يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظة الله - نهائي الكأس الغالي الذي يحمل اسمه في ليلة خالدة تجمع القائد بأبنائه الرياضيين في عرس كروي وتكريم موسمي يشهده التحفة المعمارية ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله الذي سيكتظ بالجماهير للتشرف بلقاء القائد والاستمتاع بمشاهدة ملحمة كروية يؤمل ان تكون في ابهى صورها الفنية والمثالية بين قطبي الكرة السعودية الهلال والنصر او النصر والهلال اللذين حظيا بالوصول إلى هذا النهائي والتشرف بالسلام على "سلمان الحزم" في لحظات سعادة وشرف كبير لايعادله شرف. كأس الملك بين هلال لا يقبل الانكسار ونصر لا يرضى الهزيمة الفريقان تأهلا بعد مشوار طويل وماراثون تخطيا خلاله اكثر من فريق وإن كانت مهمة الهلال أصعب في الدور قبل النهائي عندما لعب مواجهة "كلاسيكو" وسط جماهيره وأقصى الاتحاد بنتيجة 4-1، فيما بدأ مشوار النصر اسهل بكثير ولم يواجه فريقا يعادله الكفة فنيا وهو الذي لتوه توج بطلاً للدوري وحتى الدور ماقبل النهائي امام التعاون تجاوزه بأقل مجهود، ووضح أن النصر الذي بدأت عليه عوامل الاستنزاف اللياقي والبدني اضطر للاحتفاظ بمخزونه وهو ينتظر ويدرك قوة الذي سيتأهل لملاقاته وهو مايجعل للمباراة طعماً ومذاقاً آخر. احاديث النقاد والمتخصصين سواء من المدربين او الاعلاميين لم تنقطع منذ الاعلان عن تأهل الفريقين للنهائي ومن الصعب تحديد الافضل والاقرب للكسب والفرص بينهما متساوية وكل التحليلات والاجتهادات التي على الورق اوعبر لاقط الصوت تنتهي مع إطلاق صافرة حكم اللقاء وحتى النقص في الفريقين متقارب جدا وإن كان الهلال اكثر تأثيراً بغياب قائده وهدافه ياسر القحطاني وتضاعف الجرح الأزرق بغياب المهاجم سالم الدوسري الموقوف محلياً بجانب عطب ورقة الفريق الاجنبية المتمثلة بالمهاجم اليوناني ساماراس والهلال وإن امتلك نجومه امكانات فنية كبيرة الا ان لديه مشكلة في مركز المحور الذي يتواجد فيه وحيدًا سعود كريري ما يضطر مدرب الفريق لاشراك سلمان الفرج الذي يجتهد في ادائه لكن يعيبه الاحتفاظ بالكرة وجعل ارتدادها خطراً على مرمى فريقه حراسة الهلال مطمئنة بتواجد المتألق خالد شراحيلي ودفاعه صلب بتواجد الكوري الجنوبي كواك والبرازيلي ديجاو في العمق وياسر الشهراني ومحمد الجحفلي في الجهة اليمنى وعبدالله الزوري في الجهة اليسرى وصناعة اللعب فيه جيدة متى ما ظهر لاعب الوسط البرازيلي نيفيز بمستواه وابتعد عن الرقابة واللعب الفردي وخط هجومه خطر سواء بتواجد ناصر الشمراني او السالم مع نواف العابد ومتى ما ادرك اللاعبين درس مواجهة النصر الاخيرة في الدوري فسيكون لهم حضور مختلف خصوصاً والنصر وإن فاز بجدارة الا انه لم يكن افضل فنياً وإنما أهدأ بكثير وبعيدا عن العصبية والنرفزة التي افقدت نجوم الهلال التركيز وطرد ثلاثة من عناصره. الإعداد النفسي المثالي الطريق إلى الفوز.. والروح العالية مطلب الجميع النصر بطل الدوري يطمح نجومه بضمه للكأس والفوز بها للمرة الاولى بعد ان سبق لهم خسارتها امام الأهلي في جدة لكن الفارق في ان الملعب يختلف والنصر الذي توج بطلاً للدوري يمتلك مخزونا كبيرا من النجوم وبدلاء على مستوى عالٍ يساهمون في تغيير نتائج الفريق للافضل واذا كان الهلال عانى من شح في مركز المحور فالنصر على العكس تماماً، فحتى وافضل محور محلي ابراهيم غالب يغيب عنه بداعي الاصابة وايضاً شايع شراحيلي يعود قسرًا لملء خانة الموقوف خالد الغامدي لايعاني النصر فلديه عوض خميس وعبدالعزيز الجبرين وأحمد عباس الذين سيملأون الوسط ويجعلون خطة داسيلفا تستمر بالاعتماد على اغلاق المنطقة تماما والهجوم المرتد لعل وعسى أن يستمر الحظ مبتسماً لمحمد السهلاوي الذي يهز الشباك الزرقاء في كل إحواله السيئة والجيدة. دفاع النصر صلب ويبرز فيه القائد حسين عبدالغني صاحب الجهد والعرضيات المرسومة بالمسطرة والخطرة ولديه في صناعة اللعب البولندي العبقري ادريان صاحب اللمسات السحرية والتمريرات الخطيرة وهناك فابيان وحسن الراهب وكلاهما خطر سواء شاركا منذ البداية او كبديلين ناجحين وحراسة النصر مطمئنة جدا بوجود عبدالله العنزي المتوقع مشاركته وتبدو أقل اطمئناناً بكثير في حال استمرار غيابة ومشاركة حسين شيعان. * كل الاماني ان يقدم الفريقان لقاءاً كروياً ممتعاً يليق بأهمية المباراة ومكانة راعيها وأن تحرص ادارتا الفريقين على الابتعاد عن شحن اللاعبين نفسياً وتوجه رسالة للمحليين والاجانب بضرورة الاداء بمثالية والبعد عن أي تصرف يشوه اللقاء ويخرجه عن مساره الطبيعي وعلى الجماهير ان تشجع بروح رياضية وتحرص على ان تكون ردة فعلها سواء تجاه الفوز اوالخسارة مثالية وألا تلتزم بالمبادىء والأخلاق والحرص على أمن الوطن ومنشآته.