أجلت محكمة مصرية، السبت، أولى جلسات محاكمة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه في قضية قصور الرئاسة إلى جلسة 29 أبريل الجاري. وقررت محكمة جنايات القاهرة التأجيل لاستكمال مرافعة النيابة العامة. وبدأت المحكمة صباح أمس، أولى جلسات إعادة محاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال في القضية، بعد قبول محكمة النقض، في يناير الماضي، الطعن على الأحكام الصادرة بالسجن ضدهم في هذه القضية. وعاقبت محكمة جنايات القاهرة، مبارك، في مايو الماضي، بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات، كما عاقبت نجليه علاء وجمال بالسجن المشدد لمدة أربع سنوات لكل منهما، وألزمتهم جميعاً برد مبلغ 21 مليوناً و197 ألف جنيه، وتغريمهم متضامنين 125 مليوناً و779 ألف جنيه. وكانت النيابة وجهت لمبارك تهمة الاستيلاء وتسهيل الاستيلاء على 125 مليوناً و779 ألف جنيه من أموال الدولة المخصصة لمراكز الاتصالات في رئاسة الجمهورية في الفترة من 2002 إلى 2011، كما وجهت لابنيه علاء وجمال تهمة الاشتراك في التهم الموجهة لوالدهما بطريق الاتفاق والمساعدة. وأخلى القضاء المصري سبيل مبارك ونجليه بعد حصولهم على البراءة في القضايا الأخرى التي كانوا يحاكمون فيها، ويحاكمون في قضية قصور الرئاسة من خارج السجن. محاكمات من جهة أخرى، أحال النائب العام المصري السبت 48 شخصاً للمحاكمة الجنائية بتهم قيادة جماعة إرهابية والقتل العمد في أحداث عنف في القاهرة، شهدت مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم الصحافية ميادة أشرف في مارس 2014. وقتلت الصحافية ميادة أشرف (23 عاماً) برصاصة في الرأس في 28 مارس من العام الفائت في أثناء تغطيتها لأحداث العنف بين المتظاهرين المناصرين للرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي والشرطة في حي عين شمس، شرق القاهرة. وقال بيان للنيابة المصرية، إن النائب العام هشام بركات أمر بإحالة 48 متهماً من لجان العمليات النوعية لجماعة الإخوان الإرهابية في القضية المعروفة إعلامياً بأحداث عين شمس، وأسفرت عن مقتل الصحافية ميادة أشرف، والطفل شريف عبد الرؤوف، والمواطنة ماري جورج. وأشارت النيابة إلى أن 35 شخصاً سيقدمون للمحاكمة، وهم محبوسون احتياطياً، فيما لا يزال 13 آخرين هاربين. ولم يحدد بعد موعدا لبدء المحاكمة. ووجهت النيابة للمتهمين اتهامات بقيادة جماعة إرهابية وحيازة أسلحة والتجمهر والقتل العمد والشروع فيه والإتلاف العمدي للممتلكات تنفيذا لغرض إرهابي بالإضافة إلى الانضمام لـجناح عسكري للجماعة الإرهابية بغرض استهداف الإعلاميين لمنعهم من كشف جرائمهم. بالتوازي، أرجأت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار معتز خفاجي، ثاني جلسات محاكمة 20 متهمًا بالقضية المعروفة إعلامياً بـ «أجناد مصر»، لـ 19 أبريل، وأمرت بحظر النشر بالقضية. ووجهت النيابة العامة للمتهمين تهم ارتكاب جرائم قتل ثلاثة ضباط، وثلاثة من أفراد الشرطة، وأحد المواطنين، وتخريب الممتلكات العامة، وحيازة المفرقعات. معركة الثأر أمنيًا ومن سيناء، لا يزال الجيش المصري ينتهج ما أسمته مصادر عسكرية «معركة الثأر» للانتقام من العناصر الإرهابية، التي