لفت نظري ترويج أمانة المنطقة الشرقية لخبر فوزها بجائزة سلامة البيئة على المستوى العربي. كانت لغة (العلاقات العامة) طافحة في متن هذا الخبر والتعليق عليه من مسؤولي الأمانة الذين وزعوا ــ بهذه المناسبة ــ صورا كثيرة وهم يبتسمون. كأننا نحن سكان المنطقة بدون أعين ترى (منجزات) الأمانة على هذا الصعيد ولم نطالبهم بنشر دراساتهم عن الوضع البيئي ولم يفعلوا حتى الآن. ما ينطبق فعلا على خبر ترويجي من هذا النوع هو: حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له. خذ مثلا: «الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المنطقة الشرقية: توجد نسبة من التلوث الناجم عن الانبعاثات الغازية، من المصانع والمعامل. هناك تلوث ملحوظ، لكنه لا يصل إلى مستوى الخطر ــ 2009». «د. عدنان علي عشقي: ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي بالمدينة المنورة والمنطقة الشرقية والإصابة بالسرطان في المنطقة الشرقية جاءت بسبب (اليورانيوم) نتيجة حرب الخليج الأولى والثانية ــ2011». «جعفر الصفواني: ما يحدث من ردم للبحر اعتداء على البيئة في المنطقة الشرقية وتعد على القرارات الحكومية التي تمنع أي ردم للبحر في حال وجدت مبايض ومحاضن سمكية ــ 2012». «الدكتور إبراهيم بن عبدالحميد عالم: يجب ألا ننسى في هذا الصدد مجموعة سكاب (SKAB) المتخصصة في مجال البيئة ولديها حقوق خاصة لنفايات البلدية في المملكة باستثناء المنطقة الشرقية». «إم بي سي: حذر خبراء في البيئة من انتشار المرادم العشوائية في المنطقة الشرقية، مؤكدين أنها ستتسبب في كارثة بيئية على المدى البعيد ــ 2014». هذا غيض من فيض الدراسات والتحذيرات التي تناولت الوضع البيئي في المنطقة الشرقية. وهو وضع تقابله بيروقراطية واضحة في وضع الحلول وإنجاز المشروعات التي تحفظ للمنطقة سلامتها البيئية ولسكانها صحتهم الشخصية، فكيف ــ إذا ــ تفوز الأمانة بجائزة السلامة البيئية عربيا؟! الجواب عندي هو أن مظلة (تفوز وتحصد وتحقق) تستوعب ما يعقل وما لا يعقل، طالما أن من يفتح هذه المظلة يقدم المجاملات على الحقائق، وطالما أننا في النهاية سنوزع ابتساماتنا لجمهور الإعلام. ما فات الأمانة ومسؤوليها وعلاقاتها العامة أن الناس لم يعودوا يأكلون من هذه الأخبار المرسلة، فهم الآن أكثر اطلاعا وإدراكا وإحاطة بما يدور حولهم. وإذا أرادت أية جهة حكومية أن تكسب ثقتهم، فلتقدم لهم الحقائق كما هي، ولتنجز، بفاعلية وسرعة، ما عليها إنجازه حتى يراه الناس على أرض الواقع، وليس عبر هواء الأثير وغبار التصريحات.