أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة احترام أحكام القضاء المصري. وقال في مؤتمر صحافي في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل:«بالنسبة لأحكام الإعدام... الديموقراطية تقول إننا نحترم وجهة نظركم وأنتم تحترمون وجهة نظرنا... وأقول إننا نحترم القضاء المصري ولا نستطيع وفقا للقانون أن نعقب على الأحكام... لكن يمكن أن نوضح أن قرارات إحالة أوراق أي قضية للمفتي تعني استطلاع رأي المفتي وما إذا كانت تستحق من الناحية الشرعية الحكم عليها بالإعدام... أحكام الإعدام الصادرة في غالبيتها أحكام غيابية وتسقط بحكم القانون فور مثول المحكوم أمام المحكمة... كما أؤكد أن هذه المرحلة هي الأولى من مراحل التقاضي». وقال:«في ملف مُكافحة الإرهاب، أكدتُ ضرورة تكاتف جهودنا للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره، فآفة الإرهاب باتت تنال من الشباب والأجيال الصاعدة سواء في منطقتنا أو في أوروبا». ولفت، إلى أنه «في ظاهرة المقاتلين الأجانب، عبرة تدعونا للتأمل في أسباب انجذاب الشباب من مجتمعات مختلفة لهذا الفكر المتطرف، وتدفعنا إلى الدعوة لمواجهة ظاهرة الإرهاب من خلال استراتيجية شاملة فكريّا وأمنيّا، والتصدي لكافة هذه التنظيمات دون انتقائية أخذًا في الاعتبار وحدة أساسها الفكري والأيديولوجي». وأضاف:«تحدثنا معا كثيرا عن الحرية والديموقراطية... أعترف أن هناك قصورا في مصر... ما يحدث في مصر والمنطقة أمر عظيم. ولولا شعب مصر لتغير مصير المنطقة... المصريون تصدوا للفاشية الدينية». وأعرب السيسي عن شكره لميركل، على دعوتها لزيارة ألمانيا. وقال: «نعتز بعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين مصر وألمانيا، حيث تستند العلاقات (المصرية ـ الألمانية) إلى أساس متين من التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ونسعى من خلال تواصلنا إلى الارتقاء بها وترسيخها». وأضاف، إنه بحث معها تطورات المشهد الداخلي في مصر، وما تحقق على صعيد تنفيذ «خريطة المُستقبل» للتحول الديموقراطي من خلال إقرار الدستور الجديد، وتنظيم الانتخابات الرئاسية، كما يُجرى حاليا الإعداد لإجراء الانتخابات البرلمانية لاستكمال البناء الديموقراطي لمؤسسات الدولة. وفي وقت سابق، اجتمع السيسي مع الرئيس الألماني يواخيم جاوك في قصر الرئاسة في برلين، حيث اقيمت له مراسم رسمية. كما التقى الرئيس المصري في مقر إقامته، عددا من الباحثين والمفكرين الألمان العاملين في معهد «كوبر»، أكبر معاهد الدراسات الاستراتيجية في ألمانيا وأوروبا. الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، أكد أن «زيارة الرئيس إلى ألمانيا تستهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية، فضلا عن الاستفادة من التجربة الألمانية في مجال التعليم، خصوصا الفني والمهني». وأكد سفير القاهرة لدى ألمانيا محمد حجازي، أن «هناك إدراكا بأن مصر تعد الأمل الوحيد لاستقرار المنطقة وحائط الصد الأول إلى جنوب أوروبا، كما أنها تمثل امتدادا حيويّا للقارة الأوروبية بسبب قناة السويس وارتباطها بالخليج العربي وما يمثله من إمدادات النفط والغاز إلى جانب موقعها في منطقة شمال أفريقيا». وقال: «الرسالة واضحة، فإذا كنّا شركاء في التحالف الدولي للإرهاب فيجب أن نترجم هذا التحالف إلى واقع عملي ملموس من خلال تكثيف التعاون الاقتصادي والسياسي». واستقبلت الجاليات المصرية في أوروبا وألمانيا والوفود الشعبية المصرية، السيسي، باحتفالات مبهجة منذ وصوله إلى برلين مساء أول من أمس. وفي مقر إقامته، شوهد السيسي وهو يطل من الشرفة، ويحيي الوفود الشعبية، التي هتفت له: «يا كايدهم.. يا سيسي».. و«تحيا مصر»، في حين تجمع متظاهرون وأطلقوا هتافات ضد الزيارة وطالبوا بالديموقراطية في مصر. وأعلن «تيار الاستقلال»، «أن الوفد المتواجد الآن في ألمانيا فضح أكاذيب جلسة استماع ينظمها حزب الخضر في البرلمان الألماني للاستماع إلى شهادات 20 من الإخوان وحركة 6 أبريل». وأكد، أن «الوفد جاء الى ألمانيا لكي يوضح الصورة الكاملة لما حدث في مصر من ثورة شعبية، وما تواجهه الدولة من إرهاب منظم من جماعة الإخوان وأعوانها. مؤكدا أنه «آن الأوان ليتخذ الألمان وجهات نظر مختلفة». وأضاف: «ليس من الإنصاف أن يسمح الغرب بترديد شعار الإخوان في قلب البرلمان الألماني». مضيفا،إن الجيش ساند شعبا ثار على ظلم حاكم إرهابي، مؤكدًا«أن الشعب هو الذي اختار السيسي رئيسًا بغالبية كبيرة في انتخابات لم تحدث في مصر من قبل».