شنت هجومًا إرهابيًا على 5 كمائن بالعريش، فجر الخميس الفائت، أسفرت عن مقتل 11 مجندًا وإصابة مثلهم، فيما تبنى تنظيم أنصار بيت المقدس العمليات، وتوعد بتنفيذ المزيد منها. وتشهد سيناء حالة من الاستنفار الأمني، إذ شنت قوات الجيش حملات موسعة، برية بالمدرعات، وجوية بطائرات الأباتشي، بمناطق شمال سيناء، والتي تأتي بالتزامن مع استمرار فرض حظر التجوال فيها، أسفرت عن مقتل 40 تكفيرياً معظمهم ينتمي إلى جماعة أنصار بيت المقدس، فيما أُصيب العشرات. انفجاران بإمبابة وفي العاصمة المصرية القاهرة، هزّ انفجاران متتابعان، وقعا في ساعة مبكرة السبت، منطقة إمبابة في الجيزة، دون أن يسفرا عن وقوع إصابات، واستهدف التفجيران سيارات الترحيلات الخاصة بمحكمة تاج الدول، إلا أنه فشل في تحقيق هدفه، وأدى لتهشم واجهة مدرسة فقط. الانتخابات فيما يخص انتخابات مجلس النواب، ومساعي الحكومة لسرعة إجراء المارثون البرلمان في أقرب وقت، تنفيذًا لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، يعقد بعد غد الثلاثاء، رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم الاجتماع الثاني من جلسات الحوار المجتمعي بمقر مجلس النواب، مع القوى السياسية والأحزاب، بشأن التوافق على تعديلات قوانين الانتخابات، والاستماع إلى رؤيتهم حول قانون تقسيم الدوائر وما يرتبط به من نصوص في قانون مجلس النواب وصولاً إلى أفضل صيغة تتوافق مع أحكام الدستور. ووفق وزير العدالة الانتقالية وشؤون مجلس النواب المستشار إبراهيم الهنيدي، فإن رئيس الوزراء يهدف إلى لقاء رؤساء 75 حزباً، للوصول إلى صيغة توافقية ترضي جميع القوى على الساحة السياسية. وكان «محلب» قد عقد الخميس الفائت، الجلسة الأولى من الحوار، والتقى بحوالي 15 حزبًا سياسيًا، إلا أن أحزاباً أخرى أعربت عن غضبها من عدم دعوتها للجلسة، فيما اعتبرت قوى أخرى أن الحوار «تحصيل حاصل»، بينما امتنعت أحزاب عن الحضور، فيما تأتي الجلسة الثانية، لإزالة المشاكل العالقة. 6 إبريل على صعيد آخر، وفيما يوافق غدًا الإثنين، ذكرى تأسيس حركة شباب 6 أبريل، التي تأسست في 2008، إبان حكم حسني مبارك، كحركة معارضة، كشفت مصادر قريبة الصلة من جماعة الإخوان، أن قيادات الجماعة بدأوا منذ أيام بالتنسيق والتواصل مع أعضاء «6 إبريل» وبعض الحركات الشبابية المعارضة مثل الاشتراكيين الثوريين، للإعداد لتلك الفعاليات بهدف عرقلة الشارع المصري، وإشاعة الفوضى، كنوع من الانتقام بسبب فشل كل فعالياتهم منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي. وتوقع مراقبون فشل تلك الفعاليات مثل سابقتها خاصة أن الجماعة أصبحت واهنة وغير قادرة على الحشد، ناهينا عن الخطط الأمنية المُحكمة التي تتبعها وزارة الداخلية، والتي قصمت فقار عظم الإخوان الذين اعتادوا على العنف الفترة الماضية، كما أن الشباب قد أدرك الحقائق ولن ينصاع لتلك الدعوات، لأنها أصبحت لا تُجدي على الإطلاق. من جانبه، رأى الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي الدكتور أحمد بان، أن الإخوان وأذرعها السياسية يحاولون استغلال أي ذكرى، في محاولة منهم لتحويلها إلى ثورة، بهدف نشر الفوضى وزعزعة استقرار البلاد، إلا أن كل ذلك مصيرة الفشل.