاعلاً كبيراً من الشركات، وهناك رغبة بالتوظيف. وقال نهار العنزي -ماجستير هندسة كهربائية-: إن المعرض ضم هذه المجموعة الكبيرة من القطاعين الحكومي والخاص تحت سقف واحد، مضيفاً أن برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي رافد مهم لدعم الجامعات السعودية والقطاعين الخاص والعام بالكفاءات المتميزة من أبناء الوطن، ويساهم في تنمية الموارد البشرية، وإعدادها وتأهيلها بشكل فاعل، لتصبح منافساً عالمياً في سوق العمل، ومجالات البحث العلمي، مبيناً أنه اشتمل يوم المهنة على مقابلات شخصية، وتقديماً على الوظائف المتاحة في البنوك والشركات والجامعات الحكومية والأهلية، ويشهد إقبالاً كبيراً كل عام.