×
محافظة المنطقة الشرقية

الطيران العراقي يستهدف قيادات «داعش» في الأنبار

صورة الخبر

أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن ما حدث في بلدة القديح ومسجد العنود مرفوض بجميع المقاييس، مبينا أن ما قام به المجرمون يعد جريمة نكراء ومحرمة حرمة مضاعفة؛ لكونها وقعت في بيت من بيوت الله واستهدفت المصلين. وبين في حوار مع عكاظ أن داعش تبنت دور تشويه صورة الإسلام والشريعة حتى لا ينتشر الإسلام في العالم، وأن من أهدافها تشويه صورة الإسلام وأن يكون مثالا سيئا دائما، مفندا بعض النقاط التي تدور حول أفكار الجماعة وغيرها من الحركات المتطرفة.. فإلى التفاصيل: * تعليقكم حول ما حدث مؤخرا في القديح ومسجد العنود؟ * * هذه الأعمال مرفوضة ومنكرة بجميع المقاييس، فدين الإسلام لا يقر هذا في أي مذهب من مذاهبه، ولا في أي قول من أقوال علماء أو فقهاء جميع المذاهب الإسلامية؛ بل إجماع العلماء على ما دلت عليه الشريعة ودلائل الكتاب والسنة أن هذا الفعل فعل محرم، وفوق الحرمة هو كبيرة وجريمة وأيضا محرم مضاعف كونه في بيت من بيوت الله تعالى. وهذا نقرره بإدانة هذه الجريمة النكراء، والتفجع الكبير أن يكون هذا التفجير موجها للمصلين الذين قدموا للمسجد لصلاة الجمعة وأن يكون بتفجير المسجد عليهم وهو ما نتج عنه وفاة أكثر من عشرين مصليا، وعشرات من المصابين والجرحى. وبهذه المناسبة نتوجه بالعزاء إلى أهليهم وذويهم ونقول للجميع: إننا يد واحدة مع ولاة أمورنا في مواجهة كل ما يستهدف البلاد، ويد واحدة أيضا ضد المجرمين الذين يستهدفون أي فرد من أفراد هذه الأمة، وسنكون لهم بالمرصاد، وسيلقى كل مجرم عقابه وسيكون المجتمع بعلمائه، ومفكريه وإعلامييه وذوي الرأي فيه، والمؤثرين، والمحللين، وأساتذة الجامعات وكل من له تأثير، سوف يكونون يدا واحدة لرد الإجرام على أهله، وأخذ الحق لأهله، كما قال جل وعلا (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا)، فالذي قتل مظلوما في الشرع له الحق، وولي الأمر والدولة ــ رعاها الله ــ قامت في ذلك بما يجب وستلاحق هؤلاء المجرمين عاجلا وسيلقون جزاءهم هم ومن كان خلفهم، ومن دعمهم أو ساعدهم أو تعاطف معهم. الإسلاموفوبيا * تنظيم داعش الإرهابي أعلن تبنيه لهاتين العمليتين، هل كشف التنظيم عن وجهه الحقيقي بهذه الجريمة النكراء؟ * * هاتان العمليتان تبناهما داعش، وداعش كما هو معروف ومنتشر حركة صنعتها الاستخبارات لأهداف كثيرة ومتنوعة منها فيما أحسب: فأولا تشويه صورة الإسلام، وتشويه صورة الشريعة الإسلامية حتى لا ينتشر الإسلام في العالم، واليوم أصاب العالم ذعر وخوف من الإسلام، وهو ما يسمى في الغرب الإسلاموفوبيا يعني الخوف من الإسلام، ولم تعد كلمة الخوف من الإسلام مجرد خوف فعلي وإنما بعد أن كان خوفا فعليا صار الآن اسما على المسلمين، وهذا من أهداف إيجاد هذه الحركة أن تشوه الإسلام حتى لا ينتشر، ويكون مثالا سيئا دائما. ومن أهداف نشوء هذه الحركة ودعمها من قبل جهات استخباراتية معاديه لحقيقة الإسلام أيضا تفتيت بلاد المسلمين، فنجدهم اليوم انتشروا في طول الوطن العربي بخصوصه من الخليج إلى المحيط وبدأت تتكون هذه الجماعات أيضا في عدد من من الدول الإسلامية غير العربية في أفريقيا، وآسيا وهذه الجماعة تهدف إلى تهيئة تقسيم بلاد المسلمين بأن تكون الدول جاهزة للتقسيم بعد أن تنهك بالحروب والدمار، وكما ترون الآن العراق، وسوريا، وليبيا كيف هو وضعها؛ وهو ما يريدونه للبلدان الأخرى، وكذلك المملكة لا أستبعد أن يكون هدف هذه الفئات بأفعالها المشينة وإثارة الفتن، والقلاقل والانتقامات المتنوعة في المملكة حتى يكون تهيئة للفتن المفضية للخراب والدمار وتهيئ لأمور لن تحصل ــ بإذن الله تعالى ــ لأن دولتنا قوية مستمسكة بالكتاب والسنة، والناس ولله الحمد -رعايا هذه الدولة- ومن يعيشون فيها يعون هذه المسألة، فـداعش وسيلة لتهيئة الدول للتفتيت، بل هناك أكثر من ذلك، وهو تفتيتها بتغيير البنية السكانية بتغيير نسب الديانات، والمذاهب والأعراق ونحوه بالتهجير والقتل وهو ما يسمونه التغيير الديموغرافي على الأرض، ولا يبعد عنا أن أفعال داعش تصب في مصلحة أعداء أمتنا العربية أولا، والإسلامية ثانيا، فالأمة العربية -أعني دولها- استهدفت أولا بإضعافها وإنهاء جيوشها شيئا فشيئا بالنزاعات الداخلية وهذا لمصلحة إسرائيل، ودول أخرى في المنطقة أيضا ولمصلحة قوى عالمية لكي تصبح الدول العربية دولا بدون تنمية، ولا جيوش ولا ولاء، وهو ما يهيئ أن يفعل بهم ما تريده القوى الأخرى وهذا ظاهر في نتاج أفعال داعش. * هل هناك مفارقة بين داعش والخوارج في العصور الأولى؟ * * داعش فاقت بمبادئها وأفعالها الخوارج الأولين، فالخوارج الأولون الذين خرجوا في زمن عثمان بن عفان ــ رضي الله عنه ــ الخليفة الراشد الثالث الذي شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وأجمع المسلمون في وقته على أن يكون خليفة له، ظهروا في وقت كل الذي فيه هم خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالخوارج خرجوا ولم يكن ثمة كتب لعلماء ولم يكن ثمة أقوال لعلماء يستندون إليها ولا مذاهب أو اتجاهات، وفيه خيرة الصحابة من العشرة المبشرين بالجنة أو أكثرهم، وأهل بدر، والمهاجرون والأنصار وخرجت الخوارج من بين أولئك الخيرة من الناس وهو ما يدعو إلى التأمل في أن ظهور الجماعات المنحرفة لا يجوز أن يعزى إلى استناد إلى مذهب أو إلى فئة أو عالم، كما يقول بعضهم: إن هؤلاء يذهبون إلى المذهب الفلاني أو استندوا إلى كذا، أو استندوا لابن تيمية، أو إلى العالم الفلاني؛ هذا كله التماس للأعذار وخلاف للواقع؛ لأن الواقع في سيرة الخوارج هو أنهم لديهم رأي هدف، واتجاه أولا، ثم يذهبون يبحثون عن الأدلة التي يزعمون أنها تدل على ما يذهبون إليه، فهم حددوا الرأي والهدف، ثم بحثوا عن الأدلة من القرآن في وقت عثمان ــ رضي الله عنه ــ واستدلوا ليبرروا جرمهم بقتل عثمان ــ رضي الله عنه ــ وكان استدلالهم على فعلهم بالقرآن إذ لم يكن عندهم أقوال علماء، فهل يجوز لأحد أن يقول إن الخوارج خرجوا بسبب القرآن؟ لا يمكن أن يقول ذلك أحد، ولا قاله أحد، وهل يجوز لأحد أن يقول إن الخوارج خرجوا بسبب الصحابة إذ تتلمذوا عليهم فكان مشايخهم الصحابة فلأجل أن الصحابة عندهم فهم خاطئ في الإسلام خرجت الخوارج؟ هذا لم يقل به أحد، ولذلك فالانحرافات العقدية التي تكون في الأمة الكبيرة هي انحرافات في قلوب أصحابها وعقولهم، فهم أتوا بآراء من قبل أنفسهم ولم يستسلموا للدين ثم بحثوا فيه عن ما يساعدهم لتبرير انحرافهم ولهذا قال الله ــ جل وعلا ــ في أول سورة آل عمران (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ...) فالآية تشخص لنا حال أهل الأهواء كالخوارج وداعش (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه) فالله ــ جل وعلا ــ جعل في القرآن آيات واضحات لكل أحد يقرأ العربية، وآيات متشابهات غير واضحة ليرجع فيها لأهل العلم ليوضحوها بتفسيرها. * وماذا عن تفسيراتهم.؟ * * ذهب الخوارج للمتشابه وفسروه من قبل أنفسهم (ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)، تأويله يعني الذهاب في تفسيره إلى غير التفسير الصحيح، فإذن هي موجودة في النفوس، الفتنة موجودة في نفوسهم قال تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون...)، فما جاء ضلالهم بسبب وجود الآيات وإنما لزيغ موجود في أنفسهم ثم ذهبوا يبحثون عما يستدلون به لذلك الزيغ وهو ما حصل في كل الفرق الضالة التي نشأت في التاريخ الإسلامي، فكل فرقة منهم يتبنون آراء في نقاشات ثم يبحثون عن ما يساعدهم من الأدلة. وبعد وجاءت السنة بعد القرآن، وكان فيها أيضا ما هو واضح يفهمه كل أحد، وفيها شيء يحتاج إلى بيان وتفسير من أهل العلم، ولكن أهل الأهواء إنما يفسرونه أيضا على ما أرادوا. سئل على أبن ابي طالب ــ رضي الله عنه وأرضاه ــ من أين أوتي الخوارج؟، يعني كيف ضلوا وهم بين الصحابة؟ قال: من العجمة أتوا، يعني أن عدم معرفتهم باللسان العربي هو الذي جعلهم يؤولون هذه التأويلات، ويذهبون هذه المذاهب، وهذا نراه عبر القرون إلى وقتنا الحاضر. تجنيد الأطفال شر كبير الوزير نبه من خلال اللقاء, العلماء، والخطباء، والدعاة وأئمة المساجد وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وجميع من يتولون المناشط الدعوية في المملكة عبر ملتقيات أو مخيمات ومحاضرات، ومكاتب الدعوة، وتوعية الجاليات، وكل من له عمل خيري ويجمع أموالا خيرية، ويعطيها المستحقين، نبه هؤلاء جميعا، بل المجتمع كله أن يواجهوا تجنيد الشباب، وتجنيد الأطفال مواجهة حاسمة، كما لفت إلى أن وجود هؤلاء الأطفال ما بين 15 سنة إلى 21 سنة يعد ظاهرة فاقت ما قبلها فكيف يقدم أصحاب هذا السن الصغير على تقبل تخطيط من خططوا له وعلى التنفيذ، لا شك أن هذا شيء يجب مواجهته. ونحن في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عبر من أسمينا من العلماء والخطباء والدعاة والمراكز وجمعيات تحفيظ القرآن والدعوة والملتقيات سنواجه هذا الأمر بما يجب في المستقبل، كما واجهناه في الماضي ولكن الآن يجب أن يضاعف الجهد وأن يكثف لأن تجنيد الأطفال هذه بداية شر كبير وهؤلاء فعلوا شيئا لم يفعله عتاة المجرمين. المجرمون معادون للوطن كله صالح آل الشيخ قال إن الحادثة يراد منها تفتيت المجتمع السعودي، وأن يكون هناك رد فعل ضد المساجد وليعلم المواطنون في القديح، وليعلم الجميع أن كافة المواطنين في المملكة لا يقرون هذا العمل، وحديث القيادة الرشيدة واضح في هذا الشأن فلا يمكن أن يتجاوز بهذه الحادثة عن حدها، والمجرمون الذين فعلوها معادون للوطن كله، هم قتلوا جنودا وهم يؤدون دورهم وقتلوا ناسا وقبل ذلك فجروا مبنى المرور وقتلوا البنات والأطفال في الرياض في مجمعات سكنية، وهم يريدون من هذه الحادثة أن يكون هناك رد فعل مضاد وهذا لا يمكن لأهل الدين، والعقل والمعرفة أن يجروا الوطن إلى فعل، ورد فعل لأن هذا ظلم وعدوان كما قال الله ــ جل وعلا ــ (ولا تزر وازرة وزر أخرى